10 محطات على طريق نهضة التعليم في السعودية
عاشت السعودية طفرة تعليمية غير مسبوقة بدأت منذ عقود وبلغت ذروتها بتضمن رؤية المملكة ٢٠٣٠ التخطيط لامتلاك 5 جامعات ضمن أفضل ١٠٠ عالميا.
من المعروف أن التعليم يعتبر اللبنة الأساسية في صرح نهضة وتطور أي شعب، وبالمثل لعب دورا مهما في ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من تطور في مختلف نواحي الحياة.
مراحل تطور التعليم في السعودية، التي تحتفل الخميس بيومها الوطني رقم 91، متعددة بدأت على يد الملك عبد العزيز آل سعود الذي أرسى قواعد النهضة التعليمية بالمملكة.
اليوم الوطني السعودي واحد من أهم الأعياد الرسمية في المملكة، ويوافق 23 سبتمبر من كل عام، حيث يحتفل أبناء آل سعود ذكرى يوم توحيد المملكة وحملها اسمها الحالي.
"العين الإخبارية" تسلط الضوء على مسيرة النهضة التعليمية في المملكة؛ بمناسبة احتفالها باليوم الوطني السعودي.
الملك عبد العزيز يقود النهضة التعليمية
شهدت المنظومة التعليمية في عهد الملك عبد العزيز آل سعود طفرة على مختلف الأصعدة، حيث ظهر اهتمامه بالتعليم منذ أن كان وليًا للعهد، من خلال إنشاء العديد من المدارس.
وعندما أصبح ملكًا للسعودية تابع سياسته وأرسى أسس النهضة التعليمية بالمملكة، التي استندت إلى العديد من المحاور والمشروعات القومية، من بينها:
1- نظام الهجر
أول وأهم المشروعات التي اعتمدت عليها النهضة التعليمية في عهد الملك عبدالعزيز تمثلت في نظام الهجر.
وذلك المشروع رغم أنه كان بدائيا ورغم أن القائمين عليه ليسوا من أصحاب الخبرة، إلا إنه كان سابقاً لعصره وكان مشروعاً تعليمياً وتربوياً متكاملاً، حيث كان يهدف في المقام الأول إلى إعمار السعودية، وذلك بتوطين أهل البادية في مجتمعات مدنية متحضرة.
وكذلك تم وضع برنامج طموح لتعليمهم وتقويم سلوكهم، فبجانب تلقيهم مبادئ العلوم الأساسية مثل مبادئ الكتابة والقراءة والحساب، كان مجموعة من المشايخ ورجال الدعوة يلقون خطبا ومحاضرات، تدعم التآلف بين البدو وتحثهم على نبذ التعصب، وبدأ العمل بنظام الهجر في عام 1330 هجري الذي يوافق 1912 ميلاديا.
2- مديرية المعارف
تعد واحدة من أبرز ملامح النهضة التعليمية في المملكة، فمنذ عام 1330هـ وحتى 1344هـ (1912 - 1926) كانت المنظومة التعليمية قد تنامت بشكل ملحوظ بعد إنشاء العديد من المؤسسات بأرجاء السعودية، ما تطلب إقامة هيئة مستقلة لتتولى شؤونها الإدارية.
وأصدر الملك عبدالعزيز آل سعود قرارا بإنشاء مديرية المعارف عام 1344هـ (1926م) كخطوة على طريق تحقيق النهضة التعليمية بالمملكة، وهي البذرة الأولى للتعليم النظامي الحديث في المملكة، حيث كانت موكلة بمهام مثيلة بتلك التي تقوم بها وزارات التعليم في زمننا المعاصر.
3- إنشاء المعهد العلمي
أصدر الملك عبدالعزيز آل سعود قرارا بإنشاء المعهد العلمي السعودي، ليكون أول مؤسسة تعليمية تقام على أرض المملكة متخصصة في تخريج المعلمين للمدارس الابتدائية؛ إيمانا منه بأهمية الدور الذي يلعبه المعلم لتخريج أجيال فعالة في المجتمع.
ولعب المعهد دورا محوريا في النهضة التعليمية بالمللكة السعودية، وتم افتتاحه في عام 1345هجري (1927).
4- تأسيس أول مدرسة
بدأت المملكة إطلاق مسيرة تعليمية نظامية في عام 1364هـ (1944م)، بعد أن أمر الملك عبد العزيز بتأسيس مدرسة "دار التوحيد" في الطائف، لتكون أول مدرسة نظامية وأول دار تُعنى بتعليم العلوم العربية والشرعية، قبل أن تصبح فيما بعد النواة الأولى لكلية الشريعة في مكة المكرمة.
