"العين الإخبارية" تكشف سر انحياز العرب للأرجنتين في نهائي المونديال
في لقاء مثير، تمكن المنتخب الأرجنتيني من الظفر ببطولة كأس العالم 2022، بعد الانتصار على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح.
منذ بدء فعاليات البطولة في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حرص عدد واسع من الجمهور العربي على دعم وتشجيع المنتخب الأرجنتيني، بعدما أعلن النجم ليونيل ميسي أن هذه النسخة من كأس العالم هي الأخيرة له.
مع سير "راقصي التانجو" بخطى ثابتة خلال البطولة، وبلوغ الأرجنتين للمباراة النهائية، زاد أمل محبي "البرغوث" في أن يرفع نجمهم كأس العالم للمرة الأولى ويحقق حلمه الغائب، لكن فور تأهل المنتخب الفرنسي لنفس الدور، أخذ الأمر منحى آخر.
فقبل بدء المباراة النهائية، أعرب عدد كبير دعمهم للمنتخب الأرجنتيني وميسي على حساب "الديوك"، وهو ما ظهر بشكل واضح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وساحات المشجعين في قطر، وكذلك في محيط استاد لوسيل، فشارك العرب جمهور "راقصي التانجو" فرحتهم عقب انتهاء اللقاء.
سر الانحياز
رغم سعي كثيرين إلى مشاهدة ليونيل ميسي وهو يحقق آخر أمنياته في عالم الساحرة المستديرة، يبدو أن عدة عوامل أخرى حفزت وغذت دعم المنتخب الأرجنتيني، فبعض الأحداث التاريخية، وعدد من الموروثات ألقت بظلالها على مقاعد المتفرجين، حتى أعلنوا رغبتهم في عدم فوز الفرنسيين بلقبهم الثاني على التوالي.
في هذا الصدد، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن أحد الأسباب التي ساهمت في تشجيع "راقصي التانجو"، هو مواقف فرنسا تجاه العادات العربية وبعض ثوابتها خلال الفترة الأخيرة.
أضاف "صادق"، لـ"العين الإخبارية"، أن فرنسا استفزت المجتمعات العربية أثناء البطولة، بحديث بعض مسؤوليها عن دعمهم لقضية غير مقبولة في المنطقة بحسب إشارته.
نوه أستاذ علم الاجتماع، بأن استعمار فرنسا لعدد من الدول العربية في العقود الماضية، كان له تأثير في تحديد الجمهور للطرف الذي سيشجعونه في نهائي كأس العالم.
من جانبه، أرجع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، سبب هذا الانحياز إلى سببين، الأول يتعلق بشأن سياسي، قائم على عدم رغبة شريحة واسعة من الشعوب العربية في تذكر الماضي، الذي كانت فيه فرنسا مستعمرة لعدد من الدول في المنطقة.
فيما أشار "فرويز"، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن العامل الثاني هو "معنوي"، شارحًا: "العاطفة اتجهت ناحية ميسي حبًا له فقط لا لأجل الأرجنتين. فهو بالنسبة للملايين رمز يعشقونه".
وأردف: "ميسي لعب على وتر حساس حينما أعلن أن هذه البطولة هي الأخيرة له مع المنتخب، هنا لمس جانبًا نفسيًا لا شعوريًا، ومنه حظي بتعاطف كثيرين، لكن بعدما حقق اللقب صرح بأنه سيكمل مسيرته".
في السياق نفسه، أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، على ما نوه إليه "صادق" و"فرويز"، مؤكدة على أن الاستعمار الفرنسي في الأزمنة السابقة كان له تأثير على توجهات الجمهور في نهائي مونديال قطر 2022.
وذكرت "سامية"، لـ"العين الإخبارية"، أن عددًا من الجمهور حملوا في أنفسهم "شعورًا ثأريًا وانتقاميًا"، تجاه قوة كانت تقدم نفسها على أنها الأقوى والأعظم.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA= جزيرة ام اند امز