في يومها الوطني الـ88.. السعودية "شمس" تضيء سماء اليمن وتصد إرهاب إيران
المملكة العربية السعودية حملت على عاتقها حماية مقدسات المسلمين، والوقوف بوجه العدوان عليهم في شتى أنحاء المنطقة
شمس بزغت في سماء اليمن الملبدة بغيوم الحوثيين، وجدار صد وترياق مضاد لإرهاب إيران بالمنطقة.. كذلك هي السعودية في منطقة مثقلة بالتهديدات والأزمات.
- اليوم الوطني السعودي الـ88.. مسيرة من الإنجازات
- معا للأبد.. الإمارات تشارك السعودية أفراحها باليوم الوطني الـ88
فقد حملت المملكة العربية السعودية على عاتقها حماية مقدسات المسلمين، والوقوف بوجه العدوان عليهم في شتى أنحاء المنطقة، لتقف اليوم، في عيدها الـ88 شامخة أبية، توشح تاريخها المعاصر بإنجازات دونت بأحرف من ذهب بمجلد الإنسانية الأزلي.
ولئن يحسب للمملكة العربية السعودية دورها في العديد من القضايا والملفات الإقليمية، إلا أن دورها باعتبارها قائد التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، وفي التصدي لإرهاب النظام الملالي، تظل من أبرز المحطات الفارقة بتاريخ اليمنيين والمنطقة.
من أجل يمن عربية خالصة
حين استولى الحوثي، في 2014، على عدد من المحافظات والمدن اليمنية، بينها صنعاء، بدا جليا أن المليشيا التي تمثل ذراع إيران بالبلاد، تنوي سلب اليمنيين عروبتهم، تمهيدا لتقديمهم كبش فداء لمخططات طهران التوسعية بالمنطقة.
انقلب الحوثي على الشرعية في اليمن، وارتفعت أصوات العالم منددة بجرائم المليشيا بحق اليمنيين، غير أن جل المواقف لم تغادر حيز التنديد والاستنكار، فيما كان الحوثيون على الأرض يغتالون الطفولة ويقتلون رجال البلاد ونسائها.
لكن السعودية ودولا عربية أخرى بينها الإمارات، اختارت عدم الاكتفاء بالتنديد والمرور مباشرة نحو مد يد المساعدة على الأرض وفي جبهات القتال.. هناك، حيث كان اليمنيون بالفعل بحاجة إلى سواعد ترفع عنهم الظلم والقهر.
استنجد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالسعودية، وطلب دعمها حين هجم الانقلابيون على العاصمة المؤقتة عدن التي فر إليها، فلبت المملكة دعوته، وقادت عمليات في إطار تحالف عسكري، لإعادة الشرعية لأصحابها.
ومع أن عمليات التحالف العسكرية تستهدف مساعدة القوات اليمنية الحكومية على استعادة الأراضي التي اغتصبتها المليشيا، إلا أن جيوسياسيين يجزمون بأن ما يقوم به التحالف لا يؤمن اليمن فقط ضد الحوثيين، وإنما يحمي المنطقة بأسرها من مخطط إيراني تخريبي يتخذ من اليمن إحدى محطاته.
شهادات متفرقة جاءت حتى من القيادات اليمنية نفسها.. ففي يوليو تموز الماضي، قال رئيس وزراء اليمن، أحمد عبيد بن دغر، خلال استقباله السفير السعودي لدى بلاده، مخمد سعيد آل جابر، إن المملكة "أنقذت اليمن من أطماع إيران، وأنهت أحلامه التوسعية".
كما أشاد بالدور الكبير للسعودية في قيادة التحالف ومواجهة أي خطر يهدد أمن واستقرار الوطن العربي.
ولاقت الإنجازات التي حققها التحالف على الأرض إشادة دولية من قبل قوى عظمى على غرار الولايات المتحدة الأمريكية التي ظلت على دعم التحالف، رغم كل ما حيك ضده من أقاويل وتقارير مغلوطة.
ونهاية أغسطس/ آب الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن: "نتعاون مع السعوديين والإماراتيين منذ سنوات عدة، مع قيامنا بكل ما هو ممكن للحد من إمكانية إصابة أو مقتل مدنيين".
إيران.. أخطبوط إرهاب متشعب
في يومها الوطني، يحق للمملكة العربية السعودية أن تفتخر بأنها تقف جدار صد ضد أخطبوط الإرهاب الإيراني المتشعب بالمنطقة.
إيران، دولة مارقة خيبت جميع الآمال بأن يعود نظامها إلى رشده وإلى صف المجتمع الدولي، لكنها فضلت، خلافا لذلك، دعم الإرهاب، وزعزعة المنطقة بأذرعها الإرهابية.
مد إيراني تفطنت له السعودية وحلفاؤها الخليجيون مبكرا، وهذا ما يفسر إصرارهم على ردع نظام يزرع الموت أينما حل وأينما قرر أن يحل.
لبنة إرهاب رعاها نظام إيران منذ ما سمي بثورة 1979، حيث سعى لتصدير ثورته، ما جعله يدعم الجماعات المتطرفة في كل مكان: حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، والمليشيات الطائفية في العراق، فضلا عن خلاياها المزروعة في العالم.
صحيفة "عكاظ" السعودية ذكرت في افتتاحيتها، قبل أيام، إن الإرهاب الإيراني في المنطقة، لا يقل خطورة وتدميرا عن إرهاب التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة وداعش و"الإخوان".
وأوضحت أن التدخلات الإيرانية السافرة فى الشؤون العربية ودعمها للمليشيات الإرهابية، تعد من أبشع مظاهر الإرهاب الذي يحتاج إلى التكاتف والتعاون لمواجهته وردعه.
أخطبوط بدأ يمد أذرعه منذ زمن، قبل أن يتفطن إليه العالم تدريجيا، ويقرر التصدي له.
من جهتها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الشهر الماضي، إن التحقيقات بشأن وجود مخططات إرهابية من قبل إيران، فتحت جبهة جديدة للجهود الأمريكية لإقناع أوروبا بقطع علاقتها بطهران، خصوصا إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
ومع أن بعض الدول الأوروبية لا زالت تبدي بعض التردد حيال الأمر، إلا أن محللين يرون أنها ستنتهي بالاقتناع بأن طهران راعية للإرهاب، وأن أذرعها ستطالها من جديد.
فالتفجير الذي استهدف تجمعا للمعارضة الإيرانية بالعاصمة الفرنسية، في يونيو/ حزيران الماضي، شكل دليلا قاطعا على أن طهران ستلاحق من تعتبرهم أعداءها حتى في أوروبا، وهو ما حاولت عبره واشنطن إقناع الحكومات الأوروبية بسحب دعمها لإيران.
ومهما يكن من أمر، فإن المؤكد، وفق المعطيات الراهنة، أن نيران اللحمة الدولية، ستلتهم عاجلا أم آجلا، أذرع الأخطبوط الإيراني، في مسار شكلت السعودية نقطة ارتكاز مهمة فيه، سواء على مستوى الشرق الأوسط أو الدولي.