السعودية والبحرين.. علاقات أخوية ورؤى موحدة
تتميز العلاقات التاريخية بين السعودية والبحرين باستمرارية التواصل والود والمحبة بين قيادتَي وشعبَي البلدين.
وتشهد العلاقات بين البلدين مستوى عاليا من التنسيق في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية، انطلاقًا من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما تجاه مختلف القضايا، وروابط الأخوة، ووشائج القربى والمصاهرة والنسب، ووحدة المصير، التي تجمع بين شعبيهما.
- ملك البحرين: السعودية هي الركيزة الأساسية لاستقرار المنطقة وصمام أمانها
- ملك البحرين في الرياض.. العلاقات الثنائية والأوضاع بالمنطقة
جاء فضلًا عن جوارهما الجغرافي، وعضويتهما في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، والعديد من المنظمات والمحافل الإقليمية والعالمية، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وأكدت زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للبحرين ودول مجلس التعاون الخليجي موقف السعودية الثابت من أهمية المحافظة على تضامن دول المجلس وعمق الأخوة بين شعوبه كافة.
وقوف ضد أطماع إيران
ووقفت السعودية -انطلاقًا من الواجب الأخوي- ضد الأطماع الإيرانية في مملكة البحرين، وساندتها في التصدي للمشاريع التخريبية التي هدفت إلى زعزعة أمنها واستقرارها والمساس باستقلالها وسيادتها الوطنية، وستستمر السعودية في دعم البحرين حكومةً وشعبًا في مواجهة كل ما يهدد استقرارها.
وتقدر البحرين عاليًا الدور الجليل الذي تقوم به السعودية في توفير كل سبل الراحة والطمأنينة والسكينة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.
ترسيخ الأمن والاستقرار
وتؤكد دائمًا أنها كانت وستظل في صف واحد مع السعودية في دورها القيادي والريادي لترسيخ وتعزيز الأمن والسلم في المنطقة والعالم ككل، وضد كل ما يستهدف أمنها وتأييدها التام في كل ما تتخذه من إجراءات للقضاء على التنظيمات الإرهابية.
وجددت موقفها الثابت الذي يرفض الإرهاب ويؤكد ضرورة التوثيق الدولي من أجل القضاء على الإرهاب الذي يهدد جميع الدول والشعوب دون تفرقة أو تمييز، وتخليص العالم من تلك الآفة الخطيرة وكل من يدعمها ويمولها.
مجلس التنسيق السعودي البحريني
وفي إطار الروابط الأخوية والتاريخية الراسخة التي تجمع بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وشعبيهما الشقيقين، وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، أُنشئ مجلس التنسيق السعودي البحريني؛ ليسهم في تعزيز العلاقات الثنائية الأخوية والمتميزة القائمة بين البلدين في جميع المجالات.
وكان من قمم تميز العلاقات بين البلدين، عقد الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي البحريني، برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومن الجانب البحريني رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وذلك على هامش زيارة ولي العهد لمملكة البحرين ضمن جولته الخليجية خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2021م.
وشارك وزير الاقتصاد والتخطيط بصفته رئيس لجنة التنسيق في مجالات الاقتصاد والطاقة والتجارة والصناعة.
وشهدت زيارة ولي عهد البحرين الإعلان خلال اجتماع مجلس التنسيق المشترك، عزم صندوق الاستثمارات العامة استثمار 5 مليارات دولار في مملكة البحرين.
ويعد مجلس التنسيق السعودي البحريني المظلة التي ستُطوَّر من خلالها العلاقة بين البلدين؛ للارتقاء بمستوى التعاون في جميع المجالات، وفق عمل مؤسسي منتظم ومستدام في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والاستثمارية والتنموية والثقافية، بما يحقق المصالح المشتركة، وفق تطلعات القيادتين والشعبين الشقيقين.
كما وُقعت على هامش زيارة ولي العهد للبحرين خلال جولته الخليجية مؤخرًا، عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات الأمن السيبراني، وحماية حقوق الملكية الفكرية، ومجالات التقييس، ومجال إجراءات تقويم المطابقة للمنتجات البلاستيكية القابلة للتحلل.
وأسهم جسر الملك فهد الرابط بين المملكتين في تعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين البلدين، وساعد في تطور قطاعات السياحة والترفيه والتجارة في البحرين.
تعاون اقتصادي وتجاري
وكان لتوجهات قيادتَي البلدين دور بارز في تعزيز ودعم التعاون الذي جسدته المشروعات المشتركة وتفعيل سبل تنمية التبادل التجاري والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين.
وتعد السعودية الشريك التجاري الأول للبحرين، فيما تعد البحرين الشريك التجاري الثاني للمملكة بين دول الخليج والـ 12 بين دول العالم، ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 7.2 مليارات دولار، تمثل الصادرات البحرينية إلى المملكة 60% منها.
وقد تجاوزت قيمة الاستثمارات السعودية في البحرين 13 مليار ريال، فيما بلغ عدد الشركات السعودية نحو 896 شركة مساهمة في البحرين تعمل في مجالات السفر، الشحن، التجارة، الهندسة، وغيرها من المجالات.
