خبراء يوضحون لـ«العين الإخبارية» دلالات ورسائل القمة العربية الإسلامية
تحرك عربي إسلامي موحد جاء في توقيت حرج من عمر القضية الفلسطينية، يهدف لكسر الحصار المفروض على غزة فورا، ووضع ضغوط على إسرائيل.
وفي وقت سابق اليوم، دعا البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بـ"اتخاذ قرار فوري يدين تدمير إسرائيل الهمجي للمستشفيات في قطاع غزة"، كما طالب "جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر الى سلطات الاحتلال".
وتعليقا على ذلك، أكد خبراء عرب في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن البيان الختامي "جاء متوازنا وجيدا في وقت مهم، للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية ورفض استمرار الحرب في غزة".
وشدد الخبراء على أن البيان "أوضح أن السلام العادل والدائم والشامل، الذي يعد السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة وحمايتها من دوامات العنف والحروب، لن يتحقق من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين".
ورأى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية الدكتور طارق فهمي أن البيان جاء متوازنا وجيدا، وتضمن خارطة طريق واضحة المعالم لحل الأزمة الفلسطينية.
وأضاف فهمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن البيان حمل المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث، مع التأكيد على ثوابت العملية السياسية والمرجعيات الدولية والشرعية وإعادة تقديم القضية الفلسطينية للواجهة مرة أخرى.
وأكمل "الأهم الآن وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في إيجاد حل، سواء بالنسبة للمسار السياسي أو ما تم الاتفاق عليه بوقف إطلاق النار"، لافتا إلى أن "القرارات جيدة وتحتاج لإرادة سياسية وموقف دولي مساند لتنفيذ ما تم طرحه لوقف الحرب وإدخال المساعدات".
وأشار إلى أن الإجماع العربي الإسلامي "سوف يجبر إسرائيل على التنفيذ، ولكن على مضض، وليس مرة واحدة كما كان متوقعا".
موقف موحد
بدوره، يقول المحلل السياسي الفلسطيني أيمن الرقب إن البيان جاء في وقت مهم وضم العديد من القرارات المهمة، منها الموقف العربي الإسلامي الموحد الذي يرفض التهجير، واستمرار الحرب، ويطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته.
وأضاف الرقب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن البعض ربما كان يأمل في أكثر من ذلك، ولكن الموقف الإسلامي العربي الموحد "إيجابي"، مضيفا "نوجه الشكر لهم على دعم الشعب الفلسطيني".
وفي ذات السياق، أكد الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية نبيل نجم أن البيان "يمثل دفعة قوية للقضية الفلسطينية ومركزيتها ويمنح الشعب الفلسطيني حقه في إقرار المصير".
وبين نجم، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن التحذير الذي أكده الجميع هو تهاوي الأمن بالمنطقة في حال استمرار الحرب وعدم حل القضية الفلسطينية، مؤكدا أن رفض جميع الدول وصف الحرب بأنها "دفاع عن النفس أو تبريرها بأي شكل من الأشكال يعد ردا على خطاب الغرب".
وأوضح أن قرارات اليوم تعبر عن إرادة عربية إسلامية مشتركة لتجاوز الحرب على غزة، والمطالبة بمحاكمة قادة إسرائيل في ضوء الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب منها قصف المستشفيات، واستهداف المدنيين والأطفال، لافتا إلى أن البيان "خطوة تصعيدية لكشف ازدواجية المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة".
اهتمام كبير بالقضية
المحلل السعودي عبدالله الودعاني قال إن "انعقاد القمة في العاصمة السعودية الرياض بدعوة من قيادة المملكة، دليل واضح على اهتمامها الكبير بالقضية الإسلامية والعربية الأولى، قضية الأشقاء في فلسطين".
وأشار في حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن "ما جاء من قرارات في البيان الختامي للقمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية، يدل على أن المسلمين والعرب لن يقبلوا بهذه التصرفات تجاه الشعب الفلسطيني".
وأضاف أن الدول الإسلامية والعربية "سوف تتكاتف في بذل الجهود لإيقاف كل من تسول له نفسه مخالفة الأنظمة الدولية لحقوق الإنسان ومخالفة مبادئ السلم والأمن الدوليين، من خلال الاعتداء على الأبرياء دون أي وجه حق".
وأكمل "وفقا للبيان الختامي، فقد تم تكليف السادة الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بمتابعة تنفيذ القرارات وعرض تقرير بشأنها في الدورة القادمة لمجلسيهما"، مؤكدا أن المملكة سوف تتابع الأمر معهم وتتعاون مع جميع الأعضاء لسرعة إنهاء هذه الأزمة.
آليات التنفيذ
من جانبه، أعرب أستاذ القانون الدولي العام والخبير في النزاعات الدولية الدكتور محمد محمود مهران أن البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة كان يمكن أن يحمل عبارات أكثر حزماً وفاعلية لـ"وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا في فلسطين".
ورغم ذلك، قال مهران في حديث لــ"العين الإخبارية" إن البيان "تضمن العديد من النقاط الإيجابية مثل إدانة العدوان الإسرائيلي ووصفه بأنه جريمة حرب، وكذلك المطالبة بفتح تحقيق دولي بخصوص انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي، إلا أنه افتقد إلى آليات عملية لتنفيذ هذه المطالب وفرضها على إسرائيل".
وشدد على أن القانون الدولي ينص على مسؤولية الدول في احترام حقوق الإنسان والتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، مضيفا "على الدول العربية والإسلامية استخدام الوسائل المتاحة لها، لحمل إسرائيل على وقف انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني".
ولفت إلى "ضرورة وقف إطلاق النار"، متابعا "من غير المتوقع استصدار قرار من مجلس الأمن بفرض عقوبات على إسرائيل وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، نظرا للدعم الأمريكي واستخدام حق الفيتو لمنع تمرير أي قرار، ما يستوجب المطالبة بوقف عضوية إسرائيل في هذه المنظمات بسبب عدم التزامها بمواثيقها وأحكام القانون الدولي".