السعودية والإمارات في اليمن.."شراكة الخندق الواحد" تنتصر مجددا
محطة نجاح مشتركة جديدة، في اليمن حققها التنسيق بين البلدين، بإعلان التوصل إلى آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
مجددا، تثبت السعودية والإمارات، للعالم أجمع أن تحالفهما أقوى من أي مؤامرات تستهدف العلاقة بينهما، وأن شراكتهما ترنو لعالم يسوده الأمن والاستقرار .
محطة نجاح مشتركة جديدة في اليمن حققها التنسيق بين البلدين، بإعلان السعودية، فجر اليوم، أنها تمكنت بمشاركة فاعلة من الإمارات، من التوصل إلى آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
واتفاق الرياض تم توقيعه في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقوبل بترحيب عربي ودولي واسع باعتباره خطوة هامة لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، إلا أنه تم عرقلة تنفيذه من جماعة الإخوان الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا.
وكان الاتفاق نفسه قد وُلد من رحم اجتماعات أرست دعائمها السعودية بالتوازي مع جهود الإمارات التي قدمت الغالي والنفيس لأجل عروبة اليمن.
المحمدان.. جهود بارزة وأمنيات مخلصة
في ذلك اليوم من العام الماضي، تلقى دعاة الانقسام ومشرعني الانقلاب في اليمن، ضربة موجعة وجهها مشهد حضور الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ،والأطراف اليمنية صاحبة الشأن. في توقيع الاتفاق.
وعقب توقيع اتفاق الرياض، أعرب الأمير محمد بن سلمان عن شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشيدا بما قدمته الإمارات من تضحيات جليلة مع جنود السعودية وزملائهم في بقية قوات التحالف على الأرض اليمنية.
في المقابل أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالجهود الكبيرة التي قامت بها السعودية في إنجاز اتفاق الرياض الذي قوبل بموجة إشادات وترحيب من العالم العربي والمجتمع الدولي.
وقال: "أثمّن الجهود الكبيرة التي قامت بها السعودية في توحيد الصف اليمني ودورها المحوري في التوصل إلى اتفاق الرياض".
وأضاف: "تمنياتنا القلبية أن يعم الخير والسلام ربوع اليمن وأن ينعم شعبه بالأمن والاستقرار والتنمية".
أمنيات المحمدين (الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد آل نهيان) بوحدة واستقرار اليمن وأن يعم الخير والسلام ربوعه وأن ينعم شعبه بالأمن والاستقرار والتنمية، كانت تشكل كابوسا لتحالف الشر المكون من جماعة الإخوان الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وفيما كانت السعودية والإمارات تمضيان قدما لوضع أمنيات قادتها بنشر الخير والسلام في اليمن، إلى آليات وقرارات على أرض الواقع، عبر تنفيذ اتفاق الرياض، كان تحالف الشر ينشط بكل طاقاته وبجهود داعميه لعرقلة تنفيذ الاتفاق، ومحاولة إثارة الفتنة بين أطرافه، إضافة إلى محاولة إثارة الفتنة بين السعودية والإمارات.
ونص اتفاق الرياض على عدد من البنود السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، أبرزها تشكيل حكومة كفاءات بالمناصفة بين المحافظات الشمالية والجنوبية بالتشاور، وكذلك تعيين محافظين للمحافظات الجنوبية، وانسحاب الوحدات والألوية العسكرية من المواقع التي تمركزت فيها خلال أحداث أغسطس/آب الماضي.
ولم تترك العناصر الإخوانية من وسيلة إلا واستخدمتها بهدف وأد الاتفاق خدمة للمشروع الحوثي، وخلافا للتصعيد العسكري، جنّد تنظيم الإخوان، مئات الخلايا الإلكترونية للنيل من اتفاق الرياض وزرع المكائد بين دول التحالف العربي والشرعية والنيل من الوجود السعودي في مدن الجنوب.
كما جنّد تنظيم الإخوان وبرعاية قطرية، مئات الخلايا للنيل من السعودية والإمارات، ومحاولة الوقيعة أيضا بين التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وشهدت الفترة الماضية حملة قطرية إخوانية مشتركة، تستهدف إثارة الفتنة بين البلدين والترويج لمعلومات كاذبة حول تأثر علاقتهما على خلفية التطورات الأخيرة في عدن.
ومع كل فشل لمؤامرات حزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي)، كان يتزايد التصعيد الإخواني القطري عبر حملات إعلامية مزيفة ضد الإمارات والتحالف بشكل عام.
انتصار جديد
وبعد نحو 9 شهور من توقيع "اتفاق الرياض"، وبفضل التنسيق المشترك بين السعودية والإمارات، تم وضع حد لمؤامرات الإخوان لعرقلة تنفيذ الاتفاق.
وكشفت السعودية اليوم عن آلية لتسريع وتفعيل تنفيذ الاتفاق، قوبلت بترحيب واستجابة من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي تنفيذ سريع للآلية على أرض الواقع، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، التخلي عن إعلان الإدارة الذاتية حتى يتاح للتحالف العربي تطبيق اتفاق الرياض"
بدوره، كلّف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، معين عبدالملك بتشكيل حكومة الكفاءات الجديدة بناء على اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية.
وتتألف حكومة عبد الملك المرتقبة، التي سيتم تشكيلها خلال 30 يوما، من 24 حقيبة وزارية فقط، وسيتم توزيعها بالمناصفة بين محافظات الشمال والجنوب، بعد تقليص نحو 10 وزارات عن الحكومة الحالية.
شراكة الخندق الواحد
النجاح في التوصل لتلك الآلية بتعاون سعودي إماراتي مشترك يعد محطة جديدة في سلسلة نجاحات مشتركة بينهما على صعيدي السياسة الداخلية والخارجية، وترجمة لأهمية الشراكة بين البلدين في دعم أمن واستقرار المنطقة.
تلك الشراكة تجلت بصورة واضحة في تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال افتتاحه "حديقة شهداء حرس الرئاسة" في 4 سبتمبر/أيلول الماضي، التي جاءت أصدق وأقوى تعبير عن تلك الشراكة، واصفاً إياها بأنها "شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة".
تصريحات جاءت لتؤكد أن ما يجمع الإمارات والسعودية ليس أمراً عادياً، ولا مصالح آنية، وطبيعة العلاقة بينهما استثنائية بكل المقاييس.
ووفاء لتلك الشراكة خرج نحو مليوني يمني في المدن الجنوبية، في سبتمبر/ أيلول الماضي، في مليونية شكر وتقدير لدورها في إنقاذ اليمن وأهله.
مليونية تم خلالها حرق علم قطر وشعار قناة "الجزيرة" في دلالة رمزية لفشل مؤامراتهم ضد تلك الشراكة وأهل اليمن.
وفي أكثر من مناسبة، عبرت السعودية عن تمسكها بتلك الشراكة، مؤكدة أن "جهود المملكة والإمارات تمثل الركيزة الأساسية" لاستقرار الأوضاع في اليمن وإنهاء أزماته.
شراكةٌ تعد نموذجا في مواجهة التحديات، وصلت إلى حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين دعما للشرعية في اليمن، في إطار تحالف يستهدف دحر الإرهاب ومواجهة التطرف.