"العين الإخبارية" ترصد برامج الأحزاب الإسرائيلية والكنيست المقبل: خالية من حل الدولتين
اليسار يدعو صراحة إلى حل الدولتين، وأحزاب اليمين تعارض هذا الطرح، فيما يتجنب الوسط الإشارة إليه مقترحا الانفصال.
في الوقت الذي يشتد فيه وطيس الحملة الانتخابية للسباق البرلماني في إسرائيل، يغيب حل الدولتين عن برامج غالبية الأحزاب السياسية المتوقع تمثيلها بالكنيست، في مسار يشي باستبعاد هذا الملف الجوهري من اهتمامات الكتل النيابية، وبانعطافة حادة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وباستثناء حزب " ميرتس" اليساري الذي يدعو صراحة إلى حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) ، فإن أحزاب اليمين تعارض هذا الطرح، فيما يتجنب الوسط الإشارة إليه مقترحا الانفصال.
ويقوم حل الدولتين، المدعوم دوليا، على أساس قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل تعيشان بأمن وسلام لحل الصراع بين الطرفين.
ومع أن فرص هذا الحل الذي طرحته اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، عام 2002، بدأت تتلاشى شيئا فشيئا في السنوات الماضية مع تصاعد قوة اليمين في إسرائيل وهيمنته على الحكم، إلا أنه ما زال الأكثر قبولا لدى الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبالنظر إلى ما يمثله هذا الحل لدى الأحزاب الإسرائيلية، فإن هناك ثمة 5 مواقف مشتركة بينها، وهي رفض العودة إلى حدود 1967، اعتبار القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، رفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين، رفض الانسحاب من غور الأردن، فضلا عن الإصرار على أن تكون السيطرة الأمنية الكلية لإسرائيل.
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المقررة في الـ٩ من أبريل/نيسان المقبل، ترصد "العين الإخبارية" الأحزاب التي بات من المرجح تمثيلها في الكنيست القادم ومواقفها من حل الدولتين.
-حزب "أزرق أبيض"
يخوض هذا حزب القائم على تحالف ما بين الرئيس السابق لأركان جيش الاحتلال بيني جانتس، ووزير المالية الأسبق يائير لابيد، الانتخابات لأول مرة بهذه التشكيلة، وسط تقديرات بأن يكون الحزب الأكبر في الكنيست القادم.
وإلى جانب غياب فكرة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين تماما عن البرنامج السياسي لهذا الحزب، فإنه يتبنى أيضا، فكرة "تعزيز الكتل الاستيطانية وإتاحة الحياة العادية في كل مكان يعيش فيه الإسرائيليون".
كما أنه يعتبر أن "غور الأردن سيكون الحدود الأمنية الشرقية لدولة إسرائيل" و"القدس الموحدة ستكون العاصمة الأبدية لإسرائيل".
-"الليكود"
يسيطر هذا الحزب الذي أنشيء في العام 1973، على الحكومة منذ 2009 ، ويقود الأحزاب اليمينية في إسرائيل.
وعلى الرغم من أن رئيسه بنيامين نتنياهو قال في خطاب ألقاه بجامعة بار ايلان الإسرائيلية، عام 2009 ، إن" رؤيتي السلمية تقضي بأن هناك في بلادنا الصغيرة شعبين يجب أن يتمتعا بحرية ويعيشا جنباً إلى جنب بالجيرة الحسنة والاحترام المتبادل ، ولدى كل منهما رايته ونشيده الوطني والحكومة الخاصة به ولا يهدد أي منهما أمن جاره أو كيانه" إلا أنه على أرض الواقع قوض حل الدولتين، بحسب مسؤولين فلسطينيين وعرب ودوليين.
ويؤمن الحزب اليميني بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدعو قادته إلى ضم 60% من أراضي الضفة الغربية، وإبقاء الاحتلال في غور الأردن، واعتبار القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.
كما يدعو للاعتراف الدولي بالسيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
-حزب "العمل"
هو حزب وسطي توصل إلى اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، عام 1993، بهدف إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
لكن مع مرور السنوات بات يعتبر أنه لا فرصة لقيام دولة فلسطينية في المستقبل المنظور ما يستدعي الانفصال عن الفلسطينيين إلى حين إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام.
ويعارض الحزب، الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 1967 ويتفق مع باقي الأحزاب في بلاده، بأن القدس بشطريها الشرقي والغربي يجب أن تكون عاصمة لهم.
-حزب "اليمين الجديد"
يخوض وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بنيت ووزيرة العدل إيليت شاكيد الانتخابات ضمن هذا الحزب الجديد، على أساس برنامج يدعو إلى العمل من أجل منع إقامة دولة فلسطينية، وتعزيز الاستيطان في الأراضي المحتلة.
كما يدعو الحزب اليميني المتشدد إلى ترسيخ مبدأ " أرض إسرائيل الكاملة" على أساس ضم 60% من مساحة الضفة الغربية، ومنح الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا في باقي المناطق، مع اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وعدم الانسحاب من غور الأردن.
-حزب "شاس"
هو حزب يمثل المتدينين المتزمتين من أصول شرقية، ويجنح أكثر فأكثر نحو اليمين.
ولوحظ أن الحزب ركز في السنوات الماضية على القضايا الاجتماعية والاقتصادية دون تحديد موقف سياسي واضح وإن كان لا يؤيد حل الدولتين علنا.
غير أنه يتمسك بالتشريع الذي أصدره الزعيم الروحي للحزب الراحل عوفاديا يوسيف بأنه" من الممكن إعادة الأراضي من أجل السلام".
-حزب "كلنا"
هو حزب يمين-وسط يترأسه وزير المالية موشيه كحلون يفضل التركيز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
ويفضل كحلون عدم الخوض بشكل مستفيض في القضايا السياسية، ولكنه أيضا لا يخوض الانتخابات على أساس حل الدولتين.
-تحالف اليمين "البيت اليهودي"
هي مجموعة من الأحزاب اليمينية المتشددة التي تخوض الانتخابات للمرة الأولى ضمن قائمة موحدة استجابة لطلب ومغريات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتتفق جميعا على رفض قيام دولة فلسطينية وعلى ضم الجزء الأكبر من الضفة الغربية لإسرائيل، وتعزيز الاستيطان فيها، وتعتبر أن حل الدولتين هو العدو الأكبر لها.
-"يهودوت هتوراه"
هو حزب يميني ديني متشدد يركز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية ويميل نحو اليمين في المواقف السياسية، كما أنه صوت ضد اتفاق أوسلو والانسحاب الإسرائيلي من غزة الذي جرى عام ٢٠٠٥.
ويعتبر الحزب أنه يحظر على إسرائيل "التنازل عن أراضيها".
-"ميرتس"
يكاد يكون الحزب الإسرائيلي الوحيد الذي يؤيد حل الدولتين ويدعو إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ويعارض الاستيطان في الأراضي المحتلة.
-"إسرائيل بيتنا"
الحزب الذي يرأسه وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، لا يعارض قيام دولة فلسطينية، لكنه يعارض حل الدولتين على أساس حدود 1967.
كما أنه يطرح ضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى إسرائيل بمقابل ضم مدن وقرى عربية في إسرائيل للدولة الفلسطينية المستقبلية في إطار" التبادل السكاني".
-الأحزاب العربية
تدعو إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين على أساس قرار الأمم المتحدة 1967.
كذلك تدعو إلى المساواة بين مواطني إسرائيل ووقف التمييز ضد المواطنين العرب الذين يشكلون 20% من عدد السكان.