الأرض المحروقة.. سلاح داعش لمواجهة الهزائم
جعفر الإبراهيمي قال إن تنظيم داعش تسبب في خسائر تقدر بنحو 30 مليار دولار في البنية التحتية العراقية منذ 2014.
مع خسارة تنظيم داعش الإرهابي لأراض في سوريا والعراق يدعو التنظيم مسلحيه إلى التركيز على تخريب البنية التحتية للدولتين حتى لا يستفيد أبناء الشعبين من خسائره، وهو ما يزيد من التحديات التي تواجهها حكومتا البلدين.
وعندما تقدم الجيش السوري والفصائل المسلحة المتحالفة معه بدعم من غطاء جوي روسي بمدينة تدمر التاريخية قبل نحو 3 أسابيع، أمر التنظيم مقاتليه بتدمير حقول النفط والغاز.
وقال التنظيم في مقال نشرته وسائل إعلام تابعة له على الإنترنت، إن "الواجب على عناصرنا اليوم أن يوسعوا من حجم عملياتهم التي تستهدف الأسس الاقتصادية لأنظمة المشركين، وذلك سعياً لحرمان الحكومات الصليبية والمرتدة من هذه الموارد".
وتشكل هذه الاستراتيجية التي ينتهجها التنظيم تحدياً مزدوجاً أمام حكومتي بغداد ودمشق إذ تحرمهما من الدخل وتجعل من الصعب في الوقت نفسه تقديم الخدمات والدعم الشعبي في المناطق المدمرة، التي يتم تحريرها من أيدي التنظيم.
ولم يقف الأمر عند حقول النفط والغاز بل امتد إلى آثار المدينة القديمة تدمر، والتي تبعد 200 كيلومتر شمال شرقي العاصمة دمشق خلال سيطرة التنظيم عليها لمرتين، حيث دمر بعض تراثها الأثري الذي لا يقدر بثمن قبل أن تستعيد القوات السورية السيطرة عليها.
ووصف خبير الآثار، وائل حفيان، الأضرار التي لحقت بالمصلبة، المؤلفة من 4 قواعد متقابلة فوق كل منها أربعة أعمدة، بأنها جسيمة.
وقال حفيان، إن 4 أعمدة فقط بقيت من أصل 16 عموداً.
وأضاف أن الإرهابيين ألحقوا أضراراً خلال احتلالهم الثاني للمدينة أقل من فترة احتلالهم الأولى عندما دمروا قوساً أثرياً عمره 1800 سنة ومعبد بعل شمين، الذي يبلغ عمره نحو ألفي عام.
وفي المقال يرى تنظيم داعش، أن تدمير الأصول الاقتصادية الأساسية يشكل أولوية أكبر من تدمير التراث الأكثر رمزية.
سياسة الدمار الشامل
ويعتقد محللون أن التنظيم الذي استحوذ يوماً على ثلث أراضي العراق ومساحات واسعة في سوريا، يعيش وضعاً صعباً في ظل الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، فضلاً عن الضربات الجوية التي تنفذها روسيا في سوريا.
كما تحقق قوات عراقية تقدماً ملحوظاً في معركتها لاستعادة الموصل، وهي المدينة التي أعلن منها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قيام الخلافة.
وفي سوريا بالإضافة للهزيمة التي لحقت بالإرهابيين في تدمر يجد التنظيم نفسه محاصراً في الرقة معقله الرئيسي.
وقال التنظيم في المقال "أي ضرر يلحقه التنظيم بمصالح هاتين الحكومتين الاقتصادية أو الخدمية من شأنه إضعافها.. ولو كان برج كهرباء في ديالي أو بئر نفط في كركوك أو شبكة اتصالات في بغداد أو موقعاً سياحياً في أربيل".
وقال جعفر الإبراهيمي، مستشار الحكومة العراقية للبنى التحتية، لرويترز، إن تنظيم داعش تسبب في خسائر تقدر بنحو 30 مليار دولار في البنية التحتية العراقية منذ 2014.
وأضاف الإبراهيمي "داعش استخدم سياسة التدمير الشامل للمنشآت والمصانع والبنايات بقصد إحداث أكبر ضرر اقتصادي للعراق".
وتابع أنه "أستطيع أن أؤكد أن ما لا يقل عن 90% من البنى التحتية والمنشآت الحيوية الصناعية قد دمرت على أيدي داعش في المناطق التي احتلها في العراق".
وقال الإبراهيمي، إنهم دمروا أيضاً مصانع السكر والأسمنت ونقلوا معداتها إلى سوريا.
وفي سوريا قال علي غانم، وزير النفط والثروة المعدنية، للوكالة العربية السورية للأنباء، إن التنظيم دمر أكثر من 65% من معمل حيان للغاز.
وينتج حقل حيان الذي يقع في محافظة حمص 3 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً.