اليوم الثاني لملتقى البحرين.. تعزيز الحوار والتعايش بين الأديان
تحت عنوان "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" انطلقت الخميس فعاليات ملتقى البحرين للحوار ويختتم فعالياته اليوم بمشاركة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان.
ويستقبل اليوم العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة كلا من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ثم يتوجهون معا إلى ساحة الشهيد لزراعة "نخلة" تعبيرا عن الصداقة والأخوة الإنسانية وتكريما للشهداء ورسالة بضرورة وأهمية التضامن والتكاتف لمواجهة أزمة تغير المناخ.
وبعدها، يصطحب عاهل البحرين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان إلى مقر انعقاد ملتقى البحرين للحوار بين الشرق والغرب، ليلقي ملك البحرين كلمته، يعقبُها كلمة شيخ الأزهر ثم بابا الفاتيكان.
ويخصّص بابا الفاتيكان الجزء الأكبر من يومه الثاني في البحرين لخدمة تعزيز الحوار مع الإسلام، إثر دعوته إلى ضرورة التأكيد على احترام حقوق الإنسان والحريات الدينية.
وزيارة البابا هي الثانية إلى شبه الجزيرة العربية، منذ رحلته التاريخية إلى الإمارات عام 2019 والأولى للبحرين.
وقال رامز بن عبدالله النعيمي، وزير شؤون الإعلام بالبحرين، إن المملكة اختبرت الخميس لحظة تاريخية، بدءاً من ملتقى الحوار الذي يحضره أكثر من مئتي رجل دين وصولاً إلى زيارة بابا الفاتيكان.
لقاء شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان
يلتقي بابا الفاتيكان بعد الظهر شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، الذي كان في استقباله الخميس إلى جانب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قاعدة الصخير الجوية.
وفي عام 2019، وقع المرجعان الدينيان في أبوظبي وثيقة تاريخية حول الأخوة الإنسانية.
وعند الرابعة والنصف عصراً (13,30 ت غ) يلقي بابا الفاتيكان كلمة أمام "مجلس الحكماء المسلمين" في مسجد القصر الملكي، ثم خلال صلاة مسكونية في كاتدرائية سيدة العرب، أكبر كنيسة كاثوليكية في الخليج، افتتحت في نهاية عام 2021.
وفي كلمة ألقاها خلال استقبال البابا في باحة قصر الصخير الملكي، قال العاهل البحريني إنه "يطيب لنا بهذه المناسبة أن نسجل تقديرنا الكبير لدوركم المؤثر والمشهود له على صعيد تقريب الشعوب لإحياء حضارتنا الإنسانية التي نتحمل جميعاً مسؤولية حمايتها وتنميتها، عبر ترسيخ قيم العدالة والمحبة والسماحة والاحترام المتبادل من أجل هدف نشر السلام في أرجاء العالم".
تعزيز ثقافة التعايش
وخلال الجلسة الرئيسية أمس في افتتاح ملتقى البحرين للحوار، أكد المتحدثون تبني الممارسات الصحيحة لمبدأ الأخوة الإنسانية كأسلوب حياة مستدام.
وشددوا على أن تلك الممارسات السليمة تمكن العالم من التغلب على الصراعات والتصدي للتحديات التي تواجه البشرية في مختلف بقاع الأرض.
كما حرصوا على التأكيد على دور البحرين الرائد والكبير الذي تضطلع به المملكة في مجال نشر دعائم السلام العالمي وتعزيز ثقافة التعايش والتسامح واحترام الأديان.
وفي كلمته، قال الرئيس السابق لجمهورية النيجر عضو مجلس حكماء المسلمين محمدو إيسوفو إن ما يمر به العالم اليوم من نزاعات وصراعات سياسية وأمنية واقتصادية، فضلا عن الفقر والجوع والمناخ، وضع الشعوب تحت ضغوط كبيرة تدفعنا نحو ضرورة التعاون والالتقاء عبر حوارات الأديان للعبور بسفينة الإنسانية إلى بر السلام والأمان المنشود.
وأضاف أن مرجعية جميع البشر ينبغي أن تكون هي الأخوة في الإنسانية، بعيداً عن التقارب الفئوي أو التصنيفات البغيضة القائمة على الدين أو المذهب أو العرق واللون والهوية.
بدوره، قال بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إن ملتقى البحرين للحوار يعد بمثابة همزة وصل تربط بين وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها بابا الفاتيكان وفضيلة شيخ الأزهر في أبوظبي عام 2019 من جهة، وبين الرسالة العامة للسلام التي أطلقها بابا الفاتيكان في 2020 تحت شعار "كلنا جميعاً إخوة"، وهذا يؤكد أن البشر جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات والكرامة.
وفي ختام الجلسة، أكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، محمد عبدالسلام أن كلمة "المحبة" هي الكلمة الجامعة التي تردد على لسان جميع المشاركين في جلسات هذا الملتقى الذي يلتئم فوق أرض مملكة البحرين، والتي تعتبر نموذجاً حياً وراقياً في تكريس قيم التسامح والأخوة الإنسانية في أروع صورها.
وأضاف أن العالم في الشرق والغرب يزخر بعدد هائل من المؤسسات المدنية والدينية المستقلة والحكومية التي تعمل سوياً من أجل هدف إنساني واحد مشترك وهو إرساء السلام ونبذ الخلافات والتعايش مع الاختلافات بين الأسرة البشرية الواحدة.
واعتبر أن العالم الآن باتت لديه وثيقتان ومرجعيتان إنسانيتان هامتان هما: إعلان مملكة البحرين للتعايش السلمي، ووثيقة الأخوة الإنسانية، إلى جانب المواثيق العالمية والأممية التي تكفل الحريات وتدعو للسلام والاحترام المتبادل.
جسور الحوار والتعاون
أعمال الملتقى تجري برعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، وبحضور العديد من أبرز الشخصيات الفكرية البارزة وممثلي الأديان من مختلف دول العالم.
تنظيم الملتقى أيضا يعكس تمسك المملكة وتوجهها الاستراتيجي لمد جسور الحوار والنقاش بـيـن قادة الأديان والمذاهب ورموز الثقافة والفكر والإعلام.
جلسات الملتقى تركز على الحوار والأخوة الإنسانية وتعزيز التعايش العالمي وأيضا أدوار رجال وعلماء الأديان في معالجة التحديات المختلفة في العصر الحالي.