السعودية.. انطلاق منتدى الاستثمار وتوقعات بالتركيز على تأثير الذكاء الاصطناعي
انطلق في الرياض الثلاثاء ولـ3 أيام منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار"، الذي يشكّل فرصة للمملكة للترويج لمشاريعها الضخمة وإبراز طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
افتتح ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي اليوم الثلاثاء مؤتمر المملكة الرائد للاستثمار، محذرا من أن التقدم التكنولوجي يثير مخاوف بشأن ترسيخ عدم المساواة في ظل قلق كثيرين بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي.
وقال الرميان: "يخشى ثلاثة من كل أربعة أشخاص من أن يوسع الذكاء الاصطناعي الفجوة التعليمية بين المجتمعات التي تتاح لها الفرص وتلك التي لا تتاح لها... ولا يمكننا السماح بحدوث ذلك".
وأضاف أنه في الوقت الذي يشعر فيه غالبية الناس بانعكاسات إيجابية على حياتهم، فإن عدد المتفائلين حيال الانعكاس على العالم ككل أقل بكثير.
وقال "هذه الفجوة بين الآمال الشخصية والمخاوف العالمية تمثل ناقوس خطر".
وأضاف "يمكن للتكنولوجيا أن تسهم في سد هذه الفجوة، ولكن فقط إذا كانت تعود بالنفع على الجميع".
يأتي انعقاد المؤتمر في ظل وقف هش لإطلاق النار في غزة جرى التوصل إليه بوساطة أمريكية وتنامي التوتر بالمنطقة. كما يأتي في وقت تواجه فيه المملكة ضغوطا متزايدة لعرض ما حققته من تقدم في مساعيها لإحداث تحول هائل في اقتصادها.
وقال الرميان إن النسخ الثمانية السابقة من المؤتمر شهدت إبرام صفقات بقيمة 250 مليار دولار، مضيفا أن الاستثمار الأجنبي في المملكة نما 24% في 2024 إلى 31.7 مليار دولار.
ويشارك في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" مسؤولون سياسيون وشخصيات اقتصادية رفيعة المستوى من حول العالم.
ومن ضيوف المنتدى المنعقد في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ونائب الرئيس الصيني هان تشنغ، إلى جانب عدد من الوزراء وأكثر من 150 من كبار قادة الشركات.
كذلك، يحضر المؤتمر نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جونيور، ورؤساء كبرى مؤسسات الاستثمار الأمريكية مثل غولدمان ساكس وجاي بي مورغان وبلاك روك.
وتقام النسخة التاسعة من المؤتمر التي تستضيف نحو عشرين من قادة الدول، في ظل سريان هدنة في قطاع غزة ونمو اقتصادي قوي تشهده منطقة الخليج.
وأمس الإثنين، انطلقت أربع جلسات نقاش بشأن الكربون والعملات المشفرة والاستثمار في القيادات، لكن خلف أبواب مغلقة.
ويُعد منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي يعرف أيضا باسم "دافوس الصحراء"، منصة لاستقطاب رؤوس الأموال العالمية إلى السعودية، في وقت تسعى فيه المملكة إلى تنويع أنشطتها الاقتصادية ضمن رؤية 2030، برنامج التغييرات الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وبعد 9 سنوات من إطلاق هذه الرؤية في 2016، يمكن "رؤية النتائج في كل مكان" على ما أفاد ياسر الرُميّان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذراع الاستثمارية للحكومة السعودية، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الثلاثاء.
وأكد أنّ "الاستثمار الأجنبي (في السعودية) نما العام الماضي بنسبة 24% ليصل إلى 31,7 مليار دولار".
وأضاف "لقد أخذنا السعودية إلى العالم والآن العالم يأتي إلى السعودية" مشيرا إلى حصول بلاده على حق تنظيم معرض اكسبو 2030 وكأس العالم لكرة القدم في 2034.
ويقول روبرت موغيلنيكي، الباحث البارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن هذا الحدث يشكّل "فرصة سنوية محورية لجذب الاستثمارات الأجنبية، لدعم أجندة التحول الاقتصادي التي تتسم بكلفتها العالية وتحدياتها الكبيرة".
ويضيف "من الواضح أن هناك إعادة ضبط لأولويات الإنفاق في المملكة، ما سيدفع المستثمرين إلى الاهتمام بوجهة الأموال مستقبلا".
طموح تكنولوجي
ترى كارين يونغ، الباحثة المتخصصة في سياسات اقتصاد الخليج لدى معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن التراجع عن بعض المشاريع الضخمة لا يعني بالضرورة ضعف جاذبية الاستثمار الأجنبي.
وتشرح يونغ "على العكس، يُظهر ذلك انضباطا ماليا"، مضيفة أن الفرص المتاحة في قطاعات أخرى، من السياحة والترفيه إلى العقارات والبنية التحتية والطاقة، تدلّ على "اهتمام قوي بالاقتصاد المحلي".
وتسعى السعودية إلى ترسيخ مكانتها كقوة صاعدة في مجال التكنولوجيا، لا سيما الذكاء الاصطناعي، والذي تتنافس فيه دول الخليج الثرية على تعزيز حضورها الإقليمي والعالمي.
ومن المتوقّع أن يشهد المنتدى توقيع اتفاقيات تشمل شركة "هيومين" (Humain) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وعددا من الشركات الدولية، بحسب منظّمي مبادرة مستقبل الاستثمار.
ويوضح موغيلنيكي أن "بعض شركات التكنولوجيا الناشئة في السعودية لا تزال في مراحلها الأولى، لذا تسعى إلى طمأنة المستثمرين بأن طموحات المملكة التكنولوجية حقيقية وقابلة للتحقيق ومشوّقة".
ويُعقد المؤتمر قبل أسابيع من زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة، الأولى له منذ مارس/آذار 2018.
وفي واشنطن، من المقرر أن يلتقي ولي العهد السعودي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد زيارة الأخير إلى الرياض في أيار/مايو التي شهدت تعهّدات استثمارية سعودية قدّرتها الحكومة الأمريكية بحوالى 600 مليار دولار.
ويقول موغيلنيكي إن "الحضور الكبير لرجال الأعمال الأمريكيين يعكس أهمية الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY5IA== جزيرة ام اند امز