رسوم تستحضر التراث المشترك للسعودية والإمارات بـأيام الشارقة التراثية
في معرض للفنان السعودي عبد العزيز المبرزي ضمن فعاليات الدورة الـ16 تحت شعار "بالتراث نسمو" وبالتزامن مع اليوم العالمي للتراث
تمثل "أيام الشارقة التراثية" حدثا حيويا في النشاط الثقافي الإماراتي، بما توفره من مناخ مناسب لتعريف الجيل الحالي والأجيال القادمة بأصالة الماضي، وتمكينهم من استكشاف ذلك الزمن بكل ما فيه من عادات وتقاليد أصيلة تعبر عن الموروث الشعبي للأجداد.
وتعد هذه النسخة بما تتضمنه من نشاطات انعكاسا واقعيا لهوية شعب دولة الإمارات وتجسيدا حيا لعراقة تاريخه، حيث تنطلق فعاليات هذه الدورة الـ 16 تحت شعار "بالتراث نسمو" في أجواء احتفالية يسودها المرح والترفيه بالتزامن مع احتفالات يوم التراث العالمي الذي تنظمه اليونسكو في يوم 18 أبريل من كل عام.
هذا وتعكف اللجان المنظمة على تنسيق برامج الفعالية لتحقيق رؤية الإمارة التنويرية وتوجهها الثقافي الذي يرتكز على غرس قيم الماضي والأصالة، ومد جسور التواصل مع الآخر لبناء حوار حضاري ثري. ومن هذا المنطلق عكفت إدارة المعارض والمقتنيات في معهد الشارقة للتراث على تقديم معارض نوعية معنية بقيم الفلكلور بشكله المادي وغير المادي.
من جانبها، قالت ذكريات معتوق، مدير إدارة المعارض والمقتنيات في معهد الشارقة للتراث، الجهة المنظمة للأيام: "إدارة المعارض والمقتنيات هي لجنة متخصصة تعنى بتنظيم المعارض المصاحبة للحدث، حيث تحصل الإدارة على عروض مسبقة من قبل فنانين ورسامين ومصورين من مختلف أنحاء العالم بهدف المشاركة في الأيام، وتقديم أعمالهم التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتراث الإنساني والثقافي في بلدانهم".
وتضيف معتوق: "لقد خصصنا على مدار السنوات الثلاث الماضية جزءا من الأيام لاستضافة فنانين من خارج الدولة، وقد لاقت هذه المعارض إقبالا جماهيريا واستحسانا من قبل الزوار، وهو ما شجعنا على الاستمرار في تقديم تلك الأجنحة عام بعد آخر، وحفز الفنانين على تقديم معروضاتهم للمشاركة".
وتقدم إدارة المعارض والمقتنيات معرض "ماضي وذكريات بين السعودية والإمارات" للفنان التشكيلي السعودي عبدالعزيز المبرزي، ويستعرض الفنان من خلال معرضه الفردي 16 عملا، يتحدث عن ملامح الحياة والعمارة ومدى تشابهها بين الإمارات والسعودية، حيث يخصص المبرزي 8 لوحات لرصد تراث السعودية و8 أخريات عن الإمارات، وتأتي هذه الاستضافة تماشيا مع استراتيجية الأيام في تقديم فنانين عرب وعالميين معنيين بأمور التراث ويسعون لعكس تراث وثقافة أوطانهم في أعمالهم الفنية.
في هذا الإطار، تشير معتوق إلى إنه "على الرغم أن جناح المعرض الفني المستضاف من قبل فنانين غير محليين ليس معنيا بتراث الإمارات بشكل مباشر، إلا أن معظم الفنانين الذين يتقدمون بطلبات لعرض أعمالهم من خارج الدولة تكون لهم أعمال تتحدث عن الإمارات، ففي العام الماضي استضفنا فنانا ألمانيا يدعى كريستوف، وفوجئنا أنه يتقدم بعرض أعمال تتحدث عن الإمارات وأحيائها القديمة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وهذا العام نجد الفنان السعودي يقدم معرضا لأعمال مرسومة تقدم أوجه التشابه الثقافية والعمرانية بين الإمارات والسعودية من خلال رصد تفاصيل المعمار والحياة القديمة في كلتا الدولتين الشقيقتين".
وتتابع: "إننا كجهة معنية بالتراث نسعى إلى إعلاء قيمة التراث الإنساني وتعليم الأجيال القادمة أهمية هذا التراث وقوة تأثيره على تشييد البناء السليم، من خلال الارتكاز على الماضي بما توفره أدوات الحضارات لرسم صورة المستقبل، وهو ما يجعل من هذا الحدث التراثي قيمه تساعد أجيال اليوم للعبور إلى الغد بأمان".