أسعار الأدوات المدرسية في تونس.. قفزة صادمة تنهي أسطورة مجانية التعليم
في بلد يعتمد مجانية التعليم لمنع تسرب الأطفال من المدارس، وجد أولياء الأمور في تونس أنفسهم أمام موقف شديد الصعوبة في ظل ارتفاعات هائلة بأسعار الأدوات المدرسية على نحو يثقل كاهلهم ويجرد "المجانية" من مضمونها.
ومع مطلع سبتمير/ أيلول من كل عام، تبدأ معظم العائلات التونسية التي يدرس أبناؤها في التعليم العمومي (الحكومي) في تخصيص ميزانية العودة المدرسية، في أعقاب فصل الصيف الذي تغمره المناسبات والأفراح والإسراف في النفقات.
لكن هذه المرة انصدم أولياء الأمور التونسيون بالارتفاع الهائل في أسعار المواد المدرسية التي لا تتناسب مع مقدرتهم الشرائية.
وارتفعت أسعار الكتب التعليمية والدفاتر والكراريس والأقلام والمحفظات (الحقائب) والميدعات (الزي المدرسي) بطريقة جنونية.
عصابات وكارتيلات
هذا الارتفاع فسره الرئيس التونسي قيس سعيد منذ أيام بأن "الكارتيلات (عصابات) المتحكمة في الورق تلجأ إلى إرباك عملية إنتاج الكتب والدفاتر وخلق فوضى مع بداية العودة المدرسية إما بسبب ندرة المعروض أو ارتفاع الأسعار خاصة أن هذه اللوبيات كانت في السنوات الماضية هي من تحدد الأسعار التي تتعارض في الأغلب مع القدرة الشرائية للفئات الضعيفة."
وأكد الرئيس التونسي أن “الأزمة المفتعلة في الخبز لا يجب أن تتكرر بالنسبة إلى العودة المدرسية والجامعية أو بالنسبة إلى عدد من المواد الأساسية الأخرى، خاصة وأن البعض يرتب منذ الآن لاختلاق أزمات أخرى في عدد من المواد الأساسية”.
من جهة أخرى، أكد عمار ضية رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك في تصريحات لـ"العين الاخبارية"، ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية مقارنة بالسنوات الماضية.
وأكد ضية أنّ أسعار المحفظات تتراوح بين 70 دينارا (20 دولارا) و370 دينارا (110 دولارات) أما المحفظات تونسية الصنع والتي أصبحت تحظى بإقبال كبير من الطبقة الوسطى يبلغ سعرها حوالي 130 دينار(نحو 40 دولارا).
كما أكد أن الكراس المدعم حافظ على نفس التسعيرة لكنه غير متوفر بالكميات المطلوبة، الأمر الذي دفع العائلات إلى الإقبال على الكراس الرفيع (أغلى وأكثر جودة).
التعليم مجاني؟
من جهته، قال صالح بالطيب نقابي تونسي في قطاع التعليم إن تونس بالرغم من أنها أقرت بمجانية التعليم وإلزامه منذ عام 1958، فإن المجانية أصبحت حبراً على ورق في ظل ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية وغيرها من المستلزمات وكلف التسجيل.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن أسعار الكراس غير المدعم خلال الفترة الأخيرة سجلت زيادة بنحو 40 في المئة مقارنة بأسعار العام الماضي في ظل تواصل غياب الكراس المدعم.
كما دعا المدرسين إلى ترشيد قائمة الأدوات المدرسية بهدف ترشيد الكلفة الخاصة بالعودة المدرسية.
كما طالب المدرسين بتجنب مطالبة التلاميذ بشراء أدوات مرتفعة الكلفة على غرار الأقلام الفاخرة والكراس المدرسي الفاخر.
وتساءل عن مجانية التعليم في ظل هذه الأسعار التي أصبح تثقل كاهل العائلات التونسية حيث أصبح العودة المدرسية لولي الأمر الذي يرعى 3 أطفال تتجاوز 2000 دينار ما يعادل 700 دولار في حين أن معدل الرواتب في تونس لا يتجاوز 500 دولار.
وللإشارة فإن نسبة التلاميذ التونسيين في القطاع الخاص تقدر بـ10%، وأن عدد التلاميذ المدرجين بالمدارس والمعاهد الإعدادية والثانوية الخاصة لهذه السنة يبلغ 220 ألف تلميذ، في حين أن عدد المؤسسات التعليمية الخاصة يقدر بـ 1200 مؤسسة.
في حين أن أكثر من مليونا تلميذ تونسي يجددان العهد سنويا مع مقاعد الدراسة بـ6104 مؤسسات تعليمية عمومية.
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA=
جزيرة ام اند امز