هل يوجد شخص مهم هنا؟ صدى تجمع القادة لا يصل لـ«أهل ميونخ»
الأصل أن يشعر السكان بضجيج النخب السياسية، فماذا إذا كان تجمع لنخب الحكم والسياسية في العالم بدولة واحدة، بل بوسط مدينة من السهل أن يطوي فيها الخبر الشوارع الصاخبة.
لكن ما يحدث مع مؤتمر ميونخ مختلفًا إلى حد ما، فالسياسة والصحافة والأوساط البحثية تشعر بضجيج المؤتمر الأبرز في قضايا الأمن والدفاع قبل أشهر من انعقاده، وتضع الخطط للمشاركة فيه وتغطيته، لكن الأمر مختلف بالنسبة لأهل المدينة المستضيفة.
ففي الشوارع المحيطة بل بالأماكن التي تبعد 10 أمتار فقط من فندق بيرانشهوف، حيث تجري فعاليات مؤتمر ميونخ بين 16 و18 فبراير/شباط الجاري، يبدو الأمر مختلفا، فعجلة الحياة تدور بشكل اعتيادي، غير عابئة بالحركة الأمنية والترقب السياسي قبل ساعات من انطلاق المؤتمر.
وفي أحد المقاهي التي تبعد فقط 10 أمتار عن الفندق ويكشف الجالس فيها، كل ما يجري أمام بيرانشهوف، وحركة سيارات المسؤولين وصخب الصحافة والإعلام، يبدو أن الرواد في عالم منفصل.
فالعشرات يحتسون القهوة ويتحدثون عن كرة القدم والحياة والمجتمع، لكنّ الحديث لا يتطرق إلى ذلك المؤتمر الصاخب الذي يجمع أقوى المسؤولين في العالم، ويبحث مستقبل أعقد الصراعات الحالية سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط.
هناك جلس ماثيو ليون، يشرب قهوته المعتادة بهدوء ويختلس النظر للجالسين حوله في المقهى، لكنه لا يهتم بصخب الشارع المقابل وما ينتظره من صخب أكبر بداية من الغد مع انطلاق مؤتمر ميونخ للأمن.
وقال ليون في حديث لـ«العين الإخبارية»: «ربما قرأت خبرا أو اثنين عن هذا المؤتمر في سنوات سابقة، لكنه لا يحتل مكانة في اهتماماتي، ولا أعرف من سيأتي أو ماذا سيدور داخل هذا الفندق».
أمام الفندق نفسه، حيث كان مراسل «العين الإخبارية» يلتقط صورا لاستعدادات اللحظة الأخيرة للمؤتمر والحركة المستمرة أمام مدخله، قاطعه باتريس مولر، رجل خمسيني، يسأل بعفوية كبيرة عما يجري بالقول: «ماذا يجري هنا.. هل هناك أحد مهم؟».
مولر الذي تحدث بلكنة ألمانية تشتهر بها مناطق جنوب ألمانيا، وبينها ميونخ والنمسا، سأل باندهاش عن ما يجري، فلم يكن يعرف لماذا كل هذه الاستعدادات، قبل أن يقول: «خُيل لي أن الرئيس الأمريكي هنا وسيطل علينا الآن، بسبب الحركة السريعة في المكان، لكني لا أعرف معلومات عن المؤتمر».
ويتوقع مشاركة 50 رئيس دولة وحكومة، وحوالي 60 وزير خارجية وأكثر من 25 وزير دفاع، بالإضافة إلى العديد من الممثلين السياسيين والعسكريين الآخرين، ومئات الخبراء والصحفيين في نسخة العام الحالي من المؤتمر في الفترة بين 16 و18 فبراير/شباط.
وتأسس المؤتمر عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها لملتقى للسياسيين والعمل الدولي متعدد الأطراف. وحمل عدة أسماء قبل إطلاق عليه «مؤتمر ميونخ للأمن».
aXA6IDE4LjIyNy40OC4yMzcg جزيرة ام اند امز