غسان سلامة: تطورات إيجابية بالأزمة الليبية ومتفائلون بـ"برلين"
مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا قال في إحاطته لمجلس الأمن الإثنين إن هناك تطورات إيجابية في اتجاه إنهاء الصراع الليبي
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة إن هناك تطورات إيجابية تعكس تطلع الأطراف في ليبيا إلى إنهاء الصراع والعودة للعملية السياسية.
وأشار سلامة في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن، الإثنين، إلى التعويل الكبير على مؤتمر برلين لإنهاء الأزمة مضيفا أن الأيام الماضية شهدت لقاءات عقدها مع جميع الأطراف الليبية والقوى الإقليمية والدولية المعنية بإنهاء الصراع في ليبيا.
وثمن المبعوث الأممي الجهود المصرية المبذولة على صعيد إنهاء الأزمة واستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.
كان سلامة قد قام بعدة جولات خلال الشهرين الماضيين شملت عواصم الدول المعنية بالشأن الليبي، بالتوازي مع لقاءات مع الأطراف الليبية استضافتها العاصمة التونسية تمهيدا لمؤتمر برلين المزمع عقده في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
مؤتمر برلين
تسعى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى توحيد موقف أوروبي بشأن الأزمة وتقديم الدعم الدولي لعمل البعثة الأممية واللاعبين الإقليميين والدوليين وتوحيد رؤيتهم تجاه ملفات منع تدفق الأسلحة والمحافظة على توحيد المؤسسة الوطنية للنفط إضافة لملف الهجرة.
واستضافت العاصمة الألمانية برلين خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين عدة اجتماعات دولية حول ليبيا بمشاركة أطراف دولية وإقليمية، إلى جانب تمثيل جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة وركزت الاجتماعات على محاولة بلورة حلول توافقية لإنهاء الأزمة عبر تسوية سياسية فاعلة.
وفي إطار التنسيق لمؤتمر برلين أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل يومين.
وحسب بيان للرئاسة المصرية فإن السيسي شدد على ضرورة "وضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي التي من شأنها استمرار تفاقم الوضع الحالي الذي يشكل تهديدا لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط بأسرها".
وشهدت العاصمة التونسية عدة اجتماعات خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي برعاية البعثة الأممية ضمت معظم الأطراف الليبية والأحزاب والقوى السياسية والشخصيات التي تمثل توجهات وأيديولوجيات إضافة إلى عدد من المستقلين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني وحضره السفير الألماني لدى ليبيا فيما وصفت مصادر دبلوماسية هذه اللقاءات بالاسترشادية لمؤتمر برلين.
جهود مصرية
أكد الرئيس المصري خلال اتصاله مع المستشارة الألمانية على موقف بلاده الاستراتيجي الثابت تجاه الأزمة الليبية والمتمثل في استعادة أركان ومؤسسات الدولة الوطنية الليبية، وإنهاء فوضى انتشار الجماعات الإجرامية والمليشيات الإرهابية، ومنح الأولوية القصوى لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن.
كما شهدت القاهرة، الأسبوع الماضي، لقاء للمبعوث الأممي غسان سلامة بوزير الخارجية المصري سامح شكري لبحث آخر مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، وسبل دفع مسار تسوية الأزمة في ليبيا واستعراض التحضيرات الجارية حالياً لعقد مؤتمر برلين حول ليبيا.
وأطلع الممثل الأممي الوزير شكري على آخر نتائج اتصالاته وجهوده مع الأطراف الليبية والإقليمية في هذا الصدد.
وحسب المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، فإن شكري تناول خلال اللقاء مُحددات الموقف المصري اتصالاً بضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا، بما يحفظ وحدة الشقيقة ليبيا وسلامتها الإقليمية، ويدعم استعادة سيطرة مؤسسات الدولة الوطنية، ويُساهم في محاربة التنظيمات الإرهابية وإنهاء فوضى المليشيات واستعادة الأمن ضمن تصور شامل لتنفيذ الاستحقاقات السياسية، وصولاً إلى تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي الشقيق في السيطرة على موارده ومقدراته.
مؤتمر بإيطاليا استباقا لبرلين
أعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، الخميس الماضي، أن بلاده ستستضيف اجتماعا لدول الجوار الليبي في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأوضح أن الاجتماع سيكون على هامش منتدى الحوار المتوسطي المرتقب انعقاده في 5 ديسمبر/كانون الأول، ويستمر حتى السابع من الشهر نفسه.
جاء ذلك في تصريحات صحفية خلال جلسة استماع مشتركة للجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ، وفق وكالة "أكي" الإيطالية.
وأشار إلى أن هدف بلاده هو تحقيق الاستقرار في ليبيا، موضحا أن إيطاليا تعمل على خطين رئيسيين، هما: تخفيف حدة الصراع الذي يمكن أن يقود إلى وقف إطلاق النار، واستئناف العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة عبر المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.
وتفاقمت الأوضاع في ليبيا منذ عام 2014 بعد رفض الإسلاميين تسليم السلطة للبرلمان المنتخب، بعد انتهاء ولاية المؤتمر العام الذي كان يقع تحت سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها فيما أعلنت المليشيات الإرهابية ما أسمته "عملية فجر ليبيا"، والتي دمرت فيها عدة مواقع استراتيجية على رأسها مطار طرابلس الدولي.
وتردد على ليبيا 6 مبعوثين أمميين منذ مارس/آذار 2011 حتى الآن، بهدف دعم الأمن والاستقرار ونجاح العملية السياسية، وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة، إلا أن مراقبين يرون أنها فشلت في طرح مبادرة جادة لإنهاء الأزمة بالبلاد، ووضح ذلك جليا في وجود حكومتين تتقاسمان السلطة في ليبيا، وتشرعن إحداهما المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، وتؤمن اختراقات القرارات الأممية بحظر التسليح المفروض على ليبيا، ما أسفر عن اشتعال المعارك العسكرية.