وتمثل السعودية بدورها عمقًا استراتيجيًا اقتصاديًا للبحرين؛ كونها سوقًا اقتصادية كبيرة أمام القطاع الخاص البحريني لترويج البضائع والمنتجات البحرينية، كما تمثل البحرين امتدادًا للسوق السعودية في ترويج البضائع والمنتجات السعودية.
وفي هذا الإطار، يضطلع مجلس رجال الأعمال البحرينيين والسعوديين بدور كبير في سبيل زيادة حجم الأعمال والمشاريع المشتركة.
وشهد العام الماضي زيارة وفد استثماري من البحرين إلى الهيئة الملكية بالجبيل؛ للاطلاع على مدينة رأس الخير الصناعية والتعرف على الاستثمارات القائمة والفرص المتاحة فيها في المجالات الصناعية والتنموية والخدمية.
وتنفيذًا للترتيبات الإطارية للتعاون المالي بشأن برنامج التوازن المالي التي وُقِّعت بين البحرين والسعودية والإمارات والكويت وصندوق النقد العربي، وُقِّع على اتفاقية التعاون المالي بين حكومتَي المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين.
ونظرًا لما تتمتع به مملكة البحرين من سياسات اقتصادية تقوم على الانفتاح وتنويع مصادر الدخل وسن تشريعات تحمي المستثمرين والاستثمارات، استطاعت أن تستقطب الكثير من الاستثمارات السعودية إليها، وأصبحت تستحوذ على النصيب الأوفر من السوق الاستثمارية البحرينية.
وامتدادًا للتعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، دشن الملك حمد بن عيسى آل خليفة والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في المنامة خط أنابيب النفط الجديد بتعاون سعودي بحريني بين أرامكو السعودية وبابكو البحرينية بمعدل ضخ يبلغ حاليًا 220 ألف برميل يوميًا، وبسعة قصوى تصل إلى 350 ألف برميل يوميًا، وبطول يبلغ 110 كم، يربط بين معامل بقيق السعودية ومصفاة باكو البحرينية.
الحركة السياحية
وتشهد الحركة السياحة بين البلدين تناميًا ملحوظًا بفضل الإجراءات التي اتخذها البلدان فيما يتعلق بالدخول والخروج عبر جسر الملك فهد، ومنها ما يتضمن السماح للسعوديين والبحرينيين بالدخول إلى كلا البلدين ببطاقات الهوية فقط.
إضافة إلى الجهود التي تبذلها البحرين لتنمية النشاط السياحي من خلال إقامة المنشآت السياحية المتطورة وتشجيع السياحة العائلية وسياحة اليوم الواحد التي جذبت عددًا كبيرًا من السعوديين؛ نظرًا للقرب الجغرافي وسهولة الدخول عبر جسر الملك فهد الذي لا يتجاوز طوله 25 كيلومترًا بين مملكة البحرين والمنطقة الشرقية.
وكانت الجمارك السعودية ونظيرتها البحرينية، قد أعلنتَا في ربيع الثاني من عام 1439هـ تفعيل "المسار السريع" في جسر الملك فهد من الجانبين السعودي والبحريني؛ بهدف إنهاء جميع الإجراءات الجمركية للصادرات، وانسيابية حركة البضائع، وتدفق الشاحنات.
تعاون ثقافي
وفي الشأن الثقافي، تتشعب علاقات التعاون بين البلدين لتغطي جميع المجالات الفنية والأدبية والتراثية والإعلامية، حيث تقام معارض الفنون التشكيلية بصفة دورية في كلا البلدين، إضافة إلى اهتمام البلدين بتنظيم مهرجانات الأيام الثقافية سنويًا، كما أن البحرين تحرص على المشاركة في فعاليات المهرجانات السعودية.
وفي مجال الملاحة الجوية، وقعت شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية برنامج عمل تنفيذي في مجال الملاحة الجوية مع إدارة الحركة الجوية بشؤون الطيران المدني التابعة لوزارة المواصلات والاتصالات بمملكة البحرين؛ لوضع قناة رسمية للتبادل العملي والبناء بين المختصين في مجالات الملاحة الجوية، وإيجاد قاعدة مشتركة بينهما في النواحي الفنية والتشغيلية، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الطرفين؛ للارتقاء بمستوى الملاحة الجوية بين البلدين وإقليم الشرق الأوسط.
التنسيق العسكري
وفي المجال العسكري، يقف البلدان على مسافة واحدة تجاه كل ما يمس أمن المنطقة والخليج، ويتعزز ذلك الوقوف من خلال اللقاءات الدورية بين القيادات العسكرية في البلدين، وكذلك تنفيذ تمارين عسكرية مشتركة بينهما.
وشكلت العلاقات بين البلدين تميزًا خلال الفترة الماضية، ومن ذلك إطلاق منظمة التعاون الرقمي الجواز الريادي؛ بهدف تبسيط الإجراءات المتعلقة بممارسة الأعمال التجارية عبر الحدود.
وكان إعلانه على هامش فعاليات مؤتمر (leap) التقني الذي استضافته الرياض بداية رجب هذا العام، بحضور وزير المواصلات والاتصالات البحريني، حيث تعد البحرين عضوًا في منظمة التعاون الرقمي، إلى جانب الأردن ونيجيريا والسعودية.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg جزيرة ام اند امز