اجتثاث جذور "الإخوان" بدول الخليج.. جهود نوعية
جهود نوعية تشهدها عدة دول خليجية لمحاربة تنظيم "الإخوان" الإرهابي ومحاصرة فلوله واجتثاث أفكاره وجذوره.
وتتركز تلك الجهود على استراتيجية متكاملة تستند بشكل رئيسي إلى المحاور الدعوية، والفكرية، والأمنية والتنموية، وفق أولويات محددة وتناغم معين.
وتبرز في السعودية في الفترة الحالية، الجهود الدعوية والفكرية لمحاربة التنظيم الإرهابي، بصدور بيان هيئة كبار العلماء في السعودية، الثلاثاء، الذي أكد أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي لا يمثل منهج الإسلام، ودعا الجميع إلى "الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها"، وتخصيص خطبة الجمعة المقبلة للتحذير من خطرهم.
تأتي تلك الجهود بعد نحو شهر، من تسليم جهاز أمن الدولة الكويتي، 3 مصريين من عناصر الإخوان إلى "إنتربول" بلادهم، بتهمة التحريض على الفوضى والدعوة إلى التظاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد شهور من تسليم الكويت لمصر "خلية إخوانية" إرهابية في يوليو/تموز 2019.
وتتوافق الجهود الدعوية والفكرية والأمنية في السعودية والكويت على محاربة تنظيم الإخوان والتحذير من خطره.
جهود دعوية متكاملة
وجنبا إلى جنب مع الجهود الأمنية الناجحة في المملكة لمحاربة الإرهاب، تقوم السعودية بجهود دعوية بارزة لمحاربة التنظيمات الإرهابية فكريا، وعلى رأسها تنظيم الإخوان.
وفي هذا الصدد، أصدرت هيئة كبار العلماء، بيانا، مساء الثلاثاء، أكدت فيه "أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب".
وقال البيان: "إن كل ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بث شبه وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم، أو غير ذلك، فهو محرم بدلالة الكتاب والسنة".
وبين أن "وفي طليعة هذه الجماعات التي نحذر منها جماعة الإخوان، فهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية".
وأشار كبار العلماء في بيانهم إلى أنه "ومنذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئاً بالشرور والفتن، ومن رَحِمها خرجت جماعاتٌ إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم".
ودعا كبار العلماء في السعودية الجميع إلى "الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها.".
في السياق نفسه، وجه الدكتور عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن أهمية الاجتماع على الحق والتحذير من التفرق والاختلاف وكل ما يؤثر على وحدة الصف خلف ولي الأمر، والتحذير من الجماعات ذات البيعة والتنظيم وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية وأنهم من الخوارج.
كما تضمن التوجيه قراءة بيان هيئة كبار العلماء كاملاً أثناء الخطبة.
يأتي هذا في إطار حرص وزارة الشؤون الإسلامية على أهمية البيان الشرعي والتحذير من الجماعات المتطرفة وبيان خطرهم على الدين والمجتمع.
كما تأتي تلك الخطوة أيضا استمراراً لما يقوم به الخطباء من الحث على الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف وتبصير الناس بخطر جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات، تحقيقاً لرسالة الوزارة وأهدافها العامة.
وإلى جانب الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب في المملكة، تشهد السعودية جهود دعوية متواصلة لنشر الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف.
وضمن هذه الجهود، نظمت وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد بالسعودية العديد من المحاضرات والخطب والندوات التي تنظم في مختلف المناطق ضمن رؤية شاملة، تستهدف توجيه ضربة قاضية لفلول تلك الجماعة الإرهابية.
وتقوم الاستراتيجية الدعوية على 4 محاور؛ الأول هو تدريب الأئمة والخطباء لنشر ثقافة التسامح ومحاربة الغلو والتطرف، الثاني: الوعظ والتوعية والإرشاد من خلال محاضرات وندوات وخطب، الثالث: تطوير أداء مراقبي المساجد لضمان عدم تسلل أي من فلول الإخوان الإرهابية للمنابر الدعوية، والرابع: تحصين الجامعات وتنقيح الرسائل العلمية من أي أفكار متطرفة.
وإلى جانب الجهود الأمنية والتشريعية والدعوية، تأتي التنمية ضلعا أساسيا في استراتيجية المملكة الشاملة لمكافحة الإرهاب.
الكويت.. حرب أمنية على الإخوان
تأتي تلك الجهود التي تشهدها المملكة، بعد نحو شهر من تسليم "جهاز أمن الدولة الكويت 3 مقيمين مصريين إلى إنتربول بلادهم بتهمة التحريض على الفوضى والدعوة إلى التظاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وتكمن أهمية تلك الخطوة في كونها أول عملية تسليم لعناصر إخوانية من الكويت لمصر بعد تولي الشيخ نَوَّاف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في 29 سبتمبر/ أيلول، خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي شهدت الحرب على الإخوان في عهده مرحلة حاسمة.
ونقلت صحيفة "القبس" عن مصادر رفيعة، لم تسمها، أن هؤلاء المتهمين أطلقوا حملة مكثَّفة مؤخراً لتحريض المصريين على الخروج عن النظام والتظاهر ضد حكومة بلادهم.
وأشارت إلى أنه "بعد اكتمال المعلومات تشكَّلت فرقة مباحث أمن دولة وألقت القبض عليهم في محافظة الفروانية".
وأوضحت أنه "بعد اكتمال التحقيقات جرى تسليمهم إلى الإنتربول المصري".
محللون سياسيون وأمنيون عرب اعتبروا أن تسليم المطلوبين "أمر غير مستغرب"، ويمثل أيضا رسالة استباقية مهمة من قبل نظام الحكم الجديد في الكويت، بشأن استمرار نهجه في الحفاظ على أمن واستقرار مصر والدول العربية.
وشهدت الحرب على تنظيم الإخوان الإرهابي في عهد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مرحلة حاسمة، بدأت مع إعلان السلطات الكويتية، في 12 يوليو/تموز 2019، القبض على "خلية إرهابية" مرتبطة بـ"الإخوان" في مصر، صدرت ضد أعضائها أحكام بالسجن تصل إلى 15 سنة من محاكم مصرية.
وقال بيان وزارة الداخلية الكويتية الصادر آنذاك إن أجهزتها الأمنية قامت "بضبط خلية إرهابية تتبع تنظيم الإخوان قد صدر بحقهم أحكام قضائية من قبل القضاء المصري وصلت إلى 15 عاما"، وهي رسالة واضحة لعناصر التنظيم الهاربين ألا مكان لهم في الكويت، وأن الكويت أخذت على عاتقها مساندة ودعم الجهود الأمنية المصرية في مطاردة تلك العناصر الإرهابية والصادر ضدهم أحكام قضائية، وهو نهج تستمر عليه القيادة الكويتية بعد تولي الشيخ نَوَّاف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم.