أرقام مفزعة تهدد الأتراك.. البطالة تصل مرحلة اللاعودة
ارتفاع عدد العاطلين عن العمل في تركيا خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر بنسبة 22%؛ ليسجل 4 ملايين و26 ألف شخص.
كشفت بيانات حديثة عن ارتفاع عدد العاطلين عن العمل في تركيا خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين ثاني بنسبة 22%؛ ليسجل 4 ملايين و26 ألف شخص.
وأكد بيان صادر عن مؤسسة التشغيل والتوظيف التركية، الأربعاء، نقله الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، أن "أعداد العاطلين عن العمل زادت خلال عام واحد بنسبة 22%، ليرتفع مرة واحدة من 3 ملايين و296 ألف شخص إلى 4 ملايين و26 ألفاً".
وذكر البيان أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 كان عدد الإناث اللواتي ينتظرن الحصول على عمل من مؤسسة التشغيل والتوظيف يقدر بمليون و696 ألفاً، ليرتفع هذا الرقم خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بنسبة 19.6% ليسجل مليونين و30 ألفاً.
وأضاف أن معظم من ينتظرون الحصول على فرصة عمل عاطلون منذ مدد طويلة تتراوح بين 8 أشهر إلى عام فأكثر، مشيراً إلى أن 630 ألفاً من هؤلاء خريجو جامعات، و19 ألفاً حاصلين على درجة الماجستير، و796 شخصاً من حملة الدكتوراه.
أما الشريحة الأكبر منهم من الحاصلين على الشهادة الابتدائية، ويقدر عددهم بمليون و576 شخصاً.
ووفق البيان نفسه تجاوز عدد المتقدمين للحصول على إعانات البطالة مليوناً و643 ألف شخص، 467 فقط منهم من الإناث.
وأوضح البيان أن هناك انخفاضاً "مأساوياً" في أعداد العمالة المرسلة للخارج، ففي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018 أرسل 22 ألف و285 عامل للخارج، لكن الفترة ذاتها من العام الجاري شهدت إرسال 18 ألفاً و53 شخصاً فقط.
ومنتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن معهد الإحصاء التركي الحكومي أن معدل البطالة في تركيا بلغ 27.4% في الفئة العمرية بين 15 و24 عاما خلال أغسطس/آب الماضي، بزيادة 6.6% على أساس سنوي.
وذكر المعهد أن معدل البطالة في البلاد ارتفع بشكل عام بنسبة 2.9%، وسجل 14% في أغسطس/آب.
ويعيش الاقتصاد التركي على وقع أزمة عملته المحلية منذ أغسطس/آب 2018، وسط عجز الحكومة المحلية والمؤسسات الرسمية عن وقف تدهورها، رغم رزمة إجراءات وتشريعات متخذة.
وأظهرت بيانات من وزارة المالية التركية، الجمعة، عجزاً في الميزانية قدره 14.9 مليار ليرة (2.58 مليار دولار) على مدى أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وسجل الاقتصاد التركي انكماشاً للمرة الثالثة على التوالي في الربع الثاني من العام الجاري، بنسبة 1.5% على أساس سنوي.
وتعليقاً على أرقام معهد الإحصاء، أوضح ولي آغ بابا، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، أن "تركيا بحسب هذه المعدلات باتت تحتل المرتبة العاشرة بين 104 دول، من حيث ارتفاع تلك المعدلات، وتحتل المرتبة الثالثة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والدول الأوروبية كذلك".
وتابع: "حزب العدالة والتنمية الحاكم يجر وبشكل سريع شبابنا إلى مستنقع البطالة، وإلى مستقبل غامض غير واضح المعالم"، مشيراً إلى أن "البطالة وصلت إلى مشكلة اجتماعية بات من الصعب التصدي لها، ما ينذر بكارثة كبيرة".
وأضاف: "عدد العاطلين عن العمل في سن 15 عاماً وما فوق ارتفع في أغسطس/آب الماضي بمقدار 980 ألف شخص مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، ليصل إجمالي عددهم إلى 4 ملايين و650 ألف شخص".
وأوضح أن "معدلات البطالة ارتفعت بمقدار 2.9 نقطة، لتصل إلى مستوى 14%، وهذه أرقام غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية التركية".
وتطرق آغ بابا إلى معدلات البطالة في سن الشباب، وقال إن "متوسط بطالة الشباب في الولايات المتحدة يبلغ 16.2%، وفي تركيا من بين كل 3 شباب واحد عاطل عن العمل، فتركيا مقارنة ببلدان الاتحاد الأوروبي تأتي بالمرتبة الثانية من حيث الزيادة المستمرة في معدلات البطالة في صفوف الشباب".
كما أشار المعارض التركي إلى أن معدلات البطالة في صفوف الفتيات تزداد سوءاً مع كل يوم يمر، لافتاً إلى أن هذه المعدلات ارتفعت في ظل حكم العدالة والتنمية من 24.6% إلى 34.6%، وأن من بين كل 100 شابة 35 عاطلة عن العمل.