السعودية كانت ومازالت تحمل رسالة السلام والتسامح، كيف لا وهي تحمل على عاتقها راية الإسلام وفيها الحَرَمَان
السعودية كانت وما زالت تحمل رسالة السلام والتسامح، كيف لا وهي تحمل على عاتقها راية الإسلام وفيها الحَرَمَان، فها هي تملك مشروعا مليئا بالطموح للانطلاق نحو آفاق المستقبل برؤية يملؤها التفاؤل والأمل باستثمار وإعادة الاعتبار للأهمية الاستراتيجية للمنطقة، من منطلق أنها المصدر الأول للطاقة في العالم، ومن رؤية أنها راعية الإسلام الأولى؛ لهذا نجد أن مشروعها يستند إلى حاجة وليس ترفا يعمل لاستدامة أهميتها وفقاً للإرث التاريخي والحضاري والثقافي والديني والإمكانيات الطبيعية والجغرافية التي ستبقي المنطقة مثلما كانت دائماً في صدارة المشهد العالمي، ومن دلالات ذلك رؤية 2030 ومشروع نيوم.
السعودية اليوم لا تريد أن تجري إصلاحات للإسلام بل تعمل على استعادة الإسلام الوسطي الصحيح الذي افتقدناه منذ عام 1979، بحسب ما تفضل به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي يجب أن يتعرف عليه العالم، من حيث حاجة إنسان هذا العصر إلى رسالة تجمّع الدين والعلم وتوفّق بين حرية الفرد ومصلحة المجتمع.
الإرادة السعودية الحديثة تؤكد بأن المملكة وقيادتها وشعبها سيواجهون بكل حزم أية جماعة "أيديولوجية راديكالية دينية" تنشر الإرهاب باسم الدين والمقاومة، وأنها ستكون بالمرصاد لأي توجّه يستهدف فكرها وعقيدتها عبر نشر مبادئ هدامة وأفكار مُعادية.
فالإسلام هو دين التسامح والسلام وهو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه وزجر، وهو دين الحقوق للرجل والأنثى، هو دين متكامل ارتضاه الله لنا، ينبذ العنف والتطرف ويدعو إلى التسامح.
إننا اليوم فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان، وجميع الثقافات والشعوب، وما زيارة الأمير محمد بن سلمان للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القاهرة إلا تجسيد لهذا التحول الكبير في رؤية السعودية، وهو التحول الذي لم يأخذ حقه في نقاش التحولات التي يقودها الأمير حفظه الله.
إننا كسعوديين وعرب ننظر إلى زيارات الأمير محمد بن سلمان، بغض النظر عن أهدافها السياسية والاقتصادية، بأنها عبارة عن عبور بالعلاقات السعوديّة إلى مرحلة ما بعد الأيديولوجيا، فزيارة الكنائس هي تأسيس لأيديولوجيا جديدة تقود شخصية المملكة على قاعدة الإسلام المعتدل وتؤصل له، وتعمل على رعاية وإنتاج نخبة من المجتمع تعمل وتمهد لإنتاج مشروع ديني وثقافي وسياسي وحتى إعلامي لتجفيف منابع الإرهاب الفكرية، وتنقية الإسلام من القراءات الخاطئة والنصوص المغلوطة المؤسسة لفقه الإرهاب والجريمة، كما هي لمعالجة لأسباب الشقاق الطائفي.
إن الإرادة السعودية الحديثة تؤكد بأن المملكة وقيادتها وشعبها سيواجهون بكل حزم أية جماعة (أيديولوجية راديكالية) دينية تنشر الإرهاب باسم الدين والمقاومة، وأنها ستكون بالمرصاد لأي توجّه يستهدف فكرها وعقيدتها عبر نشر مبادئ هدامة وأفكار مُعادية، لهذا هي تحارب الحوثيين في اليمن، وترفض حزب اللات في لبنان، وتروّض حماس في غزة، وتواجه ملالي طهران وداعش والنصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية، وتقاطع قطر لأنها تمول وتدعم الإرهاب والإخوان.
لذا يجب على العالم أجمع أو من عجز أن يستوعب الرسالة السعودية، أن يعرف أن رسالتها الحديثة واضحة وصريحة، ورؤيتها تهدف إلى أن تصل إلى مصاف الدول المتقدمة في العلم والتكنولوجيا، وأن هذه التحولات تظهر أهميتها من منظور حسابي دقيق لواقع أدق، بحيث لم يعد بالإمكان أن تُمارس لغة الاستثناء والخصوصية التي جعلتها لعقود تعيش عزلة بات العالم يؤمن بأنها من ثوابتها ومن أصول عقيدتها، لذا هي تعتمد الآن على الحوار والشراكة والتعاون والتفاهم والتآخي بين شعوب المنطقة والعالم، واجتثاث كل ما من شأنه أن يعكر أو يؤجج ثقافة العنف والتطرف والتباين الطائفي والاستقطاب المذهبي، وتتخذ منهج الإصلاح الاقتصادي المعتدل وفق هويتنا الإسلامية، دون فقدان للهوية أو انحراف عن المسار، فمصالح الناس تقتضي بكل عقلانية أن يكون هناك منهج وسط يجتمعون عليه ويدافعون عنه، فالوسطية فيها مراعاة للزمن والناس والزمن يتغير، والناس يحتاجون إلى التجديد، ولنا في التجربة الإماراتية خير مثال وخير شاهد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة