بالصور.. المهن الموسمية بغزة وانتعاشة مؤقتة في رمضان
مع حلول شهر رمضان تنتعش بعض المهن في قطاع غزة، لتتصاعد آمال العاملين فيها بتحقيق دخل يساعدهم على توفير متطلبات الحياة القاسية.
ولا يكاد شارع رئيسي في قطاع غزة يخلو من بائع أو أكثر لبيع القطايف التي تزدهر استثنائيا في شهر رمضان كونها طبق الحلوى المفضل والأقل تكلفة.
"سامي الجردلي"، الذي توارث مهنة صناعة القطايف أبًّا عن جد في خان يونس، اختار في شهر رمضان أن يمد بسطته الكبيرة أمام القلعة الأثرية.
وقال: "عائلتي تعمل في هذه المهنة منذ عام 1972، فهي متوارثة من الجد للأب فالأبناء، وسنورثها لأبنائنا"، مشيرا إلى أنهم يصنعون القطايف على مدار العام، ولكن صناعتها في شهر رمضان مختلفة.
وأكد أنه يُزيد عدد العاملين لديه ويمد بسطة كبيرة نظراً للإقبال الكبير على شرائها في شهر رمضان، كونها حلوى الشهر المفضلة ومنخفضة السعر.
أما "أحمد" فهو شاب جامعي يجيد صناعة الحلويات، اتفق مع صاحب محل على عمل بسطة لصناعة القطايف بالشراكة معه خلال شهر رمضان، وقال: "قررت أن أستثمر إقبال الناس على شراء القطايف وصناعتها، والإقبال جيد الحمد لله".
المخللات
وطوال شهر رمضان، تزداد بسطات بيع المخللات، وكذلك الجرجير والفجل ومشهيات الطعام، ويحمل الفتى سالم النجار كرتونة كبيرة علقها بحبال في رقبته ويجوب التجمعات ذات الكثافة على مدخل سوق خان يونس ليبيع البقدونس والجرجير والنعنع.
وقال "سالم" إنه اعتاد أن يبيع هذه الورقيات في الأسواق المركزية، ولكنه ينزل للسوق والشوارع الرئيسية يوميا في رمضان بعد العصر، حيث يزداد الإقبال على الشراء، وذكر أن عددا كبيرا من أصدقائه يعملون مثله حيث يتوزعون في الشوارع التي بها حركة للناس.
"رشاد" (26 عاما) قال إن والدته تعد جالونات من المخلل البيتي قبل أسابيع من رمضان ويتولى هو وإخوانه تسويقها على بسطات خاصة.
وقال "رشاد": "عملنا يعتمد على المواسم والمهن التي تنتعش، ففي رمضان نركز على المخللات، وتدر علينا دخلا يعيننا على تكاليف الحياة"، وأكد أنهم مضطرون لذلك لعدم وجود فرص عمل ثابتة في ظل ارتفاع البطالة في قطاع غزة.
ويعاني قطاع غزة من أزمات عديدة على رأسها ارتفاع معدلات البطالة التي تتجاوز 50%، في حين بلغ عدد العاطلين عن العمل أكثر من ربع مليون عاطل، فيما ترتفع نسبة الفقر لتصل إلى 53%، وانعدام الأمن الغذائي لدى الأسر 68% أو نحو 1.3 مليون نسمة، و80% من السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية، وفق معطيات رسمية.
وقبيل شهر رمضان، تنتعش صناعة فوانيس رمضان محلية الصنع، التي بدأت تغزو الأسواق لتنافس المستوردة من الصين نظرا لانخفاض تكلفتها وشكلها المختلف.
فانوس رمضان
ومنذ عدة سنوات يعمل في هذا الموسم خالد سويدان (44 عامًا)، وزوجته غدير زنداح (40 عامًا)، في صناعة الفوانيس بأحجام مختلفة لتحسين دخلهما المادي.
وقال "سويدان" لـ"العين الإخبارية": إنه بدأ مشروعه الصغير منذ عدة سنوات وتغلب على الكثير من الصعاب، حتى بات لعملهم رواج معقول هذه الأيام".
وأكد أن اللجوء لهذه المهنة الموسمية يمثل بارقة أمل له لتأمين احتياجات أسرته، مشيرا إلى التأثيرات السلبية لجائحة كورونا على العمل والتسويق.
الدكتور سمير المدللة، الخبير الاقتصادي، أكد أن المهن الموسمية شائعة، ومنها تلك التي تزدهر في رمضان، والإقبال الكبير عليها بالأساس يأتي نتيجة ارتفاع البطالة والفقر في قطاع غزة بسبب الحصار والانقسام منذ 15 عاما.