بالصور.. مظاهرات "بدنا نعيش" في غزة من الانطلاق إلى قمع حماس
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان رصد في تقرير له اعتداءات الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس ضد المظاهرات المناهضة له والمنددة بالغلاء.
كشف تقرير حقوقي فلسطيني عن التفاصيل الكاملة لاعتداء أجهزة أمن تابعة لحركة حماس على متظاهري الحراك الشبابي المطالب بتحسن الأوضاع المعيشية ووقف الضرائب في قطاع غزة.
- بالصور.. حماس تطلق النار باتجاه مظاهرات حاشدة في غزة ضد الحركة
- استنكار حقوقي لاعتقال حماس نشطاء حراك “يسقط الغلاء” بغزة
واستناداً للتقرير الذي نشره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فقد تجمع عصر الخميس، مئات المواطنين في كل من مخيمات: جباليا، دير البلح، البريج، ومدينة رفح، تلبية لدعوة من مجموعات شبابية باسم "الحراك الشبابي" انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، للمشاركة في مسيرات سلمية احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية بعنوان: "يلا نعمرها – ثورة الجياع –يسقط الغلاء".
وأشار التقرير إلى أن أجهزة الأمن هاجمت تلك المسيرات وفضتها بالقوة، بعد إطلاق النار في الهواء، والاعتداء على المشاركين فيها بالضرب، كما اعتقلت العديد منهم واقتادتهم معها إلى مراكز الأمن.
وسبقت المظاهرات، شن الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات طالت عدداً من منظمي هذه المسيرات والداعين لها.
وبيّن التقرير الحقوقي أنه في مخيم جباليا، لوحظ وجود مكثف لأفراد من الشرطة ومكافحة الشغب على مفترق الترانس، وسط المخيم حيث كان من المقرر انطلاق المسيرة منه.
وقبل انطلاق المظاهرات، قامت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بعرض عسكري في شوارع المخيم، والتمركز على مفارق مهمة.
ومع توافد المواطنين للمشاركة في المسيرة، ووصول أعدادهم إلى نحو المئات، قام أفراد الأمن بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح، ورش وجوه بعضهم بغاز الفلفل.
كما قام أفراد مدنيون محسوبون على حركة حماس، اندسوا بين المشاركين، بالاعتداء عليهم، وحملوا صورا للرئيس محمود عباس، مكتوبا عليها "ارحل يا عباس" في محاولة للتشويش.
وحسب التقرير، حصل كر وفر بين المتظاهرين وأفراد الأمن، اعتدى خلالهما عناصر الأمن التابعة لحماس بالضرب المبرح على المواطنين، وقاموا بمصادرة عشرات الهواتف المحمولة من أيادي مواطنين وصحفيين، لعدم توثيق تلك الاعتداءات، من بينهم الصحفي سامي عيسى، مدير تحرير بوابة الهدف.
كما قام أفراد الأمن بإطلاق النار في الهواء، واعتقلوا العشرات من المواطنين والصحفيين واقتادوهم لمقرات الأجهزة الأمنية، وكان من بينهم الصحفية نور طلال النجار.
وفي مخيم دير البلح، تجمع العشرات من الشبان والأطفال والنساء على موقف "الكراج"، وسط المخيم، في الساعة الرابعة مساءً، وتزايدت أعدادهم نحو مئات، وأشعل بعضهم إطارات السيارات ورددوا هتافات منددة بغلاء المعيشة والضرائب.
ووفق المركز الحقوقي، حضرت قوة من الشرطة، وحاولت تفريق المتظاهرين بالضرب بالهراوات.
ولاحقا وصلت تعزيزات لقوات حفظ النظام والتدخل، وبدأت بتفريق المتظاهرين بالاعتداء عليهم بالهراوات.
وألقى عدد من المتظاهرين الحجارة تجاه عناصر الشرطة التي أطلقت النار في الهواء، واعتقلت عددا منهم .
وذكر التقرير أنه نتيجة اعتداءات الشرطة (التابعة لحماس) أصيب العديد من المشاركين برضوض بما في ذلك عدد من النساء المشاركات، حيث نقل إلى مستشفى الأقصى بالمدينة 17 مصابا جراء الاعتداءات بالضرب.
ولاحقا اعتقل أفراد الشرطة عددا من المصابين من داخل المستشفى.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لأفراد من الشرطة ينهالون بالضرب بالعصي على مواطن مشارك في المسيرة، ورغم وقوعه أرضا استمر الضرب على أنحاء جسده.
وفي التوقيت نفسه، تجمع نحو 150 شخصا في مخيم البريج، وسط القطاع، وأشعلوا إطارات السيارات، وتدخل أفراد الشرطة لتفريق المتظاهرين، واعتدوا عليهم بالضرب بالهراوات واعتقلوا عددا منهم.
وفي مدينة رفح (جنوب القطاع)، تجمع عشرات الشبان في ميدان الشهداء (النجمة سابقاً) الساعة الرابعة مساءً .
وقد حضرت قوات من الشرطة والأمن الداخلي، وقام أفرادها بتفريق الشبان، واعتقال 5 منهم على الأقل، ومصادرة هواتفهم المحمولة.
وتفرق الشبان المشاركون في التجمع بهدوء، ولم تقع مواجهات مع قوات الأمن.
وأكد المركز الحقوقي أن الحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي حقوق مكفولة بموجب القانون الأساسي الفلسطيني ووفق المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وطالب المركز النائب العام بفتح تحقيق جدي في هذه الاعتداءات وتقديم مقترفيها للعدالة.
كما طالب الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها وقف تلك الانتهاكات واحترام الحريات العامة للمواطنين المكفولة دستورياً ووفق المعايير الدولية لحقوق الإنسان .