العودة للمدارس.. 8 نصائح للتعامل مع قلق الفترة الأولى
القلق الذي يسيطر على التلاميذ يختلف من شخص لآخر لكن غالبا النوع الذي يسيطر على طلاب الصفوف الانتقالية يكون خفيفا ويتلاشى بسرعة
فاقمت جائحة كورونا من حالة القلق التي تنتاب الأطفال وأولياء أمورهم مع انطلاق موسم الدراسة كل عام، وضاعف الفيروس التاجي من مخاوف التلاميذ وذويهم بالتزامن مع بدء العام الجديد بمختلف الدول العربية؛ لتسيطر عليهم مجموعة من الاضطرابات النفسية.
تختلف أنواع ودرجات القلق التي تسيطر على التلاميذ، فبعضها يكون خفيفا وغالبا يسيطر على طلاب الصفوف الانتقالية ويتلاشى سريعا، أما المستجدون فغالبا يتطلب وضعهم مجهودا مضاعفا من الوالدين والمعلمين كون المدرسة عالما جديدا عليهم، ولبعضهم عالم مخيف ومربك.
ووفقا لعلماء النفس، فإن مشاعر القلق طبيعية ومتوقعة عند الأطفال والمراهقين لدى عودتهم إلى المدارس، خاصة لمن انتقل من مدرسة إلى أخرى أو هذه سنته الأولى في الرحلة التعليمية، والأخير يكون وضعه أصعب وغالبا يعاني من اضطرابات نفسية قد تمتد لمشاكل صحية كالصداع والمغص.
السنة الأولى
الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك في مصر، تحدث عن اختلاف درجات القلق بين التلاميذ وبعضهم، وأيضا اختلافها بين مرتادي المدرسة للمرة الأولى وطلاب الصفوف الانتقالية المعتادين على هذا الجو.
وقال هاني لـ"العين الإخبارية"، إن القلق لا يقتصر على الطلاب فيمتد إلى الأم التي غالبا ما تصاب بحالة من التوتر، خاصة إذا كان صغيرها يذهب لأول مرة إلى المدرسة وبالتالي هي ليست معتادة أن يترك طفلها المنزل أو يكون بعيدا عنها.
وحذر من خطورة انتقال القلق من الأمهات إلى الطلاب، قائلا: "في هذه الحالة يتعرض الطفل لتوتر مضاعف ما يقلل من قدرته على التعامل بسلاسة مع الأيام الأولى للدراسة، وعلى الأم التحكم في نفسها وعدم إظهار مخاوفها أمامه".
ورأى أن حديث الأم مع طفلها عن المدرسة وطبيعتها واحتواء مخاوفه وتقريبه من الأطفال في مثل سنه الذين سيرتادون المدرسة أيضا تصرف مهم يساعده على تقبل الوضع ويقلل توتره.
وأشار إلى أن المدرسة تلعب دورا مهما في احتواء طفل السنة الأولى ومساعدته على تقبل الوضع الجديد، من خلال تعامل مدرسين مؤهلين تربويا مع صغار هذه المرحلة وجذبهم ليحبوا المدرسة وعدم استخدام القسوة والعنف وردود الفعل التي تضاعف من مخاوفهم بدلا من طمأنتهم.
تهيئة الطفل
الطبيب المختص قدم مجموعة من النصائح للأمهات لتقليل توتر أطفالهن من الوضع الجديد، مثل:
- الحديث مع الطفل عن المدرسة قبل انطلاقها بفترة.
- تغيير روتينه قبل بدء الدراسة وإعداد جدول يومي لمواعيد الأكل والترفيه.
- تعديل مواعيد النوم لتعويده على الذهاب للسرير باكرا.
- مضاعفة أوقات التقاء الطفل بأصدقائه الذين سيرتادون معه المدرسة ذاتها.
- الحديث معه عن تفاصيل يومه في المدرسة بعد دخوله.
- التركيز على الإيجابيات لتحفيزه على الذهاب للمدرسة.
- التصدي للمشاكل التي تعيق اندماجه في المدرسة كتعامل بعض الزملاء الخشن.
- التواصل مع المدرسين لإزالة العوائق التي تقف في طريقه وتحبيبه في المدرسة.
هاني حذر الأمهات من بعض التصرفات التي تضاعف من حالة القلق لدى الطفل، مثل مرافقته للمدرسة وانتظاره أمام الباب حتى ينتهي أو الدخول للفصل من وقت لآخر للاطمئنان عليه، معتبرا أن هذه التصرفات تسبب مزيدا من التوتر للصغير.
وقال: "يفضل أن ترافق الأم الطفل حتى المدرسة ثم تتركه يتعامل مع العالم الجديد بعيدا عن مخاوفها وقلقها، لأن هذا يدفعه لتحمل المسؤولية والاندماج وتخطي الصعاب الأولى".
واعتبر أن انصياع الأم لرفض الطفل الذهاب للمدرسة أو تركه هناك بمفرده خطأ كبير، متابعا: "إذا استسلمت لرفضه لن يذهب أبدا للمدرسة أو يلتزم، عليها المقاومة ودفعه لارتياد الصفوف التعليمية ومتابعته لكن عن بعد ومع المدرسين دون شعوره بوجودها.
قلق الكبار
الطبيب النفسي تحدث عن قلق طلاب الصفوف الانتقالية، موضحا أنه توتر مؤقت يزول سريعا خاصة أنهم معتادون على الذهاب للمدرسة ولديهم أصدقاء بالفعل داخلها وأيضا لديهم صورة ذهنية مكونة فعليا خلال السنين السابقة.
وأشار إلى ضرورة التعامل بحنكة مع قلق الطلاب من فقدان رفقاء السنة الماضية أو المدرسين المفضلين لديهم، قائلا: "دور الأم هنا التعرف على زملاء طفلها في الفصل واختيار الأفضل منهم وتقريب صغيرها منه، فضلا عن حديثها معه عن طبيعة الحياة وتغير زملاء الدراسة وضرورة تكوين علاقات اجتماعية جديدة ووجود بدائل دائما".
وتابع: "أيضا من المهم تدريب الطفل على كيفية اختيار الصديق المناسب له في الصفات والتفريق بين الجيد والسيئ وهكذا".
الخوف من كورونا
الطبيب النفسي قال إن القلق من جائحة "كوفيد-19" مستمر لدى الصغار والكبار طالما لم تحل الأزمة بشكل نهائي، ومن الطبيعي أن يتخوف الوالدان على أطفالهم من الوضع القائم، وبعضهم لن يرسله للمدرسة أو يكون الذهاب متقطعا.
وأضاف: "لن نستطيع أن نقول للوالدين لا تخافوا أو تعاملوا بشكل طبيعي طالما العرض موجود، لكن يمكن الحديث معهم عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي وفعل ما في يد الإنسان وترك الأمر لله".
وشدد على ضرورة عدم حديث الأمهات مع أطفالهن عن كورونا وتصدير القلق لهم والاكتفاء بالتأكيد على ضرورة الالتزام بالنظافة الشخصية والقواعد الصحية.
وأضاف: "عدم تصدير طاقات سلبية للصغار مهم، وأيضا تحري الأمهات الدقة فيما يخص الحديث عن وضع كورونا وعدم تناقل وترديد ما تنشره صفحات التواصل الاجتماعي، فبعضه شائعات والبعض الاخر يزيد من توتر الأطفال".