أفضل الطرق العلمية لتبريد المدن خلال موجات الحرارة
تُعاني المدن من ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بالمناطق المحيطة، في ظاهرة تُعرف بـ«الجزر الحرارية الحضرية».
ما يعود بالسلب على صحة البشر والكائنات الحية الأخرى التي تعيش في المدن؛ خاصة المدن الصناعية.
هذا الأمر الذي دفع مجموعة بحثية دولية للبحث عن أفضل الطرائق لتبريد المدن، وبمراجعة الأبحاث السابقة، وجدوا أنّ المساحات الخضراء تلعب دورًا مهمًا في تبريد المدن، ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «ذا إينوفاشن» (The Innovation) في 28 فبراير/شباط 2024.
مساحات خضراء
حلل الباحثون العديد من الأوراق البحثية السابقة، ووجدوا أنّ المساحات الخضراء والأراضي الرطبة يمكنها تبريد هواء المدن عبر زيادة المساحات الخضراء؛ فمثلًا، الحدائق النباتية، يمكنها خفض درجات الحرارة بمقدار 5 درجات مئوية، بينما الأراضي الرطبة بمقدار 4.7، في حين أنّ حدائق الأمطار قادرة على خفض درجات الحرارة بمقدار 4.5، ويمكن للجدران الخضراء خفض درجات الحرارة بمقدار 4.1، وأشجار الشوارع بمقدار 3.8، ومزارع المدينة بمقدار 3.5، بينما المنتزهات بمقدار 3.2، والخزانات بمقدار 2.9، والملاعب بمقدار 2.9.
ولاحظ الباحثون أيضًا أنه كلما زادت مساحة المناطق الخضراء، زادت قدرة المنطقة على تبريد الهواء. يُساعد ذلك في التخفيف من آثار الاحترار عبر إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ما يجعل المدن أكثر مرونة وقادرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
مقترحات أخرى
هناك العديد من المقترحات الأخرى لتبريد المدن، من ضمنها:
التخطيط الحضري
يساهم التخطيط الحضري المستدام في تنظيم درجات حرارة المدن، وذلك عبر تصميم المساحات المفتوحة والمباني بحيث تسهل عملية التهوية الطبيعية؛ لتبديد الحرارة.
البنية التحتية الزرقاء
تشمل البنية التحتية الزرقاء الأنهار والسدود والبرك وغيرهم؛ فتلك البنية الزرقاء أداة قوية في تبريد المدن، خاصة عندما تقترن مع المساحات الخضراء، وهذا ما أشارت إليه الدراسة.
تخفيف الأنشطة البشرية
ترتفع درجات الحرارة في عصرنا الحالي؛ بسبب الأنشطة البشرية بصورة أساسية. لذلك، التحكم في الأنشطة البشرية التي تُطلق كميات كبيرة من الانبعاثات أمرا ضروريا للتخفيف من آثار التغيرات المناخية.
المواد المبردة
من السياسات المقترح استخدامها أيضًا، هي استخدام المواد المبردة، التي تُِشع الحرارة بدلًا من امتصاصها، مثل استخدام الطلاء فائق البرودة على الأرصفة والدهانات ذات الألوان الفاتحة.
يعيش في المدن ما يزيد عن 4 مليار من أصل 8 مليار إنسان حول العالم، لكن المدن مُعرضة لمخاطر الحرارة المرتفعة. لذلك، يجب الاهتمام باستدامتها وبقاء متوسط درجات حرارتها مناسب للحياة.