بالفيديو.. مفاجأة للعلماء عند طحن هاتف ذكي بالخلاط
في تجربة فريدة وضع علماء بريطانيون هاتفا ذكيا في الخلاط لتحليل مكوناته لتشجيع زيادة معدلات إعادة التدوير وتخفيف الضغط على كوكب الأرض.
في تجربة فريدة، وضع علماء بريطانيون هاتفا ذكيا في الخلاط لتحليل مكوناته، بهدف تشجيع زيادة معدلات إعادة التدوير، وتخفيف الضغط على كوكب الأرض ووقف استنزاف موارده.
وأجرى فريق من "جامعة بليموث" في المدينة التي تحمل نفس الاسم جنوب غرب المملكة المتحدة، هذا البحث لإظهار كميات العناصر النادرة أو التي يطلق عليها عناصر "النزاع" في كل هاتف، لتحفيز الشركات المصنعة للهواتف على إعادة تدوير منتجاتها، وفقا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وقال الدكتور أرجان ديكسترا أستاذ علم الصخور البركانية: "نحن نعتمد بشكل متزايد على هواتفنا المحمولة ولكن كم منا يفكر فعلا ماذا يوجد وراء الشاشة؟".
وأضاف: عندما تفكر في الأمر، غالباً ما يكون الجواب هو تنجستن وكوبلت من مناطق الصراعات في أفريقيا.
وتابع: "توجد عناصر نادرة أيضا مثل نيوديميوم وبراسيوديميوم وجادولينيوم وديسبروسيوم، ناهيك عن كميات الذهب والفضة والعناصر الأخرى عالية القيمة".
وزاد: "كل هذه الأشياء تحتاج إلى التعدين من خلال استخراج خامات عالية القيمة، ما يشكل ضغطا كبيرا على الكوكب".
وفي إطار التجربة، مزج الباحثون مكونات الهاتف مع الغبار لإجراء تحليل كيميائي لمحتوياته، قبل خلطها مع بيروكسيد الصوديوم -وهو مؤكسد قوي- في درجة حرارة 500 مئوية، ثم قاموا بإجراء تحليل للمحلول في الحمض لتحديد محتوياته الكيميائية الدقيقة.
وأظهرت النتائج أن الهاتف يحتوي على 33 جراما من الحديد و13 جراما من السيليكون و7 جرامات من الكروم بالإضافة إلى كميات أصغر من مواد كثيرة أخرى.
ويضم الهاتف أيضا عددا من "العناصر الحرجة"، وتشمل 900 ملج من التنجستن و70 ملج من الكوبلت والموليبدينوم، بالإضافة إلى 160 ملج من النيوديميوم و30 ملجم من البراسيوديميوم، كما احتوى كل هاتف على 90 ملجم من الفضة و36 ملجم من الذهب.
وأوضح الباحثون أن هذا يعني أنه لتصنيع هاتف واحد، سيحتاج العمال إلى استخراج ما بين 10 إلى 15 كجم من المعدن الخام تشمل 7 كجم من خام الذهب عالي الجودة، و1 كجم من خام النحاس النموذجي، و750 جرام من خام التنجستن النموذجي و200 جرام من خام النيكل النموذجي.
وقال الدكتور كولين ويلكينز، محاضر في الجيولوجيا الاقتصادية: "يمكن أن يكون التعدين جزءا من الحل لمشكلات العالم، لكننا نعيش الآن في أجواء يصبح فيها الناس أكثر مسؤولية اجتماعيا ويهتمون بمحتويات ما يشترونه".
وأضاف: "على خلفية هذا الأمر، التزمت العديد من شركات الهاتف المحمول الكبرى بزيادة معدلات إعادة التدوير الخاصة بها".
وتابع: "إنها علامة إيجابية على أن المجتمع المهمل الذي نعيش فيه منذ عقود يتغير، ونأمل أن يشجع هذا المشروع المزيد من الناس على طرح أسئلة حول سلوكياتهم".
ويقدر العلماء أن شركات الهواتف تنتج نحو 1.4 مليار هاتف محمول في جميع أنحاء العالم سنويا.