ذكرى تحرير عدن.. معركة عربية ضد التمدد الإيراني باليمن
توحدت بنادق الأشقاء في دول التحالف العربي لدعم شرعية اليمن مع أبناء الجنوب لتطهير عدن من مليشيات الحوثي الإرهابية.
مواقف خالدة سطرها أبطال دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على تراب عدن اليمنية وسواحلها، ومعهم رفاق السلاح من رجال الجنوب، في معركة وملحمة تدون كتب التاريخ تفاصيلها بإجلال كبير.
واليوم، تحل ذكرى معركة تحرير عدن التي شاركت فيها القوات الإماراتية والسعودية بوحدات نوعية وغطاء جوي ساهم في قلب المعادلة الميدانية والتحكم بمسرح العمليات من خلال خطة عسكرية محكمة قطعت أوصال المليشيات وعجلت بانهيار صفوفها.
وتمت السيطرة الحوثية على عدن من خلال الوحدات العسكرية التي كانت متواجدة فيها وتتبع الجيش اليمني حينها، وعددها قرابة 9 ألوية عسكرية و3 ألوية قوات أمنية، إضافة إلى مجاميع حوثية وصلت من صنعاء وآليات عسكرية وصلت عبر محافظة تعز.
وبينما كانت مجاميع مليشيات الحوثي تصل إلى القصر الرئاسي في معاشيق (عدن) على متن مصفحات وناقلات جند، كانت المقاومة الجنوبية تقاوم بما تملك من إمكانات القوات التي تشكل بالأساس الجيش اليمني الذي سيطرت عليه المليشيات الحوثية.
الدكتور فضل الربيعي، رئيس لجنة الدراسات والبحوث والتدريب في المجلس الانتقالي الجنوبي، يرى أن النصر الذي حققته المقاومة الجنوبية في تحرير عدن، بعد 5 أشهر من الحرب في مواجهة مليشيات الحوثي، تم بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي وتحديدا دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية.
وقال الربيعي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن التحالف العربي قدم كل المساعدات لتحقيق هذا النصر على مليشيات الحوثي والقوى المتحالفه معها آنذاك، وقد تمثل في توفير الغطاء الجوي للمقاومة في بداية الأمر.
وأضاف أنه بعد ذلك، أرسل التحالف العربي المقاتلين الإماراتيين والسعوديين بالتنسيق مع القيادات في الميدان، حيث كان لهذا الإسناد من قوات التحالف دور كبير في تطهير نحو 93 % تقريبا من أراضي الجنوب التي اجتاحتها المليشيات.
ويعبر هذا الدعم، وفق الربيعي، عن مدى التلاحم وفي إطار البعد القومي الذي يمثل انتصاراً لكل العرب في مواجهة مشروع التمدد الإيراني بالمنطقة العربية والهادف إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
ويقول الربيعي مستذكرا تفاصيل بدايات دعم التحالف العربي كشاهد من الميدان: "كنا في عدن أثناء الحرب تنقصنا الكثير من الأسلحة والذخائر بينما يملك العدو السلاح الثقيل والإمكانات العسكرية الكبيرة، لكن الإسناد الجوي من قبل التحالف العربي شكل غطاء فاعلا ساعد المقاومة على الأرض في مطاردة الحوثيين".
وأشار الربيعي إلى أنه في البداية وصل فريق عسكري إماراتي إلى عدن لاستطلاع الأوضاع، والتقى ممثلين عن قيادة المقاومة الجنوبية على رأسهم اللواء الشهيد أحمد سيف اليافعي، وكان يدير غرفة العمليات حينها عبدالرحمن أبوزرعة المحرمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي حاليا.
ولاحقا، يتابع، "توافد الخبراء والجنود الإماراتيون والسعوديون إلى عدن وعملوا على تأمين عدد من المواقع التي تم تحريرها، كما شاركوا مع القيادة العسكرية والمقاومة الجنوبية في تأمين المناطق التي تم تطهيرها من مليشيات الحوثي.
وأكد الربيعي أن دول التحالف قدمت كل المساعدات اللوجستية للقوات والتي تمثلت في الإغاثة والدعم المادي من سيارات للأجهزة الأمنية، كما قدمت لاحقا الدعم المادي للمحافظين لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.
ملاحم بطولية
من جانبه، قال متحدث المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري: "في ذكرى تحرير عدن النور، نتذكر باعتزاز الملاحم البطولية التي خاضها أبناء عدن والجنوب عموماً والتي توجت بدحر الغزاة الحوثيين ليكون ذلك منطلقاً لتحرير كل محافظات الجنوب من دنس المليشيات الحوثية والجماعات الإرهابية".
وقال الكثيري، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية": "تتجدد الذكرى ويتجدد الاعتزاز بالدعم والإسناد العظيمين للأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهو الأمر الذي تجلى بأنصع صورة في امتزاج دماء أبناء الجنوب وأشقائهم في معارك تحرير عدن وتطهير محافظات الجنوب من الغزاة الحوثيين والجماعات الإرهابية".
وقاومت عدن مليشيات الحوثي طيلة 5 أشهر، وكانت البداية بالسلاح الخفيف والمتوسط الذي كان وجوده شحيحا، حيث كان عناصر المقاومة الجنوبية في عدن يتبادلون قطعة السلاح الواحدة للقتال.
ومطلع أبريل/ نيسان 2015، سيطرت مليشيات الحوثي على القصر الرئاسي في عدن حيث استقر الرئيس عبد ربه منصور هادي إثر فراره من صنعاء في فبراير/ شباط من العام نفسه.
وشكلت عملية "السهم الذهبي" التي أطلقها التحالف العربي لتحرير عدن وبقية مناطق الجنوب، طعنة قاتلة لأطماع الحرس الثوري الإيراني الحالم بالسيطرة على سواحل عدن والشريط الساحلي الشرقي لليمن.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز