أنقرة وتل أبيب.. سر الإسراع في التطبيع الكامل
تسابق المسؤولون الإسرائيليون للترحيب بإعادة التطبيع الكامل للعلاقات مع تركيا إلا شخص واحد وهو رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
وقال دبلوماسي غربي في تل أبيب لـ"العين الإخبارية"، إن : "ثمة تفسير واحد لقرار التطبيع الكامل للعلاقات في فترة تستعد فيها إسرائيل للعودة إلى صناديق الاقتراع وهو الإسراع قبل العودة المحتملة لبنيامين نتنياهو إلى الحكم".
وأضاف الدبلوماسي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه: "لا يخفى على أحد أن لا كيمياء في العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حزب "الليكود" الذي ترجح استطلاعات الرأي العام بأنه الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة".
وتابع الدبلوماسي، قائلا: "تقديري أن الرئيس التركي يريد اغتنام الفترة الحالية قبل الانتخابات لإعادة العلاقات بشكل كامل خشية ان تتعرقل الجهود التي بذلت في الأشهر الأخيرة في إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين".
وتساءل الدبلوماسي: "هل تتخيل مثلا أن يتحدث نتنياهو وأردوغان هاتفيا كما يجري بين أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي يائير لابيد؟".
وكانت فترة رئاسة نتنياهو للحكومة شهدت الكثير من الاتهامات المتبادلة بين نتنياهو وأردوغان وصلت حد التجريح.
فمثلا في ديسمبر/كانون الأول 2018 قال نتنياهو: "أتعرض الآن للتصعيد الاستفزازي اليومي من جانب الطاغية المعادي للسامية أردوغان. إنه يضمر هواجس بصورة مرضية تجاه إسرائيل. إنه يعرف ما هو الجيش الأخلاقي ويعرف ما هي الديمقراطية الحقيقية، مقارنة بجيش يذبح النساء والأطفال في القرى الكردية ودولة، للأسف، تزداد فيها الديكتاتورية يوما بعد يوم".، وفق قوله.
تصريحات نتنياهو جاءت ردا على تصريحات لأردوغان قال فيها: "نتنياهو إنك طاغية. أنت رئيس إرهاب الدولة، إسرائيل قتلت عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء من جميع الأعمار في فلسطين".
وفي هذا السياق فقد أشار الدبلوماسي الغربي إلى أن مسيرة إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل جاءت مباشرة بعد سقوط حكومة نتنياهو وتشكيل حكومة رئيس الوزراء نفتالي بينيت بالشراكة مع رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد.
وقال: "فور تشكيل بينيت ولابيد لحكوماتهما بدأت العلاقات بالانتعاش بداية عبر اتصالات غير معلنة ثم تبادل المسؤولون الإسرائيليون والأتراك الزيارات للبلدين وصولا الى إعلان قرار إعادة السفراء الى تل ابيب وأنقرة".
وكانت تركيا أول دولة ذات اغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل في العام 1949 ما أطلق التعاون الاستراتيجي والدبلوماسي والعسكري بين البلدين.
وفي عام 1986 عينت الحكومة التركية سفيرا كقائم أعمال في تل أبيب قبل أن تتبادل الحكومتان السفراء في 1991.
وزار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل في عام 2005 عارضا أن يكون وسيطا للسلام في الشرق الأوسط وتطلعه إلى بناء علاقات تجارية وعسكرية.
وأحضر أردوغان مجموعة كبيرة من رجال الأعمال في رحلته التي استغرقت يومين، والتي تضمنت محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون والرئيس الإسرائيلي آنذاك موشيه كاتساف.
وفي زيارة استمرت ثلاثة أيام لأنقرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، التقى الرئيس الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز بالرئيس التركي آنذاك عبد الله جول، وألقى كلمة أمام الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا.
وفي العام 2013 توسط الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ما بين نتنياهو وأردوغان ما قاد إلى اتصال هاتفي بينهما اعتذر فيه نتنياهو عن حادثة أسطول غزة وتعهد بتعويض عائلات الضحايا فيما تعهد أردوغان بوقف ملاحقة إسرائيل قضائيا.