مجلس التنسيق السعودي الإماراتي.. أهداف واحدة لتحقيق التكامل
يحمل المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي آمالا واسعة لتحقيق التكامل بين البلدين في العديد من المجالات الحيوية المشتركة.
ووضع المجلس التنسيقي بصمات واضحة في تحقيق التكامل بين البلدين منذ إنشائه في مايو/أيار 2016 بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
رؤية المجلس التنسيقي
يتطلع المجلس التنسيقي لوضع نموذج استثنائي للتكامل والتعاون بين الإمارات والسعودية إقليميا وعربيا عبر مشاريع استراتيجية مشتركة في سبيل تحقيق أمن ورخاء وسعادة الشعبين الشقيقين.
أهداف المجلس
يتمثل الهدف الرئيسي الذي يسعى المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي لتحقيقه في التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في جميع المجالات.
وانطلاقا من هذا الهدف تنبثق عدة أهداف فرعية، تشمل بلورة رؤية مشتركة بين البلدين لترسيخ واستدامة علاقاتهما الثنائية في ضمن أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز تكامل المنظومة الاقتصادية بين البلدين وإيجاد حلول مبتكرة للاستخدام الأمثل للموارد الحالية.
كما يسعى المجلس التنسيقي لبناء منظومة تعليمية متكاملة ترتكز على نقاط القوة لكلا البلدين لإعداد أجيال على درجة عالية من الكفاءة، فضلا عن توطيد التعاون السياسي والأمني والعسكري بصورة متكاملة بما يعزز أمن الدولتين.
ومن بين أهم الأهداف التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة بين البلدين، عبر آلية واضحة وذات منهجية متكاملة لقياس الأداء لضمان استدامة الخطط.
خلوة العزم
شهد المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي تفعيل دوره من خلال إطلاق "خلوة العزم" في 21 فبراير/شباط 2017 بين البلدين في أبوظبي، بمشاركة أكثر من 150 مسؤولا حكوميا وعدد من الخبراء في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في الدولتين.
وفي 13 أبريل/نيسان من العام نفسه انطلقت أعمال المرحلة الثانية من "خلوة العزم" في الرياض بحضور ومشاركة مسؤولين كبار وخبراء بالقطاعات المختلفة.
وعمل البلدان على ترجمة توجه التكامل إلى مبادرات على أرض الواقع، من أجل تحقيق الهدف الأكبر بأن يكون المجلس نواة لتوحيد العرب حول قضاياهم المصيرية.
7 مبادرات رئيسية
وفي 19 يناير/كانون الثاني 2019 أطلقت اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي خلال اجتماعها الأول في أبوظبي، 7 مبادرات في إطار استراتيجية العزم.
تشمل المبادرات السبع إطلاق العملة الافتراضية الإلكترونية التجريبية، اعتمادا على تجربة تقنية بلوك تشين في إنشاء عملة رقمية موحدة بين البلدين، إلى جانب تسهيل انسياب الحركة في المنافذ من خلال التنسيق في التعاون الجمركي عبر اعتماد "نظام المسار السريع" والتنسيق الثنائي لتطبيق المشغل الاقتصادي المعتمد.
تم كذلك إنشاء منصة مشتركة تتيح للشركات السعودية والإماراتية المسجلة في المنصات المعتمدة من قبل الدولتين من الاستفادة من المشتريات الحكومية المخصصة، مع إطلاق مبادرة برنامج الوعي المالي للصغار، التي تهدف إلى رفع كفاءات الوعي المالي وتعزيز مفاهيم الادخار والإنفاق الذكي لدى الذكور والإناث ما بين 7 سنوات و18 سنة.
كما تم إطلاق التمرين المشترك لاختبار منظومة أمن الإمدادات وسلاسل الإمداد في القطاعات الرئيسية في البلدين أثناء أزمة أو كارثة، علاوة على تقديم مبادرة تعزيز تجربة المسافرين من ذوي الهمم، والتي يتم من خلالها توحيد الإجراءات والتسهيلات والتشريعات الخاصة بأصحاب الهمم وتسهيل سفرهم من خلال خلق مطارات صديقة لذوي الهمم في البلدين.
وتتمثل المبادرة السابعة في السوق المشتركة للطيران المدني، والتي تهدف إلى تحقيق التكامل والتعاون الشامل في قطاع الطيران المدني في المجالات الحيوية، ومنها الملاحة الجوية، والسلامة والأمن، والتحقيق في الحوادث الجوية.
اجتماعات وإنجازات مهمة
على مدار السنوات الخمس الماضية تعقد اللجنة التنفيذية اجتماعات متتالية لمناقشة وتفعيل المبادرات والأنشطة المطروحة.
هذا فضلا عن الاجتماعات المستمرة التي يعقدها أعضاء أمانة اللجنة التنفيذية، والتي تستهدف العمل مع الجهات المختلفة لخلق وتفعيل مبادرات المجلس، والتأكد من سير عمل المبادرات وضمان تقدمها، وتقديم الاستشارات الاستراتيجية المختلفة للجهات المعنية.، والتأكد من مواءمة المبادرات والمشاريع مع رؤية المجلس وأهدافه، إلى جانب تفعيل الحوار بين البلدين عن طريق منصات مختلفة مثل الاجتماعات الرئاسية واللجان التنفيذية والتكاملية وورش العمل.
وطرحت الاجتماعات موضوعات في غاية الأهمية، أبرزها استحداث مجال الأمن الغذائي لتعزيز مكانة البلدين في مؤشرات الأمن الغذائي العالمي، ومناقشة سُبل اعتماد الفضاء كقطاع محوري للتعاون، وتشجيع وتطوير استخدام العلوم والتقنيات الفضائية، بالإضافة إلى تنويع الاقتصاد الوطني، من خلال قطاع فضائي مشترك ومتطور.
وبذل جهود في مجال التعاون وتسهيل الأعمال المشتركة في قطاعي الإسكان والبيئة ومشاريع البنية التحتية، نظراً لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية في البلدين
وفي يناير/ كانون الثاني 2021، عقدت لجنة المال والاستثمار التابعة للمجلس التنسيق اجتماعها الأول، من أجل متابعة سير عمل المبادرات الاستراتيجية المعتمدة في مجموعة من المحاور الرئيسية شاملة مجالات الخدمات والأسواق المالية، ودعم ريادة الأعمال، والاتحاد الجمركي، والسوق المشتركة، والسياحة والتراث الوطني، وآليات تنفيذها وفق الخطط المعتمدة.
وفي 7 يوليو/ تموز الحالي، عقدت لجنة التنمية البشرية اجتماعا لمناقشة وإبراز أهم الإنجازات والتحديات والحلول المقترحة في مجالات التعليم والصحة والفضاء والرياضة والشباب والثقافة والإعلام والذكاء الاصطناعي.
وطرحت اللجنة مبادرات جديدة، مثل استحداث الكلية التقنية الافتراضية السعودية الإماراتية، والتي تهدف إلى تقديم تدريب افتراضي من خلال بيئة تفاعلية توظف تطبيقات التعلم الإلكتروني الذكي وفلسفاته المختلفة، وتحقق أهداف المنظومة التعليمية الحديثة الداعمة لديمومة التعلم مدى الحياة.
وتم مناقشة إطلاق ملتقى سنوي مشترك بين البلدين في مجال التدريب التقني والمهني، لتطوير العلاقات بين الجهات الأكاديمية في مجال التدريب التقني والمهني، وتوقيع برنامج التعاون التنفيذي المشترك مع مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني.
aXA6IDUyLjE1LjIxNy44NiA= جزيرة ام اند امز