استيقظت النمسا، صباح الإثنين، على مداهمات قوية شنتها الشرطة ضد أهداف للإخوان الإرهابية وحركة حماس في 4 ولايات.
"المصائب لا تأتي فرادى".. هكذا لسان حال تنظيم الإخوان الإرهابي في الدول الأوروبية، التي بدأت تستفيق ولو متأخرا لتعي الأضرار الجمة التي يمثلها هذا التنظيم السرطاني على أراضيها، ولكن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا.
فمن ألمانيا إلى فرنسا وهولندا، ومؤخرا النمسا، بدأت عمليات أوروبية لمحاصرة مقرات جماعة الإخوان في الغرب، العملية رمسيس.. هو الاسم الذي اختارته الشرطة النمساوية، لمداهمة مقرات تابعة لجماعة الإخوان وحركة حماس، وشارك فيها 1000 ضابط وجندي من الشرطة والاستخبارات الداخلية.
"العملية رمسيس".. القصة الكاملة للضربة النمساوية للإخوان
بدأت المداهمات في تمام الـ5 فجرا واستمرت 3 ساعات، واستهدفت على نطاق واسع جمعيات يشتبه في علاقتها بجماعة الإخوان وحماس، وخلال المداهمات، فتشت الشرطة 60 شقة ومنزلا وجمعية ومقرا تجاريا في أربع 4 ولايات منها فيينا وستريا، واعتقلت 30 شخصا من المشتبه بهم حتى الآن، ويخضعون حاليا للاستجواب الفوري.
ونقلت صحيفة دير ستاندرد النمساوية عن مصادر أمنية قولها إن التحقيقات تجري مع المشتبه بهم بشأن الانتماء لمنظمات إرهابية، وتمويل الإرهاب، والقيام بأنشطة معادية للدولة، وتشكيل تنظيم إجرامي وغسل الأموال، ووفقا لمكتب المدعي العام، فإن المداهمات تأتي بعد تحقيقات مكثفة استمرت أكثر من عام، من قبل هيئة الاستخبارات الداخلية،
"العين الإخبارية" تكشف هوية مشتبه به رئيسي في مداهمات إخوان النمسا
هذه المداهمات تأتي بعد أيام قليلة من قيام إرهابي من جذور ألبانية بهجوم على المارة في مواقع مختلفة من المدينة القديمة في فيينا، ما أوقع 4 قتلى مدنيين وقتيلا في صفوف الشرطة، فضلا عن 22 إصابة.
ولكن مداهمات هذه المرة، لم تأت من فراغ، بل سبق واتخذت النمسا إجراءات للحد من تأثير جماعة الإخوان، ففي فبراير 2019، أصدرت الداخلية النمساوية قانونا يحظر رموز جماعة الإخوان، وعددا من التنظيمات الإرهابية الأخرى، دخل حيز التنفيذ بعدها بشهر واحد.
مصادرة أموال وتجميد حسابات.. ما نعرفه عن مداهمات إخوان النمسا
استنادا إلى دراسة نشرت في 2017، شارك فيها مركز التطرف بجامعة جورج واشنطن، وجامعة فيينا، والاستخبارات الداخلية النمساوية، أوضحت أن جماعة الإخوان لم تتخل عن العنف على عكس ما يدعي قياداتها، ولا يزال العنف خيارا استراتيجيا تغلفه بشرعية وتفسير ديني.
في سبتمبر 2020، قررت حكومة مقاطعة "النمسا العليا" شمالي البلاد، وقف جميع أشكال التمويل الحكومي للإخوان وغيرها من تنظيمات الإسلام السياسي، وتشكيل لجنة خبراء لرصد تحركاتها وهياكلها.
الطريق لـ"رمسيس".. لماذا تكافح النمسا الإخوان؟
وتعليقا على العملية، قال وزير الداخلية كارل نيهامر: "بفضل العمل المكثف الذي قام به ضباط الشرطة، نجحنا في توجيه ضربة قوية لجمعيات متطرفة".
بينما كان موقف وزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب أكثر وضوحا حين قالت: "بهذه الضربة الموجهة للإخوان المسلمين، نثبت أننا جادون في محاربة الأيديولوجيات المتطرفة والراديكالية، لن نسمح بنشر الأفكار المتطرفة في النمسا".
وزيرة الاندماج النمساوية: وجهنا ضربة موجعة للإخوان
العملية رمسيس لن تكون الأخيرة في ملف مكافحة الإخوان وغيرها من تنظيمات الإسلام السياسي، بل هناك إجراءات أخرى منها وضع الجماعة ومؤسساتها وقيادتها تحت رقابة الاستخبارات الداخلية، وهو أمر يلوح في الأفق بقوة.
وعلى ما يبدو أن هناك أياما حالكة السواد تنتظر جماعة الإخوان في الغرب بعد أن كشفت كل حيلها وظهر وجهها الشرير على حقيقته.