لليوم الثاني.. أجهزة حماس تقمع حراك "بدنا نعيش" في غزة
قوات الشرطة التابعة لحماس تدخلت لتفريق المتظاهرين بالسلاح والهراوات الخشبية والكهربائية ما أدى لإصابة عدد منهم بجروح.
قمعت أجهزة أمن حماس ،مساء الجمعة، لليوم الثاني على التوالي المشاركين في الحراك الشبابي المندد بالحركة، وغلاء الأسعار الذي يعاني منه الأهالي في قطاع غزة.
- بالصور.. مظاهرات "بدنا نعيش" في غزة من الانطلاق إلى قمع حماس
- استنكار حقوقي لاعتقال حماس نشطاء حراك “يسقط الغلاء” بغزة
وتحدث شهود عيان لـ"العين الإخبارية" عن أن مئات المتظاهرين احتشدوا في جباليا شمال القطاع، ومخيمي النصيرات والبريج ودير البلح وسط القطاع، ورفح وخان يونس، ضمن الحراك الشبابي (بدنا نعيش) الذي ينظم مسيرات سلمية منذ ،أمس الخميس، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية بعنوان: "يلا نعمرها – ثورة الجياع –يسقط الغلاء".
وتدخلت قوات الشرطة التابعة لحماس لتفريق المتظاهرين بالسلاح والهراوات الخشبية والكهربائية، وأطلقت النار في الهواء وهاجمت المتظاهرين، ما أدى لإصابة عدد منهم بجروح.
وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين: إن "أجهزة حماس اعتدت على الصحفي محمود اللوح مراسل صوت الشعب، خلال تغطيته مسيرات دير البلح، واعتقلت الصحفي أسامة الكحلوت بعد اقتحام منزله وتكسيره وأجهزة العمل".
وذكر مصدر حقوقي لـ"العين الإخبارية" أن قوات حماس اعتدت على مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان جميل سرحان ونقل إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، واعتقلت المحامي في الهيئة بكر التركماني بعد الاعتداء عليه بالضرب.
ودعت قيادة الحراك الشبابي، في بيان لها، لإضراب عام لجميع المدارس والجامعات، يوم غد السبت، ردا على القمع الذي مارسته أجهزة حماس بحق المواطنين، واعتقال العشرات ممن خرجوا يطالبون برفع الظلم عنهم.
وكشف تقرير حقوقي فلسطيني التفاصيل الكاملة لاعتداء أجهزة حماس على المشاركين في المظاهرات، فقد اندس أفراد مدنيون محسوبون على حماس بين المشاركين، وقاموا بالاعتداء عليهم، وحملوا صورا للرئيس محمود عباس، كتب عليها "ارحل يا عباس" في محاولة للتشويش.
وبحسب التقرير، حصل كر وفر بين المتظاهرين وأفراد الأمن، اعتدى خلالهما عناصر الأمن التابعة لحماس بالضرب المبرح على المواطنين، وقاموا بمصادرة عشرات الهواتف المحمولة من أيادي مواطنين وصحفيين، لعدم توثيق الاعتداءات، من بينهم الصحفي سامي عيسى مدير تحرير بوابة الهدف.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لأفراد من شرطة حماس ينهالون بالضرب بالعصي على مواطن مشارك في المسيرة، ورغم وقوعه أرضا استمر الضرب على أنحاء جسده.
وطالب المركز النائب العام بفتح تحقيق في هذه الاعتداءات وتقديم مقترفيها للعدالة، والجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها وقف تلك الانتهاكات واحترام الحريات العامة للمواطنين المكفولة دستورياً ووفق المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
الجبهة الشعبية تنتقد حماس
من جانبها طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مساء اليوم الجمعة، حركة حماس لتغليب لغة العقل والانحياز إلى نبض الشارع والتوقف عن ملاحقة وقمع المتظاهرين فوراً، والإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية الرأي والتعبير.
ودعت الجبهة في بيان لها حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه بمحاسبة كل من تورط بالاعتداء على المتظاهرين السلميين، وسحب الأجهزة الأمنية من الطرقات والساحات العامة.
ودعت الجبهة لإجراء حوار وطني عاجل لبحث آليات وطرق تطويق الأزمة لمنع انزلاق وتدهور الأمور إلى مستويات خطيرة لا يمكن السيطرة عليها، وعلى مبدأ احترام حرية الرأي والتعبير والحق في التظاهر، ومناقشة كل الأشكال والأساليب التي تخفف من معاناة المواطنين.
وطالبت بإعادة النظر في الإجراءات والسياسات التي تفاقم من هذه المعاناة وفي مقدمتها سياسة الضرائب والجباية وغلاء الأسعار التي أرهقت المواطنين.
وشددت على أنها وهي تؤكد حق الجماهير في التظاهر السلمي فإنها تدعو لحماية الممتلكات العامة ووقف أي أعمال من شأنها الإضرار بسلمية هذا الحراك الشعبي أو السلم المجتمعي، مؤكدة أن تعزيز صمود المواطن والاعتراف بحقوقه ومطالبه يجب أن تكون أولوية لنا جميعاً، لأنها تشكّل صمام أمان للمشروع الوطني وحماية للمقاومة.
واعتبرت "الشعبية" أن إنجاز المصالحة وتطبيق قراراتها الوطنية هي المخرج الآمن والأنجع لتجنيب مجتمعنا مزيداً من الويلات والمعاناة والتجاذبات، وهي القادرة على مواجهة المخاطر والتحديات التي تعصف بالساحة الفلسطينية.