"اليورانيوم السري".. هل يعرقل إحياء الاتفاق النووي مع إيران؟
الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تزال بانتظار إجابات "مقنعة" من إيران حول آثار يورانيوم مخصب في 3 مواقع نووية سرية.
لكن طهران تقول على لسان رئيس منظمتها للطاقة الذرية، محمد إسلامي، إنها قدمت إجابات واضحة.
مع ذلك، يرى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن "هذه الأجوبة لم تكن مقنعة وغير واضحة".
وما بين المد والجزر، تتفجر تساؤلات بشأن الدور المحتمل لآثار اليورانيوم السري في عرقلة التوصل إلى تفاهم يعيد إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
رد مقنع
غروسي قال إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحاجة إلى أقصى حد من الوصول والتفتيش فيما يتعلق بإيران وعليها أن تتعاون مع الوكالة"، معتبرا أن "طهران لم تقدم رداً مقعناً بشأن آثار اليورانيوم التي عثر عليها بمواقعها حتى الآن".
وأشار غروسي إلى الكاميرات المراقبة التي قامت طهران بإغلاقها في المنشآت النووية وكانت تغطي نقاطاً مهمة في تلك المنشآت، لافتا إلى أن هذه الكاميرات الـ 27 التي تم إيقاف تشغيلها تغطي نقاطًا مهمة في مرافق تصنيع أجهزة الطرد المركزي وأشياء أخرى.
ونفى وجود ضغوط تمارسها الولايات المتحدة ضده لإنهاء التحقيق بشأن إيران.
وفي يوليو/ تموز الماضي، وبعد صدور قرار لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران، قطعت إيران جزءًا من كاميرات المراقبة التابعة للوكالة، وقال غروسي في حينه: "لا نعرف ما الذي يحدث في برنامج إيران النووي".
تعنت
وفي سياق متصل، ذكر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، الأربعاء، أن بلاده ستلتزم بمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للأنشطة والمنشآت النووية الإيرانية في حال تم إحياء الاتفاق النووي مع القوى الغربية.
وقال إسلامي، في تصريحات للصحفيين على هامش اجتماع للحكومة الإيرانية: "نحن نلتزم بالمراقبة لمنشآتنا في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة"، مضيفاً " لا يوجد لدينا مواقع نووية غير معلنة والمزاعم بهذا الشأن ليست جديدة ولا صحيحة".
ورد إسلامي على تصريحات غروسي قائلا: "ردنا بشأن هذه الشائعات كان واضحا وعلى الطرف الثاني اتخاذ القرار، وسننفذ كامل تعهداتنا وفق الاتفاق النووي إذا التزم الآخرون بتعهداتهم".
ودعا المسؤول الإيراني الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ضرورة العمل بمهنية وعدم التأثر بما وصفه بـ"المزاعم الإسرائيلية" للبرنامج النووي الإيراني.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلت في وقت سابق عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن قولهم: "نتوقع صدور الرد الأمريكي اليوم الأربعاء بخصوص مسودة الاتفاق النووي مع إيران".
وأضاف المسؤولون الأمريكيون "بعد رد واشنطن، سيكون هناك حاجة للعودة إلى فيينا من أجل جولة أخرى من المفاوضات مع إيران".
تراجع
وفي سياق متصل، أفاد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية بأنه "في حال العودة إلى الاتفاق النووي، سيتم إيقاف الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المتقدمة بما في ذلك جميع تلك التي تخصب في منشأة فردو النووية بمحافظة قم وسط إيران".
وشدد المسؤول الأمريكي، في تصريحات إعلامية، على أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك أي من اليورانيوم المخصب بنسبة 20٪ و60٪ الذي تخزنه اليوم، "كما سيُحظر على إيران تخصيب اليورانيوم وتخزينه فوق مستويات محدودة للغاية".
من جانبها، نقلت قناة "سي إن إن" الإخبارية عن مسؤول بالإدارة الأمريكية قوله إن "إيران تخلت عن مطلب رئيسي آخر يتعلق بالتفتيش النووي مع استمرار المفاوضات"، مضيفاً أن "التقارير التي تفيد بأننا قبلنا أو ندرس تنازلات جديدة لإيران خاطئة بشكل قاطع".
وأوضح أن "إيران هي من قدمت تنازلات في قضايا حساسة وليس نحن، وإذا توصلنا إلى اتفاق مع إيران فسيتعين عليها اتخاذ خطوات مهمة لتفكيك برنامجها النووي".
وبالنسبة له، فإنه "حتى إذا أرادت إيران الانسحاب من الاتفاق النووي في المستقبل وقررت بناء أسلحة نووية، فيجب أن تكون على بعد ستة أشهر على الأقل من بناء قنبلة".
ودعا إلى ضرورة استعادة مراقبة الوكالة وتفتيشها لأنشطة إيران النووية بشكل كامل وعلى نطاق واسع، لافتا إلى أن العديد من أنشطة المراقبة التي تقوم بها الوكالة ستظل إلى أجل غير مسمى.
بدوره، دافع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، عن جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني، قائلاً إن "الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة أبعد أمريكا عن حلفائها".
وأكد أن بايدن يتفهم قلق إسرائيل، لكنه يؤمن بالدبلوماسية تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
وردا على سؤال من فوكس نيوز عما إذا كانت واشنطن ستعزل نفسها عندما تخطط للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني ضد رغبات حلفائها، قال كيربي إن "الأمر عكس ذلك تمامًا"، لأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018، أدى إلى انفصالها عن حلفائها.
وتابع: "عندما كنا لا نزال متمسكين بالاتفاق، كانت إيران هي التي عزلت نفسها بعدم المساعدة والتعاون، ثم عزلنا أنفسنا بتركها".
وشدد على أن "حلفاءنا وشركاءنا الأوروبيين وكثيرين آخرين حول العالم عارضوا مثل هذا القرار، والآن نريد العودة إلى الاتفاقية. نريد أن تعود إيران إلى الاتفاق لمنعها من حيازة اسلحة نووية".
قلق إسرائيلي
بينما يبدو من التقارير أن إيران والولايات المتحدة على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، أعربت إسرائيل عن قلقها حيال ذلك.
وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، يقول عبر موقع تويتر: "أطلب من جو بايدن والحكومة الأمريكية، في هذه اللحظات الأخيرة، الامتناع عن توقيع الاتفاقية مع إيران".
وأضاف "ستودع هذه الاتفاقية ما يقرب من ربع تريليون دولار في حساب الحكومة الإرهابية الإيرانية والقوات العميلة لها في المنطقة".
وفي رد ضمني، أكد جون كيربي أن جو بايدن "يتفهم" قلق إسرائيل والدول المجاورة في هذا الصدد، لكنه لا يزال يؤمن بإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة واستخدام الدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
وقال: "أي مشكلة موجودة في الشرق الأوسط ستزداد صعوبة عندما تكون إيران مسلحة بأسلحة نووية".