مصر تمتنع عن التصويت لقراري أمريكا وروسيا حول كيماوي سوريا
المشروع الأمريكي يدعو لتجديد التفويض للجنة التحقيق التي أدانت الأسد، فيما يدعو المشروع الروسي لتغيير آلية التحقيق.
امتنعت مصر عن التصويت على مشروعي قرار أمريكي وروسي بمجلس الأمن الدولي يتعلقان بتحديد مهام اللجنة الدولية التي تحقق في اتهامات موجهة للنظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية.
وفي جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت بنيويورك، أمس الخميس، استخدمت موسكو حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار أمريكي حول تمديد مهمة آلية التحقيق في الهجمات الكيميائية بسوريا بشكلها الحالي.
وحصل المشروع الأمريكي على دعم 11 دولة، بينما صوتت روسيا وبوليفيا ضده، وامتنعت مصر والصين عن التصويت.
وفي المقابل قدمت روسيا مشروع قرار خاص بها ينافس القرار الأمريكي؛ حيث يطالب بتمديد التحقيق الدولي ولكن بتغيير آلياته، لكنها سحبته خلال اجتماع الخميس بعدما فشلت في الحصول على تصويت العدد الكافي من الأعضاء.
وصوتت ضد مشروع القرار الروسي بوليفيا، وامتنعت كل من مصر والصين.
وهذه هي المرة العاشرة التي تستخدم فيها روسيا حق النقض في مجلس الأمن للاعتراض على قرار يتعلق بسوريا.
وبذلك يكون مشروعا القرار الأمريكي والروسي قد فشلا.
ونتيجة لهذا فإن عمل اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقيق في الهجمات الكيماوية يكون قد توقف، لأن التفويض الممنوح لها انتهى بحلول منتصف ليل الخميس، وكان يحتاج لتمرير أي من القرارين لتجديده.
وتشكلت هذه اللجنة منذ عدة أشهر للتحقيق في اتهامات للنظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب شمال سوريا أبريل/نيسان الماضي.
وسبق أن قدمت لمجلس الأمن الدولي تقريرا حملت فيه الحكومة السورية المسؤولية عن هجوم خان شيخون، كما حملت تنظيم "داعش" الإرهابي المسؤولية عن استخدام غاز الخردل في بلدة أم حوش في 15 و16 سبتمبر / أيلول 2016.
ويحتاج صدور أي قرار عن مجلس الأمن إلى موافقة 9 من أعضائه، مع عدم استخدام الدول الـ5 الدائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، لحق النقض (الفيتو).
وأعلن الممثل الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، أن مهمة مشروع القرار الأمريكي حول بعثة التحقيق في الأسلحة الكيميائية (آلية التحقيق المشتركة) هي التشكيك بالدور الروسي في التسوية السياسية في سوريا، وفق ما نشره موقع "روسيا اليوم" الجمعة.
وأضاف نيبنزيا أن "الممثل البريطاني الدائم، ذكر أن روسيا ليس لها مكان في العملية السياسية في سوريا. هكذا إذا. من أجل ذلك يتم حبك كل هذه القصة غير النزيهة، للتشكيك في دور روسيا في العملية السياسية للتسوية السورية".
وانتقدت روسيا تقرير آلية التحقيق المشتركة، وقدمت تحليلا أعده الخبراء الروس قالوا إنه يكشف "تحامله" على السلطات السورية، وتوجيه الاتهامات لها دون أي سند أو وقائع ثابتة.
في المقابل قالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي: إن روسيا باستخدامها حق النقض أنهت قدرة البعثة الدولية على تحديد من نفذوا الهجمات.
وتعليقا على ذلك قال ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، اليوم الجمعة إن: "روسيا لعبت دورا مهما ومحوريا في منع التلاعب بمجلس الأمن".
ونافيا عن بلاده تهمة استخدام الكيماوي قال: "سوريا تؤكد أنها التزمت باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ولم يعد لديها أي سلاح كيميائي، وتعتبر استخدامه عملا لا أخلاقيا ومدانا".