الكرة السعودية 2020.. هيمنة هلالية محلية وأحزان آسيوية مضاعفة
عاشت الكرة السعودية في عام 2020 لحظات مختلفة تباينت فيها مشاعر الجماهير بشكل كبير بين الأفراح المحلية مقابل الأحزان الآسيوية.
وكان العام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة شهد توقفا طويلا لموسم الكرة السعودية لنحو 5 أشهر بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي أدى لتوقف الأنشطة الرياضية في شتى أنحاء العالم لفترات مختلفة، وكان يهدد بإلغاء الموسم السعودي الذي ظل مصيره معلقا حتى الأيام الأخيرة قبل قرار العودة للحياة.
وحدث نفس الشيء في بطولة دوري أبطال آسيا التي كانت الأندية السعودية تسير فيها بخطى ثابتة محققة نتائج مميزة، قبل أن تتوقف المسابقة أيضا لنحو 6 أشهر، من مارس/ آذار إلى سبتمبر/ أيلول بسبب كورونا.
وتستعرض العين الرياضية في السطور التالية حصاد عام الكرة السعودية سواء على الصعيد المحلي أو القاري.
الهلال يهيمن محليا
على الصعيد المحلي فرض الهلال سيطرته على بطولتي الدوري السعودي للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين، عبر استعادة لقب البطولة الأولى من غريمه النصر، وتحقيق الثانية بعد غياب 3 سنوات.
ففي الدوري تمكن الهلال من حسم اللقب للمرة الـ16 في تاريخه والخامسة في عهد الاحتراف، مستفيدا من تأثر منافسه النصر حامل اللقب بالتوقف الطويل بسبب كورونا والذي أدى لتراجع نتائجه بعد العودة.
وحسم الزعيم اللقب في أواخر أغسطس/ آب قبل النهاية بجولتين بعدما وسع الفارق مع النصر إلى 6 نقاط مع تفوقه في المواجهات المباشرة، قبل أن ينهي الموسم محققا 72 نقطة، بفارق 8 نقاط كاملة عن "العالمي" الذي حل وصيفا بفارق 6 نقاط عن الأهلي الثالث.
وعزز الهلال من هيمنته المحلية عبر حصد لقب كأس خادم الحرمين الشريفين في نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، بعد الفوز على غريمه النصر في النهائي بهدفين قابل هدف، ليحقق اللقب للمرة التاسعة في تاريخه بعد غياب 3 سنوات.
تراجع نصراوي
شهد العام الحالي تذبذبا شديدا في مستوى فريق النصر، فقد على أثره لقب الدوري السعودي للمحترفين لصالح غريمه الهلال، الذي خسر أمامه أيضا لقب كأس الملك للموسم الثاني على التوالي، بعدما خسره الموسم الماضي أمام التعاون.
كما ودع "العالمي" دوري أبطال آسيا من الدور نصف النهائي بعد الخسارة من بيرسبوليس الإيراني بركلات الترجيح عقب انتهاء مباراتهما بالتعادل 1-1، ليضرب أحلام جماهيره في مقتل بعدما كانت تمني النفس بوصوله إلى النهائي بعد غياب طويل، وذلك عطفا على الأداء القوي الذي قدمه طوال البطولة.
معاناة اتحادية وصحوة متأخرة
الاتحاد ظل كعادته في الموسم الأخيرة يعاني على صعيد الدوري السعودي للمحترفين، لكن معاناته كانت زائدة هذا الموسم، حيث ظل يصارع الهبوط حتى الجولة الأخيرة من المسابقة قبل أن ينجو بأعجوبة بفارق 3 نقط عن الثلاثي الهابط الفيحاء والحزم والعدالة.
وكان الاتحاد ودع كأس خادم الحرمين من ثمن النهائي في أول يوم من العام بعد الخسارة من الفتح 1-2.
ومع بداية الموسم الجديد بدأ الاتحاد الدوري كالعادة بشكل متذبذب، حيث خسر في أول جولة 1-2 أمام الاتفاق، قبل أن يصحح مساره جزئيا مع توالي الجولات، ليصل إلى المركز الرابع في الجولة السابعة برصيد 12 نقطة، بفارق 4 نقاط عن الهلال المتصدر الذي لعب مباراة أقل.
أحزان آسيوية متعددة
على صعيد دوري أبطال آسيا، شاركت 4 فرق سعودية في النسخة التي لا تزال مستمرة حتى الآن، من البطولة، والتي انتهت مباريات المنطقة الغربية فيها بتأهل بيرسبوليس للنهائي على حساب النصر، بينما لا تزال مباريات الشرق مستمرة لتحديد الطرف الآخر للنهائي.
ورغم البداية السعودية القوية للرباعي المكون من الهلال والنصر والأهلي والتعاون فإن الأمور لم تسر كذلك حتى النهاية، خاصة مع توقف المسابقة الطويل بسبب كورونا ثم عودتها وإقامة مباريات الأدوار النهائية في ملاعب قطر بنظام الدورة المجمعة، لتبتعد فرق المملكة عن ملاعبها وجماهيرها.
وتلقت الجماهير السعودية ضربة قوية لآمالها في المحافظة على لقب البطولة الذي حققه الهلال الموسم الماضي، بعدما تم استبعاد الزعيم من دور المجموعات رغم ضمانه التأهل للدور الثاني من الجولة الخامسة، وذلك بعد ضرب فيروس كورونا أغلب لاعبيه قبل الجولة السادسة للمجموعات.
وأدى ذلك الأمر إلى تعذر خوض الهلال لمواجهة شباب الأهلي الإماراتي في الجولة الأخيرة للمجموعات، ليتم اعتباره منسحبا من البطولة من قبل الاتحاد الآسيوي، ويلغى تأهله ويتأهل مكانه شباب الأهلي.
ورغم طعن الهلال على القرار فإن ذلك لم يغير شيئا، ليتجرد الزعيم من لقبه بشكل درامي رغم أنه كان مرشحا بقوة للفوز به للموسم الثاني على التوالي في ظل الأداء القوي الذي قدمه في دور المجموعات.
بينما تأهل الأهلي متصدرا للمجموعة الأولى، والنصر متصدرا للرابعة، والتعاون وصيفا للثالثة رغم أنه بدأ الدور بتحقيق انتصارين، قبل أن يخسر 3 مرات إحداها بسداسية قاسية من الشارقة الإماراتي، لكنه تدارك الأمور في الجولة الأخيرة وفاز على الدحيل القطري 1-0، ليتأهل على حسابه بفارق المواجهات المباشرة.
وفي الدور الثاني كانت الكرة السعودية مجبرة على فقدان أحد ممثليها بعدما اصطدم التعاون بمواطنه النصر، ليتأهل الأخير لربع النهائي بالفوز 1-0، بينما لحق به مواطنه الأهلي الذي تأهل بركلات الترجيح على حساب شباب الأهلي.
وفي ربع النهائي تكرر المشهد الحزين، حيث اصطدم النصر بالأهلي من جديد ليودع الأخير البطولة بعد الخسارة 0-2، ويتأهل العالمي إلى نصف النهائي، قبل أن يخسر بركلات الترجيح أمام بيرسبوليس وينهي أحلام الجماهير السعودية في الاحتفاظ بلقب البطولة الآسيوية.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز