لا بد من تسليط الضوء على الحكمة السعودية والحنكة السياسية والقدرة والقوة في تحشيد الداخل والخارج ضد الغطرسة الإيرانية الفارغة
من سخرية الأقدار أن يحاضر الرئيس الإيراني حسن روحاني في سياسات الحياد والاستقرار الإقليمي موزعاً الذنوب والخطايا على من لا يوافقه الرأي ولا يوالي فقيهه الفهيم، كأن يدّعي أنّ الهجوم اليمني على منشآت النفط السعودية هو مجرد تحذير، وأنّ اليمنيين لم يستهدفوا في أرامكو مدرسة أو مشفى إنما ضربوا مركزاً صناعياً، مشيرا إلى أن طهران لا تريد صراعا في المنطقة، في تناقض صريح مع ما كشفته نتائج التحقيق في قصف معملي أرامكو في بقيق وخريص، والتي كشف عنها العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية.
لا بد من تسليط الضوء على الحكمة السعودية والحنكة السياسية والقدرة والقوة في تحشيد الداخل والخارج ضد الغطرسة الإيرانية الفارغة، من خلال الإدارة الحازمة لملفات السياسة الإقليمية وخاصةً مع ما تشهده المنطقة من عدوان إيراني غاشم لا يراعي التزامات الدول بحسن الجوار
في ظل الصلف الإيراني والعنجهية المكابرة التي يمارسها نظام الملالي في المنطقة مباشرةً وعبر أدواته الذليلة التي تتصف كما النظام نفسه بالغباء والأمية السياسية، من الحوثي في اليمن وصولاً إلى حزب الله في لبنان وبينهما الحشد الشعبي في العراق والحرس الثوري، لا بد من تسليط الضوء على الحكمة السعودية والحنكة السياسية والقدرة والقوة في تحشيد الداخل والخارج ضد الغطرسة الإيرانية الفارغة، من خلال الإدارة الحازمة لملفات السياسة الإقليمية وخاصةً مع ما تشهده المنطقة من عدوان إيراني غاشم لا يراعي التزامات الدول بحسن الجوار ولا يلتزم عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، بل يعمل على تهديد أمنها أولاً، ثم أمن الإمدادات الاقتصادية العالمية وأمن العالم كله بالتالي.
وأولى نقاط القوة التي تستند إليها المملكة تتمثل في إرادتها الوطنية الأصيلة والحازمة التي اجتمع حولها كافة أبناء الشعب السعودي ووقف إلى جانبهم وأيّدهم فيها إخوانهم وأشقاؤهم من العرب الشرفاء والمسلمين الأحرار وأصدقاؤهم من العالم أجمع، هذه الإرادة الوطنية التي تنادي بالتسامح وتدعو إلى السلام من مهد رسالة الإسلام، والتي تسمّي الأشياء بأسمائها فلا عداوة مع إيران إلا لسبب، ولا ثبات في الموقف العربي الإسلامي في وجه الاستهداف الخارجي من تركيا وإيران والتآمر الداخلي من الإخوان، إلا لسبب أيضاً، وهل من سبب أكثر إلحاحا من الاحتلال الإيراني المباشر أو بالوساطة، لأربع دول عربية هي العراق وسوريا واليمن ولبنان، والاحتلال التركي والتدخل السافر في شؤون ثلاث دول أخرى هي العراق وسوريا وليبيا، وتواجدهما معاً عسكرياً في تهديد خطير للأمن العربي في الخاصرة الشرقية للخليج عبر قطر؟
وثاني نقاط القوة السعودية قدرتها على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه، كما أكّد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الأمر عائدٌ إلى الشخصية القيادية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وثالث نقاط القوة تتمثل في التحالف الاستراتيجي بين والمملكة وحلفائهما مجتمعين في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتحالف الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي، والتحالف الدولي لحماية أمن منافذ وخطوط النقل البحرية، لما يعكسه هذا التحالف من مصير مشترك وتقدير عالٍ للمخاطر الناجمة عن استهداف كل طرف من أطراف هذا التحالف على حدة، وما يعكسه من التناغم التام في الحكم العادل والقوي النابع من شريعة الدين الحنيف ووصايا الحديث الشريف القائل بأن يكونوا "مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، كما ما يترجمه هذا التحالف الاستراتيجي من الالتزام الأصيل بقوانين السيادة الوطنية والمصالح الإقليمية والخير للإنسانية بعيداً عن العدوان والظلم والانتقائية في توزيع حقوق الإنسان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة