زلزال في القاهرة.. "العين الإخبارية" تتابع نهائي المونديال من مقهى مصري
بالقرب من المعهد الفرنسي بالقاهرة كان مزيج من الثقة والغرور يفر من أعين الفرنسيين المتابعين لنهائي المونديال بين منتخبهم والأرجنتين.
ورصدت "العين الإخبارية" في جولة بمقاهي منطقة المنيرة بوسط القاهرة، أحداث المباراة النهائية بين منتخب الديوك وراقصي التانجو، وتفاعل المصريين وأعضاء الجاليات الأجنبية مع مجريات اللقاء.
زلزال في وسط القاهرة
وعلى مقهى "سعيد حلاوة" في منطقة المنيرة، تزاحم أعضاء الجالية الفرنسية قبيل انطلاق المباراة، وبجانبهم مصريون كانوا يمنّون النفس بالانتصار الأول والأخير للقائد ليونيل ميسي وكتيبة الأبيض-السماوي.
23 دقيقة كانت كفيلة بإحداث زلزال مفاجئ في وسط القاهرة، بعدما أسكن ليونيل الكرة في شباك الحارس العملاق هوجو لوريس من علامة الجزاء، لتدنو الكأس رويدًا رويدًا ويبدو الحلم البعيد قريب المنال.
ومع سيطرة ليونيل ورفاقه على مجريات شوط المباراة الأول، كانت علامات اليأس ترتسم على وجوه المتابعين من أعضاء الجاليات الأجنبية، لتأتي الدقيقة 36 بهدف ثانٍ في شباك فرنسا بتوقيع دي ماريا.
وبعدما أطلق حكم المباراة صافرة انتهاء الشوط جرت تحليلات سريعة بين المتابعين المصريين لأداء الفريقين، مع توقعات بمزيد من الأهداف في شباك الفرنسيين، وكثير من المتعة على أقدام راقصي التانجو.
الشوط الثاني.. تحول دراماتيكي
مع انطلاق صافرة الشوط الثاني، كان لاعبو الأرجنتين وكبيرهم ميسي يكرسّون هيمنتهم على مجريات اللقاء، بينما لاعبو الديوك يتقهقرون إلى الصفوف الخلفية، وسط تعالي هتافات المصريين لـ"سيد اللاعبين".
مرت الدقائق وبدا ميسي على بعد 10 دقائق فقط من معانقة الكأس الغالية، لكن القدر ساق إليه الفتى العجيب كيليان مبابي الذي عادل النتيجة للديوك في ظرف دقيقتين، الأول من علامة الجزاء، والثاني بتمركزه الجيد.
بقدر المتعة الكروية التي قدمها مبابي بأقدامه كانت الصدمة قوية على عشاق ميسي من المصريين، فيما تعالت صيحات "الديوك" على المقاهي مع انتفاضة لاعبيهم، وعاد مزيج الاطمئنان والثقة إلى أعينهم من جديد.
في هذه اللحظات، دارت نقاشات حادة بين مصريين يشجعون الأرجنتين وميسي وآخرين يشجعون "الديوك"، سرعان ما تطرقت إلى أمور في الدين والسياسة ومحاكمات للاعبين ومواقفهم داخل الملاعب وخارجها.
وبين مؤيد لـ"البرغوث" وحلمه في تحقيق الكأس التي تمنّعت عليه لسنوات، وكاره له لاعتبارات شخصية وغيرها، كان السجال لا ينفض إلا بهجمة لأحد الفريقين، قبل أن تذهب المباراة إلى شوطين إضافيين.
ميسي يعلن عن نفسه
بدت الأمور تبتعد عن سيطرة راقصي التانجو مع عودة الثقة إلى لاعبي فرنسا، وانتهى الشوط الإضافي الأول بوابل من الهجمات على مرمى إيمليانو مارتينيز، الذي تصدى ببراعة لخطورة مبابي ورفاقه.
وفي الشوط الإضافي الثاني، أعلن ميسي عن نفسه من جديد وأعاد التقدم للأرجنتين بعد متابعة كرة تصدى لها هوجو لوريس ليسكنها الشباك، قبل أن يعود الديوك لمعادلة النتيجة من علامة الجزاء وبتوقيع مبابي.
انتهى الشوطان الإضافيان بتعادل الفريقين، ويذهب القطبان إلى ضربات الجزاء الترجيحية، وجاءت البداية من ميسي الذي نفذ ركلته بهدوئه المعهود، مع تألق حارس الأرجنتين إيمليانو مارتينيز الذي تصدى لركلة كومان.
وابتسمت ضربات الحظ لميسي ورفاقه، بعدما أهدر تشواميني الضربة الثالثة للديوك، لتنتهي اللعبة بنتيجة 4-2 لصالح الأرجنتين، ويحقق ميسي حلمه لتحقيق لقب للمرة الأولى في مسيرته والثالثة في تاريخ منتخب بلاده.
ميسي: "لن أعتزل"
ومع الركلة الترجيحية الأخيرة، انتفض متابعو النهائي المونديالي على مقهي "سعيد حلاوة"، في مشهد احتفالي عكس مدى تعلقهم بـ"سيد اللاعبين" وفرحتهم بانتصاره الذي حقق به حلم الطفولة.
وبعد انتهاء المبارة ورفع الكأس، كشف ليونيل ميسي موقفه من اعتزال اللعب دوليا، وقال في تصريحات تلفزيونية: "لن أعتزل اللعب الدولي بعد التتويج بكأس العالم، أريد الاستمرار في اللعب كبطل".
وتابع "البرغوث" المتوّج: "كنت أعرف أن الله سيعطيني هذه البطولة، كان لدّي إحساس أنها مكتوبه لي، وقد تحقق الحلم، انظروا إلى كأس العالم، كم هي لطيفة، كان هذا حلمي منذ الطفولة الذي تحقق أخيرا".
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA==
جزيرة ام اند امز