الخطوط الحديدية السعودية في عامها الـ74.. إرث عريق ومستقبل واعد
تهدف السعودية، لتكون محورا لربط القارات، والذي يمثل إحدى الركائز الثلاث لرؤية المملكة 2030.
وشهدت الخطوط الحديدية السعودية، منذ إنشائها عدة محطات، حتى أصبحت ركنا من أركان أحد محاور تحقيق رؤية "المملكة 2030".
التأسيس
وترتكز رؤية "المملكة 2030"، على 3 ركائز، إحداها محور تحويل السعودية، لتكون جسرا لربط القارات، لنقل الركاب والبضائع.
وبدأت مسيرة الخطوط الحديدية السعودية في أربعينيات القرن الميلادي الماضي، منذ 74 عاما، حينما أنشئ ميناء تجاري على ساحل الخليج لاستقبال السفن الضخمة التي تنقل مستلزمات أعمال صناعة النفط.
وحسب وكالة الأنباء السعودية، بعد موافقة مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ولد قطاع السكك الحديدية الذي انطلق العمل به في أكتوبر/تشرين الأول 1947.
ودشن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، أول خط حديدي (الرياض – الدمام) في أكتوبر/تشرين الأول 1951.
مؤسسة عامة
وشهد القطاع خلال مسيرته تطورات عدة في مسماه وجهة الإشراف عليه، وصدر في 13 مايو/ أيار 1966، مرسوم ملكي يقضي بالموافقة على النظام التأسيسي للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وبمقتضاه حُولت السكة الحديد إلى مؤسسة عامة لها شخصية اعتبارية، يديرها مجلس إدارة، ويرسم سياساتها العامة وفقا لأسس تجارية.
وأسند للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية تشغيل خط نقل الركاب الذي بلغ طوله 449 كيلومتر، ويربط الرياض والدمام مرورًا بالأحساء، وبقيق، وخط شحن البضائع ويبلغ طوله 569 كيلومتر، ويبدأ من ميناء الملك عبد العزيز بالدمام لينتهي في الرياض، مرورًا بالأحساء، وبقيق، والخرج، وحرض، والتوضيحية.
إضافة، للخطوط الفرعية التي يبلغ مجموع أطوالها 400 كيلومتر، وهي تربط بعض مواقع الإنتاج الصناعي والزراعي وبعض المواقع العسكرية بموانئ التصدير وبعض المناطق السكنية.
تأسيس "سار"
وظل خط الرياض- الدمام الوحيد لعدة عقود حتى 2006 حيث أسست الخطوط الحديدية السعودية "سار" وهي شركة مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، لتنفيذ قطار الشمال، بطول 2750 كيلومتر، بتكلفة 10 مليارات ريال.
وينطلق قطار الشمال للركاب على خط شبكة يبلغ طولها 1.250 ألف كيلومتر، من الرياض باتجاه الشمال وصولاً إلى القريات على الحدود الأردنية مروراً بكل من المجمعة، والقصيم، وحائل، والجوف.
فيما ينطلق مسار آخر للشحن بطول 1.550 ألف كيلومتر، من مناجم الفوسفات في حزم الجلاميد بالقرب من عرعر في منطقة الحدود الشمالية باتجاه الجنوب ليتصل بالمسار الأصلي بالقرب من الجوف، ويواصل إلى ما بين منطقتي حائل والقصيم.
ثم ينحرف هذا المسار، لينحرف بمسار جديد باتجاه الشرق مروراً بمناجم البوكسايت بالبعيثة في منطقة القصيم، وصولاً إلى مرافق المعالجة والتصدير في رأس الخير على الخليج العربي.
قطار المشاعر المقدسة
ورغبة من قيادة السعودية، في تسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، بطريقة آمنة وسريعة، نفذ مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي يربط ما بين المشاعر المقدسة "منى، وعرفات، ومزدلفة في مكة المكرمة، " لخدمة الملايين من ضيوف الرحمن سنوياً.
وبدأ تنفيذ المشروع في 2008، وانطلقت أولى رحلاته في 2010، وفي عام 2019م أسند تشغليه لـ " سار" حيث تبلغ سعة القطار الواحد 3 آلاف حاج، ويشمل تسع محطات 3 منها في منى، ومثلها في كل من مزدلفة وعرفات، حيث نقل في موسم الحج عام 2019 نحو 2.3 مليون حاج.
قطار الحرمين السريع
واستكمالاً لحركة التنمية المستدامة في جميع المجالات التي تشهدها المملكة نفذ قطار الحرمين السريع لتلبية تنامي عدد الحجاج والمعتمرين عامًا بعد عام، فضلاً عن المعتمرين والزوار والمقيمين الذين يفدون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة طيلة أشهر السنة، وفي مواسم العطل والإجازات.
وفي نهاية 2018 شُغل القطار بطول 450 كيلومترا بتكلفة زادت على 60 مليار ريال، لنقل الركاب بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بمدينة جدة، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ، بسرعة 300 كيلومتر في الساعة.
رؤية "المملكة 2030"
ومنذ بداية الخطوط الحديدية، وحتى لحظة "سار" الراهنة، تُوسعت شبكات الخطوط الحديدية بين المدن وصدرت عدة قرارات لتوحيد جميع الخطوط الحديدية تحت مظلة واحدة نحو بناء منظومة نقل متكاملة ومتميزة، وتوفير التسهيلات والتشريعات اللازمة.
وذلك لتمكين القطاع من القيام بدوره نحو الاستثمار الأمثل لنقاط القوة في المملكة كمحور لربط القارات والذي يمثل إحدى الركائز الثلاث لرؤية المملكة 2030.
إلغاء المؤسسة العامة
وصدر قرار مجلس الوزراء في 16 فبراير/شباط الماضي، حيث ألغيت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية وإحلال الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" محلها ابتداءً من أول أبريل/ نيسان الماضي.
ويعد القرار تتويجاً لعدة خطوات استهدفت إدارة الخطوط الحديدية وملكيتها وتشغيلها تحت مظلة واحدة لرفع الكفاءة، وتقليل التكاليف، وتوحيد الإجراءات، وتحسين الخدمات، وجذب الاستثمارات، وتنظيم قطاع الخطوط الحديدية.
كما سيؤدي القرار للتوسع في مشاريع السكك الحديدية، والكثير من المشاريع الإستراتيجية الأخرى التي تحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 لجعل المملكة مركزاً لوجستياً دولياً.
أهداف "سار"
وستركز "سار" خلال المرحلة المقبلة على فتح آفاق واسعة في مجال الاستثمار للقطاع الخاص السعودي، والشركات الدولية الرائدة، وتطوير القطارات، والبنية التحتية، ومحطات الركاب، وعمل الحاويات، والحاويات المتخصصة في نقل المواد الصلبة والسائبة، وأتمتة العمل في المستويات كافة.
كما تخطط "سار" للتوسع مستقبلاً في دائرة التغطية لشبكة الخطوط الحديدية، ومحطات الركاب والشحن، والتطوير التقني داخل الشركة، وتنفيذ مشروع جديد لإنشاء خط حديدي مزدوج لنقل البضائع ما بين الدمام والرياض، وزيادة طاقة النقل بنحو 60% من حجمها الحالي.
وكذلك تخطط "سار" لتعظيم الاستفادة من الاستثمارات الضخمة التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين، والالتزام بتقديم خدمة متميزة تحوز رضا عملائها، ومواصلة دعم الشركات المحلية وزيادة المحتوى المحلي، والحرص على استقطاب أصحاب الكفاءات والخبرات المتميزة في المملكة والمحافظة عليها، مع مراعاة تقليل الحوادث والانبعاثات الكربونية، وتطوير البنية التحتية للخطوط الحديدية في المملكة لتصبح الأفضل في المنطقة.
مميزات القطارات
وتمتلك سار حالياً شبكة سكك حديد متطورة يزيد طولها على 5.5 آلاف كيلومتر، وتشغل قطارات ركاب ليلية ونهارية، يتوفر فيها جميع وسائل الراحة والأمان للمسافرين عبر 15 محطة في شمال وشرق وغرب المملكة، حيث تضم أجنحة مخصصة للعوائل ومناطق للصلاة ومساحة لذوي الاحتياجات الخاصة وعربات خاصة بالمطعم، ومقصورات مخصصة للنوم.
وتتمتع جميع عربات القطارات، بتكييف كامل، وشبكة Wi-Fi ، ونظام معلومات يوضح تفاصيل تقدم سير الرحلة، وأوقات الوصول، ودرجات الحرارة الخارجية، حيث صُممت قطارات سار للعمل في البيئات الصحراوية والظروف الجوية المختلفة، مما يضمن جودة تشغيلية عالية.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز