بشهادة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" يتزين علَم السعودية، وما أعظمها زينة بأن يحمل علم بلادك هذه العزة السماوية.
لعلها من الأمور الرمزية ذات المعنى والمغزى أن يحمل العلَم السعودي معاني القوة بالسيف، وومعاني الإيمان بشهادة التوحيد، معبرا عن واقع مسيرة تأسيس دولة قوية وراسخة انطلقت بإيمان شعبها وقيادتها إلى العلا والمجد منذ عهد الإمام محمد بن سعود، واستمرت رايتها خفاقة لا تُنكَّس طوال ثلاثة قرون، نعم هي السعودية بأيامها وقوتها ورمز عزها، علَمها.
ونظرا لما تحمله أعلام الأوطان من رمزية التعبير عن قيمها، جاء صدور الأمر الملكي بتخصيص يوم 11 مارس من كل عام كيوم للعلَم السعودي، يذكّر السعوديين برسالتهم المباركة إلى هذا العالم ودورهم البنّاء فيه، رسالة السلام والإسلام، وكذا محبتهم إلى وطنهم وانتمائهم له ولقيادته الحكيمة، التي عبرت بهذا الوطن على مر القرون من تاريخ الدولة السعودية، التي تأسست أولا عام 1139هـ. الموافق 1727م. حاملة رسالة السلام والإسلام معا إلى العالم كله.
لقد نصَّ الأمر الملكي على أنه "انطلاقا من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها، والذي يرمز بشهادة التوحيد، التي تتوسطه، إلى رسالة السلام والإسلام، التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، ويرمز بالسيف إلى القوة والأنَفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلَم شاهدا على توحيد البلاد... واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيمانا بما يشكله العلم من أهمية بالغة، بوصفه مظهرا من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزا للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية".
إن قصة ظهور العلَم السعودي كانت حينما حمل حكامُ "آل سعود" الراية ونشروا الدعوة ووسعوا مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى، باعتبار ذلك رمزا للوحدة والتوحيد والبيئة والأرض التي عاش بها الأجداد، حتى جاء يوم 27 من ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، وهو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز ـرحمه الله ـ العلَم بشكله الذي نراه اليوم، ليرفرف بدلالاته العظيمة، العدل والقوة والنماء والرخاء.
إن القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية تسعى جاهدة من أجل أن يبقى الوطن السعودي علامة على الأمن والقومة والرخاء والعدل، لذا فقد جاء علَم الدولة معبرا عن هويّة البلد وخصوصيته الثقافية وتقاليده.
إن اللون الأخضر في علَم المملكة إشارة مهمة إلى حيوية ورخاء العيش في هذه البلاد، لأهلها وضيوفها، فيما تتوسط العلَم السعودي شهادتا الإيمان بالدين الإسلامي، كُتبتا بخط أبيض عريض.. دالّا على هوية إسلامية معتدلة، فالأرض السعودية مهبط الوحي وملتقى رسالة الدين الإسلامي.
عاشت المملكة العربية السعودية، محتفلة بعز تاريخها، ومجدها، ورايتها مرفوعة خفاقة لا يطالها التنكيس، آمنة مطمئنة بفضل حكمة القيادة وإيمان شعب كريم له من التاريخ والأصل والماضي التليد ما يجعله راسخا متطلعا إلى مستقبل مشرق دائما.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة