تركي الفيصل: السعودية تشعر بخذلان أمريكي بشأن تهديدات الحوثيين
قال الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات السعودية، إن بلاده تشعر بأن واشنطن خذلتها فيما يتعلق بالتعامل مع التهديدات الحوثية.
واهتزت الروابط القوية في المعتاد بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب موقف الإدارة الأمريكية من مسار الأزمة اليمنية، حيث يواجه التحالف العسكري الذي تقوده السعودية مخططات إيران في زعزعة استقرار المنطقة عبر مليشيات الحوثي.
وقال الأمير تركي الفيصل إن "السعوديون كانوا يعتبرون هذه العلاقة استراتيجية لكنهم يشعرون بخيبة أمل في وقت كنا نعتقد أنه يجب أن تكون الولايات المتحدة والسعودية معا في مواجهة ما نعتبره خطرا مشتركا لاستقرار وأمن المنطقة".
وجاءت تصريحات الفيصل في مقابلة عبر الفيديو مع صحيفة "عرب نيوز" السعودية نشرت اليوم الإثنين.
وأوضح الرئيس السابق للمخابرات السعودية أنه "كانت هناك أوقات صعود وهبوط (في العلاقات) على مر السنين، وربما يمثل الوقت الحالي لحظة هبوط خاصة منذ أن قال الرئيس الأمريكي في حملته الانتخابية إنه سيجعل السعودية منبوذة وبالطبع بدأ في تنفيذ ما قاله".
وأشار إلى أن الحوثيين "أصبحوا أكثر عدوانية بعد أن رفع الرئيس بايدن المليشيات من قائمة الإرهاب".
وذكر الأمير تركي، الذي عمل سفيرا لدى واشنطن، أيضا قرار الرئيس بايدن وقف الدعم لعمليات التحالف في اليمن وعدم مقابلته ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وسحبه "في إحدى المراحل" للمنظومات الأمريكية المضادة للصواريخ من المملكة، وهي أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم.
وأعرب عن أمله في أن تتخطى بلاده في علاقتها مع واشنطن هذه المرحلة "كما تخطينا عدة انتكاسات بعلاقتنا في وقت سابق".
وطبقًا للفيصل، تبدو واشنطن حريصة جدا على إبقاء قنوات اتصالها مع الرياض مفتوحة من خلال المكالمة الهاتفية وزيارات المسؤولين، "لكنها ليست شيئا واحدا فحسب".
وأضاف: "المسؤولون الأمريكيون كانوا يعلنون أنهم يدعمون السعودية وسيساعدونها في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الخارجي وما إلى ذلك، نحن ممتنون لتلك التصريحات، لكننا نحتاج لرؤية المزيد فيما يتعلق بالعلاقة بين القيادتين".
وأكد الأمير الفيصل أن السعودية لا تريد أن تكون "أداة أو سببا لعدم استقرار أسعار النفط"، مشيرا إلى أن إجراءات مثل الحظر الذي تم فرضه عام 1973 شيء من الماضي.
كما أعرب الأمير الفيصل عن استيائه من تعليقات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، عبر قناة "إن بي سي" الأمريكية، لدعم نهج "الجزرة والعصا" لإجبار السعودية على زيادة حصتها من إنتاج النفط من أجل تقليص الأسعار خلال ما أسمته "أزمة وجودية".
وأعاد الأمير تركي الفيصل التأكيد على أنه لا يمكنه التحدث نيابة عن جميع السعوديين، لكنه شدد على أنه: "لسنا تلاميذ بالمدرسة ليتم التعامل معنا (بنهج) الجزرة والعصا. نحن دولة ذات سيادة، وعندما تتم معاملتنا بعدالة وإنصاف، فإننا نرد بالمثل. من المؤسف أن تصدر تصريحات مشابهة عن ساسة أينما كانوا. وآمل ألا تتوقف العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة أو تبنى على هذا المبدأ".
وقال دبلوماسيون غربيون إن الولايات المتحدة زادت في الأشهر الأخيرة دعمها العسكري للسعودية في محاولة لتحسين العلاقات.
ولا يتولى الأمير تركي أي منصب حكومي الآن، لكنه يتمتع بنفوذ باعتباره رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز