مستشار ترامب: شراكة السعودية وأمريكا حجر أساس محاربة داعش ونفوذ إيران
أكد أن ترامب يريد أن يكون صانع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين
وليد فارس المستشار بحملة ترامب يؤكد أنه إذا حصل أي حادث جديد مع النظام الإيراني ستقوم انتفاضة أكبر من التي حدثت عام 2009
قال الدكتور وليد فارس، الأكاديمي الأمريكي اللبناني الأصل، مستشار شؤون الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب في حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية، إن لقاء الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، مع ترامب مؤخرا، وما نتج عن اتفاقهما على أن إيران تمثل خطراً أمنياً إقليمياً، يعني أن إدارة ترامب ستكون شريكة من جديد مع السعودية على جميع الأصعدة: الاقتصادية، والسياسية، والأمنية، والدفاعية، وهذا يعني أن المملكة، تحديداً، قدمت إلى إدارة الرئيس ترامب مشروعاً على الصعيد الاستراتيجي لشراكة في المنطقة، ليس فقط مع المملكة، ولكن مع دول معتدلة أخرى، وهذه الشراكة ستكون حجر الأساس لمواجهة إرهاب تنظيم داعش وحلفائه، وتوسع النفوذ الإيراني.
أضاف فارس، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط، الأربعاء، أن الشراكة بدأت فعلاً مع هذه القمة، وستبرز خلال وقت لن يكون بعيداً، من خلال الطواقم المشتركة ما بين وزارتي خارجية ودفاع الدولتين، وغيرهما، وسيقوم التنسيق أولا على الصعيد الأمني، فأمريكا بحاجة إلى دور عربي وخليجي في مكافحة "داعش"، ودور سياسي يساعد في حل الأزمتين السورية والعراقية، في المقابل، فإن الخليج في حاجة إلى الولايات المتحدة في مناطق تشهد تدخلاً إيرانياً، لا سيما في اليمن والمناطق المحيطة، بما فيها البحر الأحمر ومنطقة الخليج.
وأوضح فارس الذي لا يزال منخرطاً في الدوائر المحيطة بالرئيس، وإن كان بصفة غير رسمية حيث يقدم استشارات مباشرة أو من خلال الكونجرس، أن هذا التحالف الجديد قد يثير شهية جبهة الممانعة للردود والاتهامات، وهذه الجبهة في نظر الولايات المتحدة هي المحور الإيراني الخميني، وحلفاؤه، أكانوا في العراق، أو نظام بشار الأسد في سوريا، أو "حزب الله" في لبنان، أو الامتدادات الإيرانية عبر اليمن من خلال تنظيم "الحوثيين"، وهذه الكتلة ستستعمل كل ما لديها من قدرة لتغيير وقائع على الأرض، في العراق مثلاً نرى تثبيتاً للدور الإيراني عبر "الحرس الثوري"، وكلما تقدمت القوات العراقية النظامية، وهي شريكة للولايات المتحدة، تبعتها ميليشيات "الحشد الشعبي" و"البسدران" (الحرس الثوري الإيراني)، وهذا يقلقنا جداً، لأنه قد يجدد مرحلة الصراع الطائفي في المستقبل، وحذرنا من هذا.
وتابع أن هناك محاولات أيضا في سوريا لتثبيت نظام الأسد في عدة جبهات ، والتقدم عليها قبل أن تبدأ إدارة ترامب بالعمل من أجل إيجاد حل سياسي، وفي لبنان فالأمر واضح، فـ"حزب الله" ركز قدراته العسكرية والسياسية، ويضغط من أجل زيادة هذا النفوذ عبر مؤسسات الدولة، وهذا أمر يقلق إدارة الرئيس ترامب جداً. ستعمل الولايات المتحدة على وضع حد لهذا كله في يوم قريب.
وأشار إلى أن إيران ترى أن الشراكة بدأت بين أميركا والخليج، وتقيم أميركا ومصر شراكة عبر الزيارات التي تحصل، وهناك أيضاً احتمال الاجتماع بين الرئيسين الأمركي والروسي، لذلك فإن العالم بدأ يغلق الأبواب على المنظومة الإيرانية، وقد يصوّت الكونجرس الأمريكي لعقوبات جديدة، وإيران تعلم ذلك كله، ولهذا فإنها تحاول إقامة وقائع على الأرض من أجل تثبيت توازن الرعب، لذلك تشدد قبضتها على لبنان وسوريا والعراق واليمن، وتحاول الاختراق في السعودية، وتهدد أمن البحرين وربما أبعد، وتذهب إلى أفريقيا عبر باب المندب، وهذا كله لتقول: إذا أردتم التحرك ضدي، فإن الثمن سيكون مرتفعاً جداً، من هنا، فإن نشر الصواريخ هو ضمن منظومة الردع الإيراني، ولكن إذا أخطأت في استعمالها، فربما قد تنهار كتلة هذه المنظومة.
وأكد أن آلة الدعايات الإيرانية ذكية وقوية، وتمكنت في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما من تحقيق بعض الإنجازات، ويجب أن نعترف بذلك، فهي تمكنت من إدارة الضغط الإعلامي العالمي ضد التكفيريين وإبعاده عن التنظيمات المرتبطة بها، حتى توصلت في وقت إلى الادعاء بأن ميليشياتها مثل "حزب الله" وغيره، تحمي الأقليات بما فيها المسيحية والإيزيدية، وما ساعد إيران في هذا الموضوع هو عدم خروج إدارة أوباما في ذلك الوقت بموقف قوي ضد التنظيمات التابعة لإيران، لأن الإدارة كانت تهندس الاتفاق النووي الإيراني، وعمليا كسبت إيران كثيراً على الصعيد السياسي وغيره من فترة أوباما، لأنها كانت تهدد دائماً بأنها ستسقط الاتفاق النووي ولن توقع عليه، كانت تكسب الوقت حتى إن آلتها الدعائية تمكنت من نشر مقالات في صحف "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"لوموند"، وركزت على ما سمته "التكفيريين" وغيرهم وكسبت، لكن في النهاية لم تكسب الرأي العام الذي يلاحق تفاصيل الإرهاب الإيراني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحول تهديد حسن نصرالله، الأمين العام لـ"حزب الله"، بقصف مفاعل ديمونة ومنشأة الأمونيا في حيفا، أوضح أن أي عمل إرهابي من أي طرف في أي مكان ضد أي مفاعل نووي أو القيام بعمل يؤدي إلى انتشار إشعاع يضر بالمنطقة والعالم، سيعتبر عملاً إرهابياً دولياً، وسيواجه على هذا الأساس.
وأشار إلى أن الكلام التصعيدي الذي يصدر عن إيران وحلفائها فيما يتعلق بالحرب الكاسرة على إسرائيل، وعلى من ورائها مثل الولايات المتحدة، هو هروب من الواقع المتمثل بأن شعوب هذه الأنظمة والمنظمات لا تريدها، لذلك هي تهرب إلى حروب، إما طائفية كما في سوريا والعراق واليمن، أو إلى هذا "الوهم" بأن النظام الإيراني هو من سيدمر إسرائيل بدقائق.
أضاف: "نحن نذكر تاريخياً أنه في العام 1999 قامت مظاهرات طلابية كبيرة في حرم جامعات إيران وقُمعت. بعد ذلك بعشر سنوات قامت الثورة الكبيرة، الثورة الخضراء في طهران ومدن أخرى، ونزل إلى الشارع أكثر من مليوني إيراني لأكثر من أسبوع، أكثريتهم من الشباب. هؤلاء الشباب هم المستقبل، وأنا أقول لك إن الذين كانوا في العاشرة من العمر راقبوا ما فعله جيل عام 2009، وهم قادرون الآن على الانتشار في الشوارع. نحن نراقب الوضع ونسمع كلام الإيرانيين عبر مواقع التواصل، ليس فقط من المغتربين أو من المعارضة، بل نسمع ما يقوله الإيراني العادي. يريدون الحرية. إذا حصل أي حادث جديد مع هذا النظام في إيران، فأعتقد، بصفتي محللا وليس سياسيا، أنه ستقوم انتفاضة أكبر من التي رأيناها عام 2009".
وتابع: " الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس الجديد قالت بوضوح إنها تعتبر هذا النظام خطراً على المنطقة، وأنه يتحرك عدوانياً في 3 أو 4 دول في المنطقة. لذلك أعتقد أنه إذا انتفض الشعب الإيراني وبكل مكوناته، أكانت الفارسية أو العربية أو الكردية أو الأذرية، فسيكون لواشنطن موقف مع الشعب الإيراني، وليس مع النظام هناك".
وأكد أن ترامب يريد أن يكون صانع السلام والصفقة ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد قال له حين كانوا مجتمعين في نهاية عام 2016: "لماذا لم تتمكن أمريكا، وكل رؤسائها منذ عقود - وهي القادرة - من إيجاد حل لهذا الصراع؟ لقد وضعت كتاباً بعنوان (فن الصفقة) أنا أريد أن أحسم هذا الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين سلمياً، نريد أن يكون للعرب المعتدلين دور في مساعدتنا، أي أن يحتضنوا الفلسطينيين المعتدلين، وهذا أمر مهم، وأنا أتولى العلاقة مع إسرائيل في هذا الموضوع"، ولذلك أرى أن لديه نية شخصية واستراتيجية لحل هذا الموضوع بشكل عادل.
وفي شأن اقتراب عقد لقاء بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا، قال فارس: "أنا ممن يعتقدون أن هناك واقعاً لا يمكن تجاوزه بسبب حالة الأمر الواقع الموجودة في سوريا، بمعنى أن هناك قوات روسية تحمي النظام، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان، وقواعد عسكرية روسية وقرار روسي في مجلس الأمن يحمي النظام. وفي الوقت نفسه هناك وجود عسكري أمريكي في شرق سوريا يدعم التحالف ضد داعش، هذا أيضاً أمر موجود، إذن فاللقاء بين الرئيسين يجب أن يحصل، إذا كان لا بد من حل في سوريا".