محرك بحث يخصص عائدات الإعلانات للفقراء.. هل يهزم جوجل؟
أعلن محرك بحث حديث تخصيص عائداته الإعلانية لتمويل منظمات غير حكومية توفّر الغذاء للمحتاجين في أفريقيا وآسيا
أعلن محرك البحث "سيفا" تخصيص عائداته الإعلانية لتمويل منظمات غير حكومية توفّر الغذاء للمحتاجين في أفريقيا وآسيا، ليصبح بذلك نموذجا للوقف الخيري التكنولوجي، بيد أن هيمنة جوجل على هذا النشاط تهدد نجاح الفكرة.
ويُعتَبَر "سيفا" أول محرّك بحث مستقل على شبكة الإنترنت له أهداف خيرية، وقد جرى تصميمه على منصة "سيفاسيرتش.كوم" التي أطلقت هذا الشهر بالاستناد إلى محرّك "بينج" من "مايكروسوفت" فيما يخصّ الأبحاث والنتائج.
- مؤسس ويكيبيديا ينافس فيسبوك بـ"سوشيال" تلفظ الإعلانات وتحمي الخصوصية
- مفاجأة العمالقة.. فيسبوك وويكيبيديا تتعاونان لإطلاق خدمة مشتركة
ويقول شون كيلي الذي ابتكر هذه الأداة "أردنا أن نستحدث وسيلة تتيح لمستخدمي الإنترنت مساعدة الآخرين عبر التكنولوجيا من دون أي مجهود".
وستذهب إيرادات الإعلانات التي يحصل عليها محرك البحث إلى برنامج الأغذية العالمي وجمعية "بروجيكت هيلثي تشيلدرن".
وكيلي هو متخصص في استراتيجيات التسويق، لكنه ترك منذ بضع سنوات أوساط سيليكون فالي للعيش في جزيرة كو با نغان التايلاندية وممارسة اليوجا والتأمل.
ويقول: "يسمح سيفا للناس بالتأثير إيجابا بمجرّد القيام بما يقومون به يوميا"، ويتعهّد القائمون على الموقع باعتماد شفافية كاملة في إدارة الأموال.
ويشير كيلي إلى أن هذه المبادرة سمحت حتّى الآن بتمويل قرابة 170 ألف وجبة غذائية في الأسبوع بواسطة الجمعيات الخيرية، من دون جمع كمّ هائل من البيانات الشخصية لمستخدمي الموقع أو تطبيق الأجهزة المحمولة.
ويقول مؤسس الموقع: "خلافا لمحرّكات بحثية أخرى، لا نتتبّع ممارسات المستخدم. فما يعنينا هو توفير القوت للناس".
نموذج مختلف
يعتمد عملاقا الإعلانات الرقمية "جوجل" و"فيسبوك" نموذجا اقتصاديا جدّ مربح يقوم على تتبّع المستخدمين وتخزين بياناتهم الشخصية لبيعها للمروّجين على نطاق واسع ضمن ملفّات لا يفصح فيها عن الهويات على شكل حيّز إعلاني مكيّف بشدّة بحسب الحاجات.
أما مجموعة "سيفا" التي أنشأها فريق صغير يعيش أفراده في أنحاء مختلفة من العالم، فهي تكتفي بالكلمات المفتاحية في البحث أو بالموقع الجغرافي التقريبي لتوجيه إعلانات مستهدفة للمستخدمين.
وكان شون كيلي وشريكه رون بيرون يفكّران بهذا المشروع منذ إطلاق منصة "بوكريتريتس.كوم" قبل 5 سنوات لمن يبحثون عن رحلات تتخلّلها أنشطة يوجا.
ويستذكر كيلي "كانت الفكرة على بساط البحث لكنها بقيت حبرا على ورق إلى أن حلّت الأزمة الوبائية"، مشيرا إلى أن بعض أصدقائه في المنطقة خسروا عملهم، في حين اتصل به آخرون لطلب المشورة من شدّة يأسهم.
نوايا حسنة
ولا شكّ في أن هذا المشروع، على نواياه، لن يلقى أصداء واسعة جدّا. فشركة "جوجل" التي بات اسمها مرادفا للبحث على الإنترنت تمتلك أكثر من 90% من السوق العالمية، بحسب "ستاتكاونتر".
ويلحظ بوب أودونيل، المحلل لدى "تيكناليسيس ريسيرتش" أنه "مشروع مفعم بالنوايا الحسنة لكن نطاقه يبدو محدودا في الواقع"، مشيرا "قد تتكلّل المبادرة بالنجاح طبعا لكنه تحدّ جلل".
ويذكّر المحلّل بأن محرّك البحث "داك داك جو" القائم على احترام الحياة الخاصة لم ينجح في تحقيق أي إنجاز يُذكر.
aXA6IDMuMTM4LjExNC4xNDAg
جزيرة ام اند امز