شولتز ينجو من «النيران الصديقة».. نحو ولاية ثانية؟
تجاوز المستشار الألماني أولاف شولتز نيرانا صديقة حاولت حرق آماله في ولاية ثانية، وثبت نفسه مرشحا للمستشارية عن الاشتراكيين الديمقراطيين.
إذ أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا، اليوم الإثنين، رسميا، اختيار المستشار أولاف شولتز مرشحا للمستشارية في الانتخابات التي ستجرى في فبراير/شباط، واصفا إياه بأنه شخص أمين مقارنة بمنافسه المحافظ الذي ليس لديه أي خبرة حكومية.
- شولتز بـ«لحظة حرجة».. «انقلاب قصر» وبيستوريوس يهددان الولاية الثانية
- «لا أنوي الحديث معه».. ستارمر يتفادى ورطة شولتز
جاء ذلك بعد أيام من إعلان وزير الدفاع بوريس بيستوريوس عدم منافسته على بطاقة ترشيح الحزب الحاكم للمستشارية، يوم الخميس الماضي، مما أنهى تكهنات استمرت لأسابيع حول ما إذا كان ينبغي له قيادة الحزب في الانتخابات بدلا من شولتز.
وقبيل انسحابه من المنافسة حظي بيستوريوس الذي يعد السياسي الأكثر شعبية في البلاد، على دعم واسع من نواب وسياسيين وقادة سابقين بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، انطلاقا من أن استطلاعات الرأي تمنحه فرصة أكبر بكثير من شولتز في الانتخابات المقبلة.
لكن وزير الدفاع فضل عدم شق الصف في الحزب، وانسحب من المنافسة لصالح شولتز، ما منح الأخير فرصة لاستكمال الطريق نحو ولاية ثانية لا تزال معقدة.
وصوتت اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي ينتمي لتيار يسار الوسط بالإجماع لصالح شولتز، اليوم، للترشح على منصب المستشار.
وقال شولتز في خطاب ألقاه بهذه المناسبة إن حملته الانتخابية ستركز على إحياء السلام من خلال دعم أوكرانيا بحذر ضد الهجوم الروسي، وإنعاش الاقتصاد المتعثر وحل أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة.
ومن المقرر أن يواجه شولتز معركة صعبة إذا كان يريد الفوز في الانتخابات، التي من المتوقع أن تجرى في 23 فبراير/شباط، إذ إن حظوظه في الفوز بولاية ثانية صعبة ومعقدة للغاية.
ويحتل الحزب الاشتراكي الديمقراطي حاليا المركز الثالث في استطلاعات الرأي بفارق كبير عن المتصدر الاتحاد المسيحي المحافظ بقيادة فريدريش ميرتس.
سيناريو الحلم
وأظهر استطلاع، أجرته مؤسسة (إنسا) لصالح صحيفة بيلد الألمانية ونشر يوم السبت، حصول الحزب الحاكم على 14 في المئة من أصوات المشاركين في الاستطلاع، متخلفا عن حزب المحافظين المعارض الذي حصل على 32 في المئة، وحزب البديل من أجل ألمانيا الذي حصل على 19 في المئة.
كما لا يحظى شولتز بالشعبية ذاتها التي يحظى بها منافسه المحافظ فريدريش ميرتس، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (فالن) حصوله على 39 في المئة مقابل 44 في المئة لصالح ميرتس.
لكن المستشار يمني النفس بتكرار سينايو انتخابات سبتمبر/أيلول 2021، حيث كان في شهر يونيو/حزيران (قبل 3 أشهر من الاقتراع) في ذيل الاستطلاعات، ليس خلف الاتحاد الديمقراطي المسيحي فحسب، بل حزب الخضر أيضا.
لكن الوضع لم يتطلب أكثر من ثلاثة أشهر فقط لتنقلب الموازين، ويقود شولتز حزبه الاشتراكي الديمقراطي للفوز في الانتخابات التشريعية في ذلك الوقت.
واستغل شولتز منصبه كوزير للمالية في حكومة أنغيلا ميركل الأخيرة، ليظهر كزعيم سياسي قادر على مواجهة الأزمات، ما أظهره في جائحة كورونا وتعهد بالإنفاق ببذخ لدعم ضحايا الفيضانات، في يوليو/تموز 2021.
وقبل ذلك، وبالتحديد في 2011 فاز شولتز بمنصب عمدة هامبورغ واعتنى بالسياسة المحلية حتى استدعته أنغيلا ميركل ليصبح وزيرا للمالية ونائبا للمستشار في عام 2018.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg
جزيرة ام اند امز