هجمات وزيارة سرية لبغداد.. ماذا يحمل رئيس استخبارات الحرس الثوري؟
في زيارة سرية اعتاد عليها أغلب مسؤولي إيران، حلّ رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، ببغداد، والتقى عددا من قادة المليشيات الموالية لطهران.
مصادر عراقية مطلعة، قالت لـ"العين الإخبارية"، إن "حسين طائب وصل إلى بغداد، مساء أمس الإثنين، في زيارة لفها الغموض والتكتم، دون إشعار مسبق للسلطات العراقية الرسمية بموعد وصوله والأهداف من ذلك التحرك المفاجئ".
وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، تحسبا من ملاحقة المليشيات "رئيس جهاز الاستخبارات لدى الحرس الثوري عقد فور وصوله لقاءات متفرقة مع قيادات فصائل مسلحة موالية لطهران".
وركزت اللقاءات- بحسب تلك المصادر "على الاستهدافات التي تطال مصالح واشنطن في العراق" والتي كان آخرها يوم. أمس باستهداف قاعدة عين الأسد، والمنطقة الخضراء التي تتواجد فيها السفارة الأمريكية.
وتزامن وصول المسؤول في الحرس الثوري الإيراني، إلى بغداد، مع تعرض مصالح الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي إلى ثلاثة هجمات متفرقة بالعراق.
وتعرض رتل للتحالف الدولي إلى هجوم بالعبوات الناسفة جنوب العراق، تبعه استهداف بـ3 صواريخ لقاعدة عين الأسد التي تتواجد بها قوات أمريكية غرب البلاد.
وفي ساعات متأخرة من ليل أمس الإثنين، هاجمت 3 طائرات مسيرة تحمل موادا متفجرة، قاعدة التوحيد الثالثة التي تقع عند مقتربات السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد.
وأكدت مصادر أمنية، أن منظومة الدفاع الصاروخية لدى السفارة الأمريكية تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة وتعطيل الجهاز الفني للطائرتين الأخريين.
وقبل نحو أسبوع، تعرضت مواقع تابعة لمليشيات "الحشد الشعبي" الموالية لإيران، عند الحدود السورية العراقية، لقصف جوي أمريكي نفذ بطائرات إف -16، ما أسفر عن إلحاق أضرار مادية ومقتل 5 عناصر من تلك الفصائل.
وتوعدت الفصائل المسلحة التابعة لإيران، بتصعيد الهجمات ضد الولايات المتحدة، مؤكدة أنها دخلت في حرب "مفتوحة"، مع واشنطن.
من هو حسين طائب؟
ويعد حسين طائب أحد الشخصيات المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، والبارزة في مجال صناعة المليشيات وخطط الاغتيالات.
وشغل حسين طائب مناصب عدة من بينها ، مستشار رئيس قسم مكافحة التجسس في وزارة الأمن والإطلاعات (المخابرات) فى زمن الرئيس الإيراني رفسنجاني..
في العام 2009 تجلى الدور الكبير لطائب كرجل الأمن الأول في النظام، حين قمع "الحركة "الخضراء"، التي نددت بنتائج الانتخابات الرئاسية، ونجاحه في توقيف زعيمي الحركة مهدى كروبي ومير حسين موسوي، واستصدار أمر بتحديد إقامتيهما.
وكمكافأة عن ذلك الدور، أسند له المرشد الإيراني، علي خامنئي، منصب مسؤول جهاز استخبارات الحرس الثوري.
كما يُعتبر ضمن أحد أخطر 12 شخصية في إيران، وقد تولى ملف دعم مليشيات الحوثيين باليمن وملف تزويدهم بالصواريخ الباليستية، وله دور كبير في تعزيز نفوذ المليشيات في سوريا والعراق.
وتتشابه ظروف زيارة طائب، مع أخرى أجراها قائد "فيلق القدس:"، في الحرس الثوري، إسماعيل قآاني إلى العراق، في الـ9 من يونيو/ حزيران الماضي، إلى بغداد، والتي شهدت قصفاً استهدف مطار بغداد بطائرة مسيرة سبقها آخر بهجوم صاروخي على قاعدة بلد الجوية شمالي العاصمة.
وجاءت زيارة قآاني وهي الثالثة من نوعها إلى العراق، على وقع إطلاق سراح القيادي البارز في مليشيات الحشد الشعبي، قاسم مصلح بعد عشرة أيام على اعتقاله من قبل قوة أمنية جنوبي بغداد، بتهم مهاجمة المصالح الأمريكية وقتل عدد من ناشطي الحركات الاحتجاجية في العراق.