القضاء في كل العالم لا يخضع لأي مؤثرات مهما كانت، فما بالك بقضاء يعتمد أولا وأخيرا على مستند إسلامي وشريعة مصدرها القرآن الكريم؟!
ليس هناك من لحظة حاسمة في تاريخ أي قضية سوى اللحظة التي تصدر فيها الأحكام النهائية لتلك القضية، وبالأمس القريب أعلنت النيابة السعودية عن صدور الأحكام في قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي -رحمه الله- وقال المتحدث باسم النيابة العامة إنه تمت محاكمة كل من له طرف في القضية، وعقدت المحكمة تسع جلسات مع المتهمين، وصدر الحكم في الجلسة العاشرة، والجميع علم تفاصيل تلك الأحكام، وليس المجال هنا لتكرار ما تم نشره، ولكن القضية الأساسية هنا هي التأكيد أن القضاء السعودي التزم خلال أكثر من عام من التحقيقات بهدف واحد ألا وهو الوصول إلى الحق والاتزان في إنزال معطياته على تفاصيل القضية بأكملها.
الكلمة الأخيرة قيلت في هذه القضية، وأصدر القضاء السعودي حكمه، وتحت مسؤولية واثقة من كل ما جاء في هذه الأحكام، وهنا لا بد أن يدرك الجميع أن الصحف طويت وجفت الأقلام، ولن يسمح المجتمع السعودي لنفسه بأن يكون جزءا من حرب إعلامية أو سياسية ليس لها هدف سوى الإساءة للسعودية
القضاء في كل العالم لا يخضع لأي مؤثرات مهما كانت، فما بالك بقضاء يعتمد أولا وأخيرا على مستند إسلامي وشريعة مصدرها القرآن الكريم؟! إن من حكم في هذه القضية وأصدر الأحكام يعرف هذه المنطلقات ويدركها، وهذا ما يثير تساؤلنا نحن السعوديين بالدرجة الأولى: لماذا يراد منا ألا نثق بقضائنا؟ في الحقيقة إن هناك توجهات غير مقبولة من جهات تحاول، وبكل ما أوتيت من قوة، أن تلوث الفضاء الإعلامي كما لوثت الأرض بمعلومات وتحليلات بعيدة عن الحق والإنصاف.
القضاء بطبيعته عندما تعرض أمامه القضايا، وخاصة إذا ما كانت القضية متشعبة ومتداخلة في مضامينها، وتتهم الكثير من الأشخاص فإنه في النهاية لابد وأن يكون هناك من يدان، وهناك من يتم تبرئته، وهذا طبيعي وموجود في كل المحاكم في العالم، وهنا أتساءل: لماذا يستنكر على القضاء السعودي أن يكون هناك أبرياء ومدانون في قضية جمال خاشقجي؟ هذا سؤال منطقي ليس له جواب سوى أن هناك من يستهدفنا دون إدراك لطبيعتنا كدولة مستقلة وذات سيادة تبلغ من العمر ما يقارب الثلاثة قرون، ولدى سلكها القضائي عبر التاريخ مئات القضايا المعقدة والمتشابكة، ومع ذلك تم تفكيكها وإصدار الأحكام بشأنها وفق منهجية قضائية راسخة عبر الشريعة الإسلامية.
لن يكون مقبولا من أحد -مهما كان- أن يمارس أي شكل من التحليل من أجل أن يدين الأشخاص أو يبرئهم، ومهما كانت القضية المطروحة؛ لأن الدول مسؤولة أمام العالم فيما تصدره من أحكام عبر سلكها القضائي، ونحن السعوديين نؤمن بكل عمق بالسلك القضائي السعودي، ولكننا لن نؤمن بالسلك الإعلامي المترصد الذي ليس له هدف من هجومه سوى محاولة تفكيك تماسكنا.
الكلمة الأخيرة قيلت في هذه القضية، وأصدر القضاء السعودي حكمه وتحت مسؤولية واثقة من كل ما جاء في هذه الأحكام، وهنا لابد أن يدرك الجميع أن الصحف طويت وجفت الأقلام، ولن يسمح المجتمع السعودي لنفسه أن يكون جزءا من حرب إعلامية أو سياسية ليس لها هدف سوى الإساءة للسعودية؛ إما بالتشكيك وإما بالهجوم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة