تحذيرات من تفشٍ جديد لـ"جنون البقر" في بريطانيا
هذا الأمر لا يزال أكبر فضيحة متعلّقة بالطعام في بريطانيا، وما زالت هناك مخاوف من اقتراب تفشي موجة ثانية.
لم تعد آني ماكفي تكتب بطاقات عيد الميلاد منذ وفاة ابنتها كلير في عمر 15 عاما، منذ نحو عقدين؛ إذ تحول موسم الأعياد لذكرى مؤلمة عن خسارتها.
وبدلًا من ذلك، تجلس آني أمام حاسوبها وتبعث رسائل لمجموعة محددة من الأشخاص، من بينهم وزراء سابقون، تُحمِّلهم فيها مسؤولية وفاة ابنتها نتيجة قرارات اتخذوها بشأن إصابة الأبقار بمرض قاتل يحمل مخاطر على صحة البشر.
عندما توفيت كلير في يناير/كانون الثاني عام 2000، بعد 6 أشهر فقط من إصابتها بالمرض، كانت هي أصغر ضحية مُسجّلة مصابة بمرض "كروتزفيلد جاكوب" وهو اضطراب تنكسي بالدماغ لا علاج له ناتج عن تناول لحوم أبقار مصابة بالمرض المعروف باسم "جنون البقر"، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ما زال هذا الأمر أكبر فضيحة متعلّقة بالطعام في بريطانيا ولا تزال هناك مخاوف من اقتراب تفشّي موجة ثانية؛ بعواقب وخيمة.
ألم والدة كلير تتشاركه 177 عائلة أخرى فقدت أحباءها بسبب هذا المرض، أحدث تلك الوفيات كانت عام 2016، وهناك ذكريات لهذه الفترة تتبين من اللقطات الإخبارية المصوّرة للأبقار المصابة بهذه الحالة العصبية المميتة الجديدة، أعقبتها لقطات لضحايا من البشر تظهر عليهم أعراض مشابهة لتلك المصابة بها الحيوانات.
جميع من عاشوا في بريطانيا لأكثر من 6 أشهر في الفترة من 1980 و1996 ممنوعون من التبرع بالدم في معظم أنحاء العالم بسبب الخطر المرتبط بانتقال المرض عبر الدم، وهناك تساؤلات تتردد الآن حول احتمالات تفشّي موجة وفيات ثانية بين آلاف الأشخاص يُعتقد أنّهم مصابون بالمرض لكن لا يعلمون، إلى جانب إمكانية وقوع فضيحة مشابهة، هذا ما يخشاه كثير من عائلات الضحايا والقائمين على الحملات.
لطالما قال العلماء إنَّ المرض قد يكون له فترة حضانة تصل لـ50 عامًا، وترجح الأدلة أيضًا أنَّ الأشخاص الذين كان يُعتقد في السابق أنهم محصنون ضد المرض قد يقعون فريسة له، ويبدو أنّها قنبلة موقوتة ولا يبدو أن أحدا يعلم إن كانت ستنفجر.
كانت كلير طفلة رضيعة عندما أصبح النفوق الغامض لإحدى الأبقار بمزرعة في غرب ساسكس عام 1985، هو أول مؤشر على الكارثة المنتظرة، وبعد إجراء التشريح تكشف عن وجود ثقوب بمخ الأبقار، مثل الإسفنجة، مما دفع لفتح تحقيقات لاكتشاف مصدرها، ليتبين بعد ذلك أنها نتيجة مرض "كروتزفيلد جاكوب"، الذي لم يكن حتى قد وضع اسمًا له.
لكن سرعان ما تبين أنه بسبب الضغوط لإنتاج مزيد من اللحوم وبسرعة وبتكلفة أقل، اتجهت المزارع لاستخدام علف مصنوع من جثث الماشية، وحظر عام 1988، لكن بنهاية 1989، كان نحو 10 آلاف بقرة بأكثر من 5 آلاف مزرعة مصابة بالمرض، وسط مخاوف من أن مليون بقرة مصابة دخلت بالفعل ضمن سلسلة الأغذية.
صحيفة "إكسبريس" البريطانية سلطت الضوء أيضًا على الموضوع، إذ أوضحت أن مرض جنون البقر حصد أرواح نحو 180 شخصًا منذ 20 عامًا، وأن هناك تحذيرات الآن للعلماء من أن بريطانيا على شفا موجة ثانية من الوباء القاتل؛ إذ اعترفوا بأنهم "غير متأكدين" بشأن عدد الأشخاص المصابين إصابة واضحة داخل بريطانيا.