أحكام إسرائيلية مخففة على جنود "حفلة التنكيل" بفلسطيني ونجله
الفيديو أثار ردود فعل في إسرائيل، حيث وصفهم الكاتب بـ"هآرتس" جدعون ليفي بأنهم "جزء من شر أكبر" وأدانتهم المحكمة بارتكاب"انتهاكات جسيمة"
"لدينا حفلة هنا".. كلمات قالها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال تنكيلهم بفلسطيني وابنه بعد اعتقالهما بالضفة الغربية في يناير/كانون الثاني الماضي.
وظهرت الواقعة بعد سماح المحكمة المركزية في حيفا، الثلاثاء، بنشر الفيديو الخاص بعملية التنكيل، والتي أدانت الجنود بارتكاب "انتهاكات جسيمة" ما يعرضهم للسجن 6 أشهر فقط.
- مذيعة إسرائيلية تفجر عاصفة: الاحتلال يحوّل جنودنا إلى "حيوانات بشرية"
- هيئة الأسرى الفلسطينية: 6 آلاف معتقل بسجون الاحتلال الإسرائيلي
اللقطات، التي أظهرها الفيديو الذي التقطه أحد الجنود المشاركين في العملية وأطلق عليها "حفلة تنكيل"، أثارت ردود فعل واسعة في إسرائيل، حيث وصفهم الكاتب في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية جدعون ليفي، الأربعاء، بأنهم "جزء من شر أكبر"، وأدانتهم المحكمة بارتكاب "انتهاكات جسيمة" ما قد يعرضهم لعقوبة تصل للحبس 6 أشهر.
وأظهر الفيديو 5 جنود إسرائيليين وهم ينكلون بفلسطيني وابنه بعد تكبيل أيديهما وعصب عينيهما عقب اعتقالهما في وسط الضفة الغربية، وسط صيحات وضربه على رأسه داخل جيب عسكري، فيضطر الفلسطيني للصراخ لمحاولة وقف حفلة التنكيل التي شارك فيه الجنود بفرح.
وسمحت المحكمة المركزية في حيفا بنشر مقطع من الفيديو، الثلاثاء، ولكن بعد تمويه وجوه الجنود والفلسطينيين، بعدما قررت الأحد إدانة 4 من الجنود بارتكاب "انتهاكات جسيمة" ما يعرضهم للسجن 6 أشهر، في حين أدين الخامس وهو قاصر بارتكاب "انتهاك" ما قد يعرضه للسجن شهرين.
واعتقل الفلسطيني وابنه 8 من يناير/كانون ثاني الماضي، وسط الضفة الغربية، بعد الاشتباه بتقديمهما المساعدة لناشطين فلسطينيين، ورغم أن التحقيقات أظهرت براءتهما وعدم وجود علاقة لهما بأي نشطاء فلسطينيين، إلا أنه لم يفرج عنهما حتى الآن.
وتسببت عملية التنكيل، التي استخدم فيها الجنود الأسلحة، في إصابة الفلسطينيين بجروح خطيرة استدعت نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج فور وصولهما لمركز للتحقيق في مستوطنة "بيت إيل" القريبة من رام الله.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن الجنود من وحدة خاصة في الجيش تضم إسرائيليين متدينين يحرصون على العادات الدينية اليهودية.
وتعليقا على الفيديو قال الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي "إن الجنود الإسرائيليين الذين ضربوا الفلسطينيين المحتجزين جزء من شر أكبر".
وأضاف في تعليقه الذي نشرته "هآرتس"، الأربعاء، "الشعور بالاشمئزاز واليأس يتصاعد في الجسم.. ثم يأتي الغضب والعار.. كل شيء بسرعة، "قل مرحبا"، صوت الضربات على الرأس، ضربة بعد ضربة، أنين الأب وابنه، صرخات من لا حول لهم ولا قوة، ضحكات المنكلين، الجندي يصور كي يكون لديه ما يعرضه أمام الرفاق".
وأضاف: "الشر المتعة السادية، البطولة الكبرى على أضعف الناس.. لا تقولوا لنا إن هؤلاء الجنود كانوا يعانون من اندفاع المشاعر، لقد كانوا في خضم حفل ممتع.. لا تقولوا لنا إنهم "محاربون"، فهم جنود جبناء وبائسون.. لا تقولوا إنهم ليسوا حيوانات بشرية، إنهم حيوانات بشرية، رغم وجود عدد قليل جدًا من الحيوانات البرية التي تنكل بهذا الشكل من أجل التنكيل.. مثل هذه الأحداث تقع كثيرا؛ والفيديو فقط يفصل بينهم وبين هذه الحالة التي كشفت".
ودعا الكاتب الإسرائيلي لكشف وجوه الجنود المشاركين في عملية التنكيل، قائلا: "القصة هي الفضيحة الكامنة في كشف وجه الشر، وجوه هؤلاء الجنود التي سنرى عارها إلى الأبد".
وتابع: "القصة أنه حتى بعد التنكيل بالفلسطينيين.. لا يفكر أحد بإطلاق سراح الضحيتين، كبادرة إنسانية أساسية.. وماذا عن الاعتذار والتعويض؟ الحفل هو للجيش الإسرائيلي، لأن الجيش يبذل قصارى جهده للتستر على الفعل.. الحفل هو لمن يعتقدون أننا نتعامل مع استثناءات".
وشهدت السنوات الماضية عديدا من عمليات التنكيل بالفلسطينيين، ولكن لم يعاقب إلا من ظهر في فيديوهات وثقت عمليات التنكيل، ولكن بأحكام مخففة.