خرق أمني أسقط شينزو.. انتخابات اليابان تخشى "أصوات الرصاص"
كبلد حافظ لسنوات على ديمقراطيته وحماية قوة اقتصاده بمكافحة الفساد أظهرت ثغرة أمنية قلقا لدى ملايين اليابانيين قبل تصويتهم بالانتخابات.
قبل ساعات -وبتوقيت اليابان- انطلقت انتخابات مجلس الشيوخ بالبرلمان بعد أيام من اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي.
عملية اغتيال شهدتها إحدى الفعاليات الانتخابية في مدينة نارا، لكنها أرعبت اليابانيين بعد اعتراف السلطات من وجود "خرق أمني" في هذا الحادث.
أما القاتل تيتسويا ياماغامي فقد أكد أن والدته قدمت "تبرعا كبيرا" لهيئة دينية يحمل ضغينة لها ويعتقد أنها مرتبطة بالزعيم الياباني.
وبعد يوم واحد من وفاة رئيس الوزراء الياباني الأطول خدمة، نقل أحد المصادر أيضًا عن القاتل قوله: "في البداية.. كنت أنوي مهاجمة مسؤول تنفيذي في المجموعة الدينية، لكنني قررت استهداف آبي بدلاً من ذلك".
وفي حين أن دوافع المهاجم غير معروفة تمامًا، فقد انتقد الكثيرون بشدة إطلاق النار خلال خطاب لـ"آبي" في أحد شوارع مدينة نارا غرب البلاد باعتباره يهز أسس الديمقراطية ويكشف عيوبًا في أمن الشخصيات.
وفي مؤتمر صحفي لاحق، اعتذر تومواكي أونيزوكا رئيس شرطة محافظة نارا عن الفشل في منع الهجوم، معترفا بأنه "لا يمكن إنكار وجود مشاكل في الأمن".
وظهر أونيزوكا، رئيس شرطة محافظة نارا، وهو ينحني في بداية مؤتمر صحفي في نارا أمس السبت، بعد يوم من مقتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي برصاصة قاتلة.
كما أبلغ ياماغامي الشرطة أنه توجه عشية إطلاق النار المميت إلى قاعة في مدينة أوكاياما الغربية، حيث ألقى آبي خطابًا في انتخابات مجلس المستشارين، وفقًا للمصادر.
واستقطبت المسيرة أكثر من 2000 شخص دون فحص أمني، لكن لم تكن هناك مشاكل، وفقًا للأشخاص المشاركين في الحدث.
ونفى ياماغامي، الذي استخدم مسدسًا محلي الصنع لإطلاق النار على آبي واعتقل في مكان الحادث، أن يكون لمعارضة المعتقدات السياسية لرئيس الوزراء السابق أي علاقة بارتكابه الجريمة، وفقًا للشرطة.
وقال مسؤول في الجماعة الدينية إنه صحيح أن والدته كانت مؤمنة منذ زمن طويل لكنها لم تكن على علم بوضعها المادي.
وتوفي آبي متأثرا بفقدان الدم مع تقرير لتشريح الجثة يؤكد وجود جرحين بطلقات نارية في أعلى ذراعه اليسرى ورقبته.
وفتشت الشرطة منزل المتهم، الجمعة، وعثرت على أشياء يعتقد أنها متفجرات وبنادق محلية الصنع، بما في ذلك ما يشبه السلاح المستخدم في الهجوم.
كان ياماغامي عاطلاً عن العمل لكنه سبق أن عمل لدى شركة تصنيع في منطقة كانساي منذ حوالي خريف عام 2020 غير أنه استقال في مايو/أيار الماضي.
إلا أن القاتل كان سابقًا عضوًا في قوة الدفاع الذاتي البحرية لمدة ثلاث سنوات تقريبًا حتى أغسطس/آب 2005.
وتتزامن عملية الاغتيال مع انتخابات مهمة تشهدها البلاد؛ حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الديمقراطيين الأحرار بقيادة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا ومعه الشريك الأصغر في الائتلاف، حزب كوميتو، سيحققان انتصارا واضحا.
ويحتل الحزبان حاليا أغلبية في غرفتي البرلمان (مجلسا الشيوخ والنواب).
وإذا حقق كيشيدا انتصارا واضحا فإن هذا سيعزز سلطته في وقت يتعرض فيه تعافي الاقتصاد الياباني من جائحة فيروس كورونا لتهديد من ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
ويزور وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن اليابان، الإثنين، لتقديم التعازي شخصيًا في أعقاب اغتيال شينزو آبي، على ما أعلنت الخارجية الأمريكية.