وثائق سرية: تحذيرات من اغتيال مبارك بلندن قبل 34 عاما
وثائق بريطانية سرية كشفت عن أن جماعة فلسطينية منشقة عن فتح خططت لاغتيال الرئيس المصري الأسبق في لندن عام 1983.
كشفت وثائق سرية بريطانية عن أن مصر نبهت بريطانيا إلى "مؤامرة لاغتيال" الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك خلال زيارته للندن عام 1983، حسب ما نشرته اليوم الإثنين هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على موقعها الإلكتروني.
وأشارت الوثائق، التي حصلت عليها (بي بي سي) حصريا بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا، إلى أن سفارة القاهرة في لندن أبلغت السلطات البريطانية بما قالت الوثائق إنه "معلومات تفصيلية بشأن تهديد" قد يتعرض له مبارك خلال الزيارة.
وقالت برقية سرية لقسم الأمن في إدارة البروتوكل بوزارة الخارجية البريطانية، إن السفارة المصرية أبلغت عن أن "فصيلا معينا من جماعة أبو نضال الإرهابية ربما تنفذ عملا ضد مقر السفارة أو أي من مكاتبها في لندن"، وطلبت السفارة توفير تدابير إضافية لحمايتها ومكاتبها.
وجماعة أبو نضال هي فصيل منشق عن حركة فتح تزعمه صبري خليل البنا (أبو نضال) خلال سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم. واغتيل البنا في بغداد عام 2002.
وجاءت تحذيرات السلطات الأمنية المصرية لنظيرتها البريطانية بهذه المعلومات في 27 يناير/كانون الثاني عام 1983 قبل 6 أيام فقط من زيارة مبارك لبريطانيا، حسب ما ورد بالوثائق.
وأشارت الوثائق المفرج عنها مؤخرا إلى أن السفير المصري في لندن أجرى في اليوم التالي لإبلاغ المعلومات إلى السلطات البريطانية اتصالا هاتفيا برئيس إدارة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في الخارجية البريطانية دي. آيه. رويكروفت لإبلاغه بـ"معلومات جديدة عن فرقة الاغتيال المحتملة التي تهدد مبارك".
ونقلت البرقية، التي حملت عنوان" تهديد للرئيس مبارك"، عن السفير المصري قوله إن "عضوين من فرقة اغتيالات فلسطينية بقيادة رشدي عبد الرحمن عودة، وهو معروف باسم سعد عودة، موجودان في المدينة (لندن) ويزوران (فندق) كلارديجز بشكل منتظم فيما يبدو للتأكد من اعتياد العاملين على وجودهما".
وقالت البرقية إن الأمن المصري قدم "معلومات تفصيلية" عن "عضوي فرقة الاغتيال". وتابعت أن المعلومات الواردة من القاهرة وصفت "سعد عودة بأنه شخص طوله متر و75 سنتيمترا، ونحيف البنية بشارب كثيف وشعره أسود وبشرته داكنة. وزميله يبلغ طوله مترا و85 سنتيمترا، قوي البنية وله عينان زرقاوان، حليق الذقن، بشرته بيضاء"، كما حملت التحذيرات المصرية ترجيح وصول أعضاء آخرين من فرقة الاغتيال.
وبناء على طلب السفارة المصرية، أرسل مسؤول الخارجية البريطانية برقية سرية بالمعلومات المصرية إلى قسم الأمن الخاص في إدارة البروتوكول والمراسم.
وقالت الـ"بي بي سي" إنه لوحظ أن رئيس إدارة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في الخارجية البريطانية رويكروفت وضع بخط يده علامة على هامش البرقية، في إشارة إلى أهمية المعلومات المفصلة الواردة بها عن "فرقة الاغتيال".
وأوضحت الوثائق البريطانية أن رئيس قسم الأمن في إدارة البروتوكول والمؤتمرات سارع إلى "طمأنة السفارة بأن السلطات (البريطانية) واعية تماما بالجماعة الإرهابية التي لُفت الانتباه إليها ( من جانب المصريين)".
وتعهد المسؤول الأمني البريطاني بأن "يظل الموقف رهن المراجعة الدائمة"، وأكد أن السلطات البريطانية "ترى أن التدابير الحالية المتبعة لحماية السفارة ومكاتبها كافية".
كما تشير الوثائق أيضا إلى أنه سبق هذه المراسلات اتصالات بين وزارة الداخلية المصرية والسفارة البريطانية في القاهرة بشأن "مؤامرة اغتيال مبارك المحتملة" وسبل ضمان تأمين الرئيس في لندن.
وطلب وزير الداخلية المصري تقييم المملكة المتحدة للتهديد الذي قد يتعرض له مبارك خلال زيارته لبريطانيا ليشمل كلا من الهجمات الإرهابية والمظاهرات، حسب برقية سرية بعث بها السفير البريطاني إلى لندن، حسب بي بي سي.
وقالت بي بي سي في تقريرها إنه لوحظ في الوثائق أن الخارجية البريطانية حذفت، لأسباب قيل إنها تتعلق بالأمن القومي، المصدر الذي حصل منه المصريون على المعلومات عن "مؤامرة الاغتيال" المحتملة.
aXA6IDE4LjExOS4xNDMuNDUg جزيرة ام اند امز