في يوم التأسيس.. الاقتصاد السعودي يحصد ثمار التنمية على مدار 3 قرون
بفضل مسيرة ممتدة لنحو 3 قرون من الأمن والاستقرار والبناء والتنمية، يتمتع الاقتصاد السعودي اليوم بدعائم قوية وراسخة جعلت منه وجهة رائدة للفرص الاقتصادية والاستثمارية اللامعة الآن وفي المستقبل.
وفي يوم تأسيس الدولة السعودية، الذي تحتفي به المملكة في 22 فبراير/ شباط من كل عام، تكشف أحدث البيانات والأرقام الاقتصادية عن تحولات عميقة نجحت البلاد في تنفيذها خاصة فيما يتعلق بالتنويع الاقتصادي وتنشيط القطاعات المختلفة بعيدا عن النفط.
- أرامكو السعودية: لدينا مسؤولية لتزويد العالم بالطاقة
- بقيمة 250 مليون دولار.. دفعة ثانية من المنحة السعودية للبنك المركزي اليمني
وتسرع المملكة وهي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم خططها لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط في إطار خطة تعرف باسم رؤية 2030، وتهدف من خلالها إلى تطوير قطاعات مثل السياحة والصناعة وتوسيع القطاع الخاص وتوفير فرص العمل.
التحليق بعيدا عن النفط
حققت السعودية بالفعل نموًا قياسيًا في إجمالي الناتج المحلي الإجمالي في 2022 بنسبة 8.7% لتصبح أسرع الاقتصادات نموا في مجموعة العشرين، ولكن ما دعم ذلك أيضًا هو نمو الأنشطة غير النفطية بنسبة 5.9%.
وحسب أحدث تصريحات محمد الجدعان وزير المالية السعودي، تتوقع المملكة أن ينمو الناتج المحلي غير النفطي بنحو 5% على المدى المتوسط، في علامة على النمو الصحي للاقتصاد رغم الأزمات العالمية.
وأوضح: "هذا النمو يؤكد قوة الاقتصاد السعودي وقدرته على التحمل".
ووفقا لوزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، فإن اقتصاد السعودية وصل إلى المركز الـ16 بين دول مجموعة العشرين، بعد نمو حجم الناتج المحلي إلى 4.1 تريليون ريال (1.093 تريليون دولار). وأوضح أن الاستثمار الأجنبي المباشر بلغ 52% منذ إطلاق "رؤية المملكة".
وتفوق أداء الأعمال غير النفطية بشكل كبير على توسع القطاع النفطي العام الماضي، ما أدى إلى زيادة النمو الإجمالي الذي تباطأ على خلفية تخفيضات إنتاج النفط وانخفاض الأسعار.
ونما الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 4.6% في عام 2023.
ووفق الجدعان فإن التحول اجتماعيا واقتصاديا وفي السياسة المالية، قاد إلى النجاح في خفض عجز الميزانية من 15% إلى 2% أو أقل.
وسجلت الميزانية السعودية إجمالي إيرادات بنحو 1.21 تريليون ريال في 2023، مقابل إجمالي مصروفات بنحو 1.29 تريليون ريال، ليقف العجز عند نحو 81 مليار ريال.
وكشفت بيانات وزارة المالية السعودية أن إيرادات الميزانية الفعلية في الربع الرابع من 2023 بلغت قيمتها 357.984 مليار ريال، فيما
رؤية 2030.. نقطة تحول
في أبريل/ نيسان 2016، وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أطلقت السعودية رحلتها الجديدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا عبر "رؤية السعودية 2030" التي وضعها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؛ لتكون خارطة طريق تعزز نقاط قوة المملكة.
ووضعت رؤية السعودية 2030 أُسسًا قوية للنجاح، بدأت بتنفيذ إصلاحات غير مسبوقة، شملت القطاع العام وجميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية.
وعلى الرغم من التحديات، ازداد عزم المملكة على تحقيق أهدافها، فأصبحت الأعمال الحكومية أكثر كفاءة، وخلقت فرصت استثمارية جديدة، وزادت مشاركاتها العالمية، وحسنت جودة حياة السكان.
وتمضي الرؤية في تحقيق أهدافها وصولا إلى تمكين المواطنين والشركات للوصول إلى الاستفادة المثلى من إمكاناتهم، إضافة إلى تنويع الاقتصاد، ودعم المحتوى المحلي، وخلق فرص نمو مبتكرة تعززها بيئة داعمة للاستثمارات المحلية والأجنبية، بالتزامن مع فتح صندوق الاستثمارات العامة قطاعات جديدة، تسهم في النمو الاقتصادي للمملكة.
وبحسب وزير المالية محمد الجدعان، فإن السعودية وعدت بتحول كبير منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 وقد بدأ هذا التحول في إظهار النجاح والالتزام خلال الأوقات الجيدة والعصيبة، والتزام المملكة لجلب الاستقرار والفرص الاستثمارية للعالم.
فرص للوطن وللعالم
ووفقا للجدعان فإن السعودية تستهدف المساهمة في تحقيق الاستقرار في العالم، وتوفير فرص الأعمال الدولية.
وأوضح: "لدينا برنامج لتطوير القطاع المالي الذي يجمع في الواقع مجموعة حساسة للغاية من المشاركين هناك جهتان تنظيميتان مستقلتان لا نحتاج لإخبارهما ما ينبغي عليهما فعله كما هناك هيئة تنظيمية ثالثة تنضم إلينا وزارة المالية ووزارة الاستثمار ووزارة الاقتصاد،تقدم للهيئات التنظيمية الثلاثة نبض ما يجب فعله وما يحتاجه الاقتصاد وما يحتاجه المستثمرون، والتأكد من أنه يتم التنسيق وأن هناك توافقا هذا موقف قوي للغاية".
وتابع: "وجود هذا النهج المنسق تجاه القطاع المالي يعد ميزة جيدة للغاية ويجب أن يكون المستثمرون سعداء به".