تفاصيل اجتماع سري إسرائيلي استمر 4 ساعات وانتهى بقرار قصف الحوثيين
لم تخف إسرائيل مسؤوليتها عن هجومها في اليمن، بل سارعت للإعلان عن مسؤوليتها عنه بعد وقت قصير من وقوعه ما يشير إلى نقطة تحول.
فعادة ما تتجنب إسرائيل الإعلان عن مسؤوليتها عن هجمات خارج الأراضي الفلسطينية ولبنان وتبقي هجماتها غامضة.
ولكنها هذه المرة أرادت الإعلان صراحة عن مسؤوليتها فتبنته في بيان رسمي، ونشرت مقطع فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت وهم يتابعون الهجوم.
كما نشرت صورة لوزير الدفاع غالانت مع عدد من القادة العسكريين وهم يضعون خطط الهجوم قبل الضربة.
اجتماع الكابينت
وقالت هيئة البث الإسرائيلية "تم استدعاء وزراء المجلس السياسي الأمني الكابينت بشكل غير عادي اليوم، إلى جلسة عقدت خلال يوم السبت، وقد وافقوا خلالها على الهجوم الذي تم خلال الاجتماع".
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "أعطى نتنياهو "الضوء الأخضر، وتم تنفيذ الهجوم خلال جلسة الكابينت".
ولم يتم إشعار الوزراء إلا قبل 45 دقيقة من موعد انعقاده، وتم الهجوم خلاله بعد المصادقة عليه.
ولم يتم الإعلان رسميا عن الاجتماع، كما لم يتم تسريب انعقاده إلى وسائل الإعلام.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية: "شملت المناقشة أهمية الهجوم، كما ناقش الحاضرون، بمن فيهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع يوآف غالانت، التنسيق مع الأمريكيين والاستعدادات لرد الحوثيين".
وأضافت: "تلقى الوزراء مذكرات استدعاء شخصية من رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، لمنع تسرب المعلومات قبل الهجوم، وطلب منهم عدم إخبار أحد عن أمر الاستدعاء".
وتابعت: "تمت الموافقة على الهجوم وتنفيذه خلال جلسة مجلس الوزراء، التي استمرت نحو 4 ساعات".
وأضافت: "سلاح الجو في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء البلاد خوفا من هجوم على إسرائيل".
وحرصت إسرائيل على التأكيد على أنه هجوم إسرائيلي منفرد شاركت فيه عشرات الطائرات الحربية.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الجيش قوله: "إن هذا هجوم إسرائيلي منفرد، وقد تم إبلاغ الأمريكيين به مسبقا".
وأضافت نقلا عن الجيش: "لقد هاجمنا على مسافة أكثر من 1700 كيلومتر باستخدام عدد كبير من الطائرات المقاتلة. وتعرضت العديد من البنى التحتية للهجوم، بما في ذلك البنى التحتية للطاقة ذات الاستخدام المزدوج (للأغراض العسكرية والمدنية على حد سواء)".
ولوحظ أن الجيش الإسرائيلي حرص في بيانه على 3 أمور، الأول تحمل المسؤولية، والثاني القول إن الهجوم استهدف موقعا للحوثيين، والثالث الإشارة إلى أن الهجوم رد على مئات الهجمات وليس فقط الهجوم الأخير بطائرة مسيرة في تل أبيب يوم الجمعة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "شنّت طائرات حربية لجيش الدفاع قبل قليل غارات استهدفت أهدافا لنظام الحوثي الإرهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن، لقد جاءت الغارات ردا على مئات الهجمات ضد دولة إسرائيل طيلة الأشهر الأخيرة، لا يوجد تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية، وإذا طرأ أي تغيير سنعلن عنه".
وزاد على ذلك وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، قوله في بيان متلفز إن هذا الهجوم الأول لن يكون الأخير بدءا من اليوم، فقال: قمنا بالرد، وسنفعل ذلك بقدر ما يتطلبه الأمر".
أما وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فقال في بيان تلقته "العين الإخبارية": "نفذت إسرائيل اليوم هجوماً مستهدفاً في ميناء الحديدة رداً على هجوم الحوثيين في تل أبيب أدى إلى مقتل مدني وعشرة جرحى، وعلى الرغم من أن إسرائيل مارست ضبط النفس لفترة طويلة على الرغم من الهجمات المتكررة التي شنها الحوثيون على إسرائيل، فإن إسرائيل ستدافع عن نفسها وستتحرك ضد أي جهة تهدد مواطنيها".
وأضاف: "إن إرهاب الحوثيين لا يضر ويهدد إسرائيل فحسب، بل العالم أجمع ويعطل بشدة حرية الملاحة العالمية، إن الإرهاب الحوثي هو جزء من المجموعة الإرهابية الإقليمية التي تديرها إيران، إلى جانب وكلاء آخرين مثل حماس وحزب الله، إيران هي رأس الأفعى: فهي التي تسلح وتدرب وتمول الحوثيين".
وتابع كاتس: "على العالم أن يزيد الضغوط على إيران ويفرض المزيد من العقوبات الخانقة عليها، لوقف عامل يهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم أجمع".
لماذا ميناء الحديدة
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الجيش قوله "ألحقنا أضرارا بالبنية التحتية في ميناء الحديدة، وهو ما من شأنه الإضرار بقدرة الميناء على العمل كمصدر اقتصادي للإرهاب الحوثي ومصدر لتكثيفهم العسكري".
وقالت: "يوضح الجيش الإسرائيلي اختيار ميناء الحديدة كهدف للهجوم: من خلال ميناء الحديدة تدخل الإمدادات العسكرية من إيران إلى الحوثيين، وهو ميناء يشكل بنية تحتية إرهابية عسكرية مشروعة، هذا هو الميناء الذي يستخدم للتعزيز العسكري للحوثيين، وهو يتمتع بالحصانة حتى الآن، ولم تهاجم الولايات المتحدة هناك، و70% من البضائع التي تدخل من هناك تصل إلى الحوثيين".