أمين عام "الأخوة الإنسانية" يشارك في إطلاق "كلنا إخوة"
المستشار محمد عبد السلام أعرب عن اتفاقه مع رسالة البابا بكل حب وحماسة لبعث الأخوة الإنسانية من جديد.
شارك المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، بدعوة من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في حفل تدشين الرسالة البابوية الجديدة للبابا فرنسيس "كلنا إخوة" التي وقعها البابا فرنسيس، السبت، بمدينة أسيزي بوسط إيطاليا، كأول مسلم يشارك في تدشين رسالة بابوية.
جاء ذلك بحضور عدد من القيادات الدينية وممثلي الإعلام الدولي، حيث تأتي هذه الرسالة في مبادئها امتداداً لـ"وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس في أبوظبي مطلع فبراير/شباط 2019.
وقال المستشار محمد عبد السلام: "إن البابا فرنسيس كتب بقلمه الشجاع هذه الرسالة ليسجل بكلماته الصريحة مآسي المستضعفين والمرهقين والبائسين، وليكتب بهذه الرسالة وصفة الدواء لهذا المرض العضال، الذي أعطب حضارتنا المعاصرة"، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام".
وأضاف: "هذه الرسالة الحبرية (رسالة الأخوة والصداقة الاجتماعية) قد عكست بين سطورها الكثير من كمال الذوق، ودقة الشعور، والقدرة على التعبير عن قضايا الأخوة الإنسانية، بصورة تخاطب العالم كله".
وأعرب عن اتفاقه مع رسالة البابا بكل حب وحماسة لبعث الأخوة الإنسانية من جديد، وذلك كونه شاباً مسلماً دارساً لشريعة الإسلام وعلومها، وكان شاهداً على معظم محطات مسيرة الأخوة الإنسانية في العقد الأخير بين البابا والإمام.
وقال: "لقد كنت في غاية التأثر وأنا أقرأ لقداسة البابا موقفه الصلب لما يمكن أن يسمى (نهاية الوعي بالتاريخ) بما يحمله هذه المفهوم من اختراق ثقافي خطير قائم على تفكيك الموروث الثقافي، وخلق أجيال تحتقر تراثها وتاريخها بكل ما يحمله من ثراء روحي".
وأضاف: "كما توقفت طويلاً عند ملف (حقوق الإنسان) الذي كشف في ثناياه عن الأشكال الجديدة من ظلم الإنسان واستغلاله، وقهر المرأة، واعتبر أن الاضطهاد لأسباب دينية وعرقية وغيرهما من الانتهاكات ضد الكرامة الإنسانية هي ملامح من حرب عالمية ثالثة".
وأكد المستشار عبد السلام أن الرسالة العظيمة للبابا مع شقيقتها "وثيقة الأخوة الإنسانية" ستحركان عجلة التاريخ التي توقفت في محطة هذا النظام العالمي الراسخ في اللامعقول.
وصرح بأن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تدرس إقامة منتدى لمائة شاب من حول العالم، وعقد أيام دراسية، بعضها هنا في روما، والبعض الآخر بين أبوظبي؛ بلد إعلان وثيقة الأخوة الإنسانية، ومصر بلد الأزهر الشريف، حول هذه الرسالة، يعكفون خلالها على التأمل والدراسة والنقاش الحر المعمق، وسيكون هذا نوعا من النزول بالرسالة إلى شريحة الشباب من مختلف الأديان والأجناس.
وشدد عبد السلام على أن العالم يعيش فترة فاصلة من تاريخ البشرية: "نقف في مفترق الطريق بين أخوة جامعة تسعد بها الإنسانية، أو شقاوة بالغة تزيد من آلام الناس وبؤسهم، وأن الأخوة الجامعة ضرورة حتمية للعالم كله ولا مِحيصَ عنها".
وأكد الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية أن اللجنة ستواصل العمل من أجل تحويل وثيقة الأخوة الإنسانية إلى واقع يعيشه الناس، من خلال المبادرات الواقعية والطموحة التي تعمل عليها، وتحظى دائماً بدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الذي تعهد بالعمل على تفعيل مبادئ الوثيقة العالمية للأخوة الإنسانية.
وقال إن جهود فضيلة الإمام وقداسة البابا ونضالهما من أجل تحقيق التعايش الإنساني والأخوة العالمية، والتي توجت بوثيقة الأخوة الإنسانية، التي أعلنوها سويًّا في مشهد استثنائي في تاريخنا الحديث من أبوظبي العام الماضي مثلت نقطة أمل وتحول في منطقتنا العربية والإسلامية.
وتطرقت الرسالة البابوية الجديدة إلى العديد من الموضوعات الهامة مثل مخاطر العولمة، والاختراق الثقافي، وحذرت من استعمال مصطلحات مثل الديمقراطية والحرية والعدالة والواحدة كأداة للسيطرة والهيمنة، وانتقدت التمييز ضد المهاجرين.
وأوضح البابا فرنسيس أن من شجعه على كتابة هذه الرسالة هو فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عندما التقى به في أبوظبي لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، ليؤكدا معًا أن الأديان لم تكن أبدًا بريدًا للحروب أو باعثة لمشاعر الكراهية.
حضر الاحتفال إضافة إلى المستشار محمد عبدالسلام، عدد من الشخصيات الهامة من بينهم، الكاردينال بارولين، رئيس وزراء الفاتيكان، والكاردينال ميغيل أيوسو، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، والدكتور سلطان الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، ، والمونسينيور يوأنس لحظي، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
ذلك إلى جانب السكرتير الشخصي السابق للبابا فرنسيس، والبروفيسور آنا رولاندز، أستاذة الفكر الاجتماعي الكاثوليكي لندن، والدكتور أندريا ريكاردي، مؤسس جمعية سانت إيجيديو، وأستاذ التاريخ المعاصر.