إنقاذ الليرة بإهدار 1.5 مليار دولار.. محاولة "يائسة" لبنوك تركيا
خلال الفترة التي سبقت الانتخابات البلدية التركية مارس 2019 باعت البنوك الحكومية ما يصل إلى 15 مليار دولار لدعم العملة
باعت البنوك الحكومية التركية، يوم الجمعة الماضي، ما لا يقل عن مليار دولار لوقف تراجع الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي عقب التوترات المندلعة بين إيران والولايات المتحدة.
وأفادت وكالة (بلومبرج) الاقتصادية، استنادا إلى ثلاثة مصادر مطلعة، بأن يوم الجمعة الماضي شهد بيع البنوك الحكومية التركية نحو مليار أو مليار ونصف المليار دولار لمنع انهيار الليرة التركية. وجاءت أعمال البيع هذه عقب توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
وكانت الليرة التركية قد سجلت أدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي خلال الأشهر الثمانية الأخيرة بعد خسارتها 0.4% من قيمتها لتسجل 5.9781 ليرة.
وباعت البنوك الحكومية الدولارات لدعم الليرة خلال العام الماضي، خاصة في أوقات التقلبات الشديدة، كما يقول التجار.
وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات البلدية التركية مارس/آذار الماضي، باعت البنوك الحكومية ما يصل إلى 15 مليار دولار لدعم العملة، وفقا لتقديرات التجار.
وفي 8 مايو/أيار الماضي، سجلت الليرة التركية أسوأ أداء لها في 2019، إذ بلغ سعر الصرف حينها 6.18 ليرة للدولار الواحد، مدفوعة بالانتخابات البلدية في البلاد، وخسارة حزب العدالة والتنمية رئاسة بلدية إسطنبول، وتراجع شعبيتها في العديد من الولايات.
وخلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلغت المعاملات ما لا يقل عن 3.5 مليار دولار وسط مخاوف من أن تكون الإجراءات العقابية من واشنطن بمثابة ضربة جديدة للاقتصاد التركي.
واختتم الدولار تعاملات عام 2019 عند مستوى 5.95 ليرة بزيادة سنوية بلغت 12.5% وذلك بعدما اختتم تعاملات عام 2018 عند مستوى 5.29 ليرة.
وفقدت العملة أكثر من 9% خلال 2019، لأسباب في مقدمتها المخاوف من تدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن، نظرا للخلافات بشأن سوريا وشراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400.
وأضافت بلومبرج أن إقدام البنوك التركية على بيع الدولار لحماية الليرة أمر مثير للجدل وأن المضاربة، التي ربطت حجم المبيعات بالتدخل المستتر للبنك المركزي، جعلت الليرة أقل جاذبية للمستثمر الأجنبي.
وفقدت الليرة نحو 30% من قيمتها في عام 2018، عندما دفعت أزمة العملة الاقتصاد التركي إلى الركود.