يذكر أن أول مدرسة نظامية في جدة أنشئت عام 1898 م وحملت اسم "الرشدية"، ثم تحول اسمها إلى المدرسة الهاشمية بعد تغيير الدراسة بها من اللغة التركية إلى اللغة العربية.
أما أول مدرسة تحضيرية أولية في مكة أنشئت عام 1911م ، وكانت تسمى مدرسة الخياط التي سميت في ما بعد مدرسة المسعى، ثم تغير اسمها إلى مدرسة الرحمانية الابتدائية.
5- وزارة المعارف
أصدر الملك سعود مرسوماً ملكيًا بتحويل مديرية المعارف العامة إلى وزارة المعارف عام 1373هـ (1953م)؛ وقد زادت مهامها وأسندت إليها مهمة تنظيم العمل بالمؤسسات التربوية والتعليمية، ووضع الخطط التي من شأنها تطوير هذه المؤسسات وتوسعتها ورفع معدلات الكفاءة بها، وتم تعيين الأمير (الذي أصبح الملك فيما بعد) فهد بن عبد العزيز آل سعود وزيرًا لها؛ وهو أول من تولى وزارة المعارف في تاريخ المملكة.
6- تعليم البنات
اتخذ الملك سعود بن عبد العزيز قرارا مصيريا في تاريخ المملكة، حين قال إن نساء السعودية لهن الحق في التعليم، لتبدأ مسيرة تعليم البنات عام 1380هـ (1960م) تقريبًا.
وتم تخصيص عدة مؤسسات تعليمية لهن تضم المراحل التعليمية الرئيسية الثلاث الابتدائي والإعدادي والثانوي، وانتشرت مدارس البنات في كافة أرجاء المملكة، وكان المشايخ يدعون الأهالي إلى إرسال بناتهم للمدارس وحثهم على تلقي العلم، وتم اختيار الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ليكون أول مشرف على قطاع تعليم البنات بالمملكة.
7- إنشاء وزارة التعليم العالي
شهد عام 1395هـ (1975م) إنشاء وزارة التعليم العالي لتتولى تنفيذ سياسة المملكة في التعليم العالي، قبل أن يتم دمج وزارة التعليم العالي مع وزارة التربية والتعليم في وزارة واحدة، تحت مسمى وزارة التعليم قبل نحو 5 أعوام.
8- إقامة كلية الشريعة
شهد عهد الملك سعود بن عبد العزيز إقامة كلية الشريعة عام 1396هـ (1976م) والهدف منها كان تخريج معلمين للمرحلة الثانية وكذا قضاة للعمل في المحاكم الشرعية.
في الفترة ذاتها، شهدت المملكة إلغاء نظام الكتاتيب ذو الطابع البدائي، واستبدلها بمجموعة من المعاهد العلمية التي بدأت في مكة والرياض للتوسع في تدريس علوم الدين.
9- تدشين الجامعات في السعودية
اهتم الملك سعود بن عبد العزيز بإنشاء الجامعات واعتبرها من الركائز الرئيسية لتوفيرالعنصر البشري المُدرب والكُفء القادر على تلبية متطلبات سوق العمل، ومن أبرز ما تضمنته الكليات العسكرية وكلية البترول والمعادن.
وتعد جامعة الملك سعود أحد شواهد النهضة التعليمية باعتبارها بمثابة بداية التعليم الجامعي على أرض المملكة العربية السعودية، وتم افتتاحها في 1377هـ (1957م).
وضمت في بدايتها عددا من الكليات تنوعت بين المجالات النظرية والعلمية، مثل الآداب والعلوم الإدارية والصيدلة، ثم شهدت توسعات كبيرة حتى عام 1379هـ.
بعد ذلك توسعت المملكة في إنشاء الجامعات لتتوزع على مناطق السعودية جميعها، ووصلت حاليا إلى ٢٩ جامعة حكومية وأكثر من ١٤ جامعة وكلية خاصة توفر جميع التخصصات المؤهله لسوق العمل.
ومع رؤية المملكة الطموحة ٢٠٣٠، تسعى السعودية لتصبح 5 جامعات من ضمن أفضل ١٠٠ جامعة على مستوى العالم؛ لتقدم للإنسانية تعليما متميزا وأبحاثا ذات جودة عالية تسهم في حل مشكلات العالم وتسهم في رفاهية الحياة.
10- برامج محو الأمية
أطلقت المملكة مشروع محو الأمية عام 1374هـ (1954م)، وبفضله تبوأت السعودية حاليا مراكز متقدمة في هذا المجال، حيث صارت الأمية نسبة جدا ضيئلة تقل عن ٥٪.
وتقدر بعض الإحصاءات غير الحكومية نسبة القادرين على القراءة والكتابة في السعودية بـ89.1% للذكور و79.4% للإناث.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NC4yNTEg
جزيرة ام اند امز