تأهيل الأطفال للمدارس.. نصائح لمواجهة "ذعر كورونا"
عودة الأطفال للمدارس ضرورية لكن حماسهم لاستئناف الدراسة يتفاوت خاصة مع شعور بعضهم بالقلق والخوف بعد جائحة كورونا.. إليكم خطوات تأهيلهم
مهمة سنوية تحملها الأسر على عاتقها مع اقتراب بدء العام الدراسي، إذ تبدأ عملية التأهيل النفسي للأطفال بهدف تشجيعهم على الذهاب إلى المدرسة والاندماج في عالمها دون خوف، لكن مع جائحة كورونا أصبحت العملية مزدوجة، إذ أُضيفت عليها مسؤولية تأهيلهم لتقبل الوضع الجديد الذي فرضه تفشي "كوفيد-19".
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تحدثت عن أهمية عودة الأطفال للمدارس، لكنها أشارت إلى تفاوت الحماس لدى الأطفال لفكرة استئناف الدراسة خاصة مع شعور بعضهم بالقلق أو الخوف من هذه الخطوة في ظل جائحة كورونا؛ لذا يتطلب الأمر تأهيلا نفسيا.
مراحل تأهيل الأطفال للمدارس
الدكتور علاء الغندور، استشاري التحليل والتأهيل النفسي والعلاج النفسي السلوكي في مصر، قال إن الانطباع العام بالفزع الذي تصاعد تدريجيا من كورونا والأحداث المتتالية حول العالم لم يصب أغلب الأطفال، لأنهم يعيشون في عالمهم الافتراضي أو العالم المحبب لديهم المتعلق بالسن العمري الخاص بهم.
وأوضح الغندور، لـ"العين الإخبارية"، أن عملية تأهيل الأطفال في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية تختلف عن مرحلتي الإعدادية والثانوية، مشيرا إلى أنه في الحالتين تمر عملية التأهيل بمراحل عدة تشمل الأطفال ذاتهم والأسرة والمدرسة، فضلا عن دور وسائل الإعلام.
الطبيب المختص قدم نبذة عن كيفية تأهيل الأطفال وتشجيعهم على الذهاب للمدرسة، ودور الأسرة وإدارة المدرسة والإعلام في ذلك، كالتالي:
1- الابتدائية وما قبلها
لا بد من مخاطبة الأطفال بالشكل الذي يتناسب مع طبيعة عقلية هذه المرحلة وبأسلوب يتقبلونه، بحيث تكون الشخصيات المحببة لأنفسهم المدخل للحديث معهم وتوعيتهم بأسلوب السلامة للحفاظ على صحتهم.
ومن الضروري الحديث تربويا مع الأطفال والتحاور معاهم عبر برنامج توعوي دقيق ومتوازن ليس سوداويا أو متفائلا أكثر مما يجب، لتوعيتهم بخطورة الفيروس مع توضيح أن خطورته تتلاشى حال الالتزام بالإجراءات الوقائية.
2- الإعدادية وما بعدها
هذه مرحلة بداية المراهقة وهو سن التمرد، إذ يعاني أغلب الأطفال خلاله من مشكلة تقبل نصيحة الأهالي، ولإقناعهم لا بد من فهم مفاتيح الشخصية من خلال إجراء تحليل لأنماط الشخصيات في هذه السن بكل مجتمع واهتماماتهم وتفضيلاتهم لتكون هذه مداخل الحديث معهم في هذا الموضوع، فتحدث استجابة من جانبهم بل ويساعدون في نشر الوعي بين زملائهم أيضا.
دور الأسرة
لا بد من توعية الوالدين بأهمية التعامل مع الطفل باحترام ورقي وضرورة أخذ رأيه في بعض الأمور ليشعر بأهميته في المنزل، وهذا يكون مدخل تطوير وعي الطفل وأسلوب تفكيره خاصة فيما يتعلق بطرق الرعاية والحماية من الفيروس، فضلا عن أهمية الحوار الأسري اليومي بشأن تصرفات الأطفال وتصحيحها.
دور المدرسة
لا بد من إجراء تأهيل نفسي للمدرسين ليتعاملوا بأسلوب جديد يُعرف بـ"التعليم التفاعلي النشط البنائي للشخصية"، بحيث تكون الحوارات من خلال اكتشاف مهارات الطلاب وتنمية حب المدرسة والزملاء والدراسة داخلهم وما إلى ذلك بأسلوب تفاعلي.
دور الإعلام
على الإعلام الاهتمام بأسلوب توجيه المعلومة بحيث يراعي جميع أنماط الشخصيات والأعمار المختلفة التي تتلقى المعلومة، مع اختيار أسلوب محبب يعتمد على الموازنة بين تقديم الحقيقة دون تهويل أو تسفيه.
بيئة داعمة
وجهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، الوالدين لضرورة تهيئة بيئة داعمة وراعية، والاستجابة إلى أسئلة الطفل وتعبيراته بإيجابية، مع إظهار الدعم والتفهم لما قد يعانيه من شعور بالإحباط أو القلق في مثل هذه الأوقات.
وقدمت يونيسيف مجموعة من النصائح لمساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعر الخوف التي قد يواجهونها عند عودتهم إلى المدارس، كالتالي:
- مراعاة الآباء عدم نقل مشاعر القلق المتزايدة إلى أطفالهم، والتحلي بالهدوء والثقة أثناء تحضيرهم للعام الدراسي الجديد.
- إجراء محادثة مفتوحة مع الطفل حول ما يثير قلقه وإخباره أنه من الطبيعي الشعور بالقلق.
- الشروع في عملية التهيئة النفسية قبل بدء المدارس بفترة، وشرح التغييرات التي قد يواجهها مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
- طمأنة الأطفال بشأن تدابير السلامة المعمول بها داخل المدارس للحفاظ على صحة الطلاب والمعلمين.
- تجنب الحديث عن الصعوبات التي سيواجهها الأطفال خلال هذا العام الدراسي.
- رفع حماسة الطلاب للعودة إلى المدارس بالنظر إلى الجوانب الإيجابية، مثل رؤية الأصدقاء والمعلمين، واكتساب معارف جديدة.
- تهيئة الطلاب للسيناريوهات المحتملة، كمنع أحدهم من الحضور للمدرسة لحالة اشتباه أو مخالطة، أو إمكانية إيقاف قرار العودة للمدارس حاال ساءت الأوضاع.
- تشجيع الأطفال على التفكير في طرق للتواصل مع الأصدقاء والمعلمين داخل المدرسة غير الاتصال الجسدي.
- تفعيل الوعي القيادي لدى الطلاب لتتحول الأفكار الإيجابية التي جرى زراعتها خلال الجائحة إلى قناعات ينشرونها بين زملائهم مثل المداومة على الإجراءات الوقائية.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA=
جزيرة ام اند امز