مصير بعثة ليبيا الأممية على طاولة مجلس الأمن.. نهاية الصلاحية
على أنغام الخلافات بين أعضائه حول مهمتها، يعقد مجلس الأمن الدولي الأسبوع الجاري، جلسة لمنافشة مسألة التجديد للبعثة الأممية في ليبيا.
وينتهي في 30 أبريل/نيسان الجاري، قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في الأول من فبراير/شباط 2022، بتمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة السياسية في ليبيا.
وفيما شهدت جلسة مجلس الأمن التي عقدت قبل 3 أشهر جدلا كبيرًا بين أعضاء المجلس من الدول دائمة العضوية، حول البعثة التي كان مقترحًا تمديد مهمتها حتى 15 سبتمبر/أيلول المقبل، توقع مراقبون أن يستمر هذا الجدل، وخاصة مع "فشل" المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز، في مهمتها ومعظم الملفات التي تولت إدارتها، خلال الفترة الماضية.
آخر تلك الملفات كان "فشل" مشاورات تونس وتعليق أخرى في القاهرة دون توافق كامل، بالإضافة إلى انسحاب الجيش الليبي من اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، وتعليق صادرات النفط الليبي.
تلك الملفات التي تأزمت نتيجة لـ"فشل" المبعوثة الأممية في التأثير على عبدالحميد الدبيبة لتسليم السلطة للحكومة التي منحها مجلس النواب الثقة برئاسة فتحي باشاغا، جعل من مهمة البعثة الأممية مثار جدل واستياء بين الليبيين.
تمديد المهمة
المحلل السياسي والحقوقي الليبي جمال عامر، توقع التمديد لمهمة البعثة الأممية دون التوافق على اسم رئيسها؛ لأن المجتمع الدولي لا يزال في حاجة لوجودها، لاستمرار إدارة الأزمة.
وأوضح عامر أن الليبيين يرون أن البعثة تدير الأزمة في ليبيا وتعمل على استمرار الانسداد السياسي وإرباك المشهد، بداية من وجودها في عام 2011، ومؤخرا بملتقى جنيف والذي جاء بحكومة الدبيبة عن طريق "التزوير" الذي غضت ستيفاني ويليامز الطرف عنه، على حد قوله.
وأشار إلى أن لقاءات وتصريحات ويليامز الغامضة التي تعطي أحيانا إشارات إلى أن حكومة الدبيبة هي الرسمية، وتارة تشير لباشاغا وأن حكومته المعترف بها، كانت أحد أسباب تأزيم الملف الليبي.
تسمية مبعوث جديد
ورغم توقعه تمديد مهمة البعثة الأممية، إلا أنه قال إن بقاء ستيفاني على رأسها يعود إلى روسيا وأمريكا وبريطانيا، والتي تحدد من يكون على رأس تلك البعثة، مشيرًا إلى أن استمرار الاختلافات بين أعضاء مجلس الأمن على تسمية من يقودها يعطي الفرصة لاستمرار المبعوثة الحالية بمنصبها.
وحول مقترح تسمية أفريقي على رأس البعثة، قال المحلل الليبي إنه مقترح قديم لم يحدث توافق بشأنه حتى الآن، إلا أنه أكد أنه حال تمريره فسيكون محل ارتياح بالنسبة لليبيا ولليبيين.
ما علاقة أوكرانيا؟
وأكد أن الحرب الدائرة في أوكرانيا ستؤثر على اختيار شخصية رئيس البعثة في ليبيا، فمواقف الدول المتداخلة في ليبيا متباينة بشأن الأزمة الأوكرانية، بين تأييدها لأمريكا وروسيا.
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو أكدت خلال الجلسة المغلقة، التي عقدها مجلس الأمن الثلاثاء الماضي لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا، أهمية تمديد البعثة الأممية في ليبيا.
وشددت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد على أهمية تعيين مبعوث خاص للأمين العام في ليبيا، ليتمكن من القيام بمهامه.
ومنذ الاستقالة المفاجئة للسلوفاكي يان كوبيش من رئاسة البعثة في نوفمبر/تشرين الثاني، تشغل وليامز منصبه بالإنابة، بعد أن استدعاها الأمين العام للأمم المتحدة لاستلام الملف مجدداً، ومنحها رسمياً منصب مستشارة خاصة، في محاولة منه للاستغناء عن موافقة مجلس الأمن على اختيار البديل.
خلافات روسية أمريكية
وكانت جلسة مجلس الأمن في فبراير/شباط الماضي التي مددت مهمة البعثة، شهدت خلافات بين روسيا والولايات المتحدة حول البعثة الأممية، ففيما تشترط موسكو تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، تمسكت واشنطن ببقاء الأمريكية ستيفاني وليامز على رأس هذه البعثة بالإنابة.
وتقدمت روسيا بمشروع قرار ينص على أن يُسمي الأمين العام مبعوثًا دون مزيد من التأخير، كما ينص على تمديد ولاية البعثة حتى 30 أبريل/نيسان الجاري فقط -ريثما يتضح وفقاً لموسكو- الوضع السياسي في ليبيا.
وهددت موسكو حينها باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأساسي الذي كان مقترحاً، وفيما كان مرجحا أن يواجه قرارا مضاد فيتو أمريكي، قبلت الأطراف في نهاية المطاف بالحل الوسط.
aXA6IDMuMTQ4LjExNy4yMzcg جزيرة ام اند